الديوان » لبنان » ناصيف اليازجي » ويلاه من عرس تحول مأتما

عدد الابيات : 27

طباعة

ويلاهُ من عُرسٍ تحوَّلَ مأتَما

ولذيذِ عيشٍ قد تحوَّلَ علقَما

لم يضحَكِ المسرورُ يومَ سرورهِ

حتَّى بكَى من بعدهِ وتألَّما

يا أيُّها اللاهي بغفلتهِ انتَبِهْ

إن الحِمامَ يحومُ حولكَ في الحِمَى

كم باتَ يندُبُ نائحاً في ليلهِ

مَن كان يطرَبُ في الضُّحى مُتَرَنِّما

عَرِّجْ على غَرْبِ البِلاد وسَلْ بهِ

عَمَّا أصابَ أميرَ قيسٍ مُلحِما

خَطِفَتْ كريمتَهُ المنيَّةُ ليلةً

بسوادِها وجهُ الصَّباحِ تَلثَّما

قد غابتِ الشَّمسُ المنيرةُ في الدُّجَى

فبكى لفُرقَتِها الشِّهابُ وأظلَما

هَبَطَت إلى جوفِ الثَّرَى مِن بُرْجها

فعلا صُراخُ النَّادباتِ إلى السَّما

غابت ولم يَنصلْ خِضابُ زِفافها

عن أعينٍ خَضَبَت مَحاجِرها دَما

وتَسربَلَت ثوبَ البياضِ فالبَسَت

مَن حولها ثوبَ السَّوادِ الأدهما

خانَ الزَّمانُ بها أباها ظالماً

مَن لم يكنْ أحدٌ بهِ مُتظلِّما

والٍ تغيَّرَتِ الوُلاةُ بأسرها

وأقامَ ثابتَ دولةٍ متقدِّما

ولكلِّ والٍ كارِهٌ من دونهِ

فلهُ الوِدادُ مُخصَّصاً ومُعمَّما

جبلٌ على جبلٍ أقامَ وشأنُهُ

ما زالَ أعلى من ذِراهُ وأعظَما

يُومي إليهِ لو أصابَ لهُ يداً

ويفوهُ حمداً لو أصابَ لهُ فَما

يا فَرْعَ رَسلانَ الذي من بعدهِ

قد صار أصلاً في الكرامِ مكرَّما

ما زالتِ الدُّنيا تَقولُ لأهلِها

ليسَ الكريمُ على القَناةِ مُحرَّما

ظَلَمَ الزَّمانُ وقد عَدَلتَ أمامَهُ

لو كان فيهِ نَباهةٌ لتعَلَّما

طُبِعَ الخبيثُ على العِنادِ مُعوِّجاً

أحكامَهُ مَعَ مَن يراهُ مُقوَّما

لم يستَطِعْ ضَرَراً لشخصكَ فانثَنى

كيداً ومدَّ إلى فَتاتِكَ مِعصَما

وكأنَّهُ يجني على فُضَلائهِ

حَسَداً لهم فيَرُدُّ ما قد أنعَما

أللهُ يأخُذُ مَن يَشَاءُ مُؤَخَّراً

ولقد يُعاجِلُ من أحبَّ مُقدَّما

سيسلِّمُ الدَّعوى إليهِ كارهاً

مَن لم يكن طَوْعاً إليهِ مُسَلِّما

يا رحمةَ اللهِ العظيمِ تغمَّدي

شمساً لقد أبكتْ عليها الأَنجُما

تسقي المدامعُ بالدِّماءِ ضريحَها

سَحَراً ويغسِلُهُ السَّحابُ إذا هَمى

قد شَرَّفتْ أرضاً ثَوَت في طيِّها

لو صادَفَت ثغراً لها لتَبَسَّما

وسقَى التي فيها شرابُ كرامةٍ

ممَّا يُؤَرَّخُ كأْسُهُ يُرِوي الظَّما

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ناصيف اليازجي

avatar

ناصيف اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-nasif-al-yaziji@

479

قصيدة

5

الاقتباسات

161

متابعين

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، الشهير باليازجي. شاعر، من كبار الأدباء في عصره. أصله من حمص (بسورية) ومولده في (كفر شيما) بلبنان، ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير ...

المزيد عن ناصيف اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة