الديوان » لبنان » ناصيف اليازجي » غضي جفونك يا عيون النرجس

عدد الابيات : 20

طباعة

غُضِّي جُفونَكِ يا عُيُونَ النَرْجِسِ

إنَّ المَلاحةَ للعُيُونِ النُعَّسِ

لا تَنظُري وَجْهَ الحبيبِ فطالما

فَتَنَ العُيونَ مُنكِّساً للأرْؤُسِ

إنْ كان هذا الوَردُ يحكي خَدَّهُ

فلِمَ استظَلَّ بكُمِّهِ في المَجلِسِ

وإذا ادَّعَتْ سُمرُ الرِّماحِ قَوامَهُ

صَدَقَتْ ولكن أينَ لِينُ المَلمَسِ

رِشأٌ تجلَّى في رفيعٍ أطلسٍ

كالبدرِ يَطلُعُ في الرَقيعِ الأطلَسِ

حَسَدَتْ مَراشِفَهُ السُلافةُ واستَحى

من حُسنِ بَهْجتِهِ طِرازُ السُندُسِ

نَسَجَ العِذارُ على صفائحِ خَدِّهِ

زَرَداً يَقيهِ نواظرَ المُتَفرِّسِ

وذَكا اللهيبُ بهِ فقال لثَغْرهِ

لا يَطمَعِ الظامي ببَرْدِ الأكؤُسِ

يا مَن أرَتني وَجنتاهُ صَحيفةً

كانت عليَّ صحيفةَ المُتَلمِّسِ

أنكرتُ صَدّاً من حبيبٍ مُوحِشٍ

فأصَبتُ رَدّاً من حبيبٍ مُؤْنِسِ

عاد الحبيبُ إلى الدِّيارِ عَشِيةً

تَرَكَ الحِجارةَ كالجواري الكُنَّسِ

ألقى عليها فضلَ بَهْجتِهِ كما

تَغشَى الجليسَ بفَضْلِ ذَيل البُرْنُسِ

فَرْعٌ كريمٌ يُستطابُ وإنما

طِيبُ الفُروعِ بحَسْبِ طيبِ المَغْرَسِ

يزهو القريضُ بهِ ويحلو نظمُهُ

فيروحُ بين مُشطَّرٍ ومُخمَّسِ

شُغِفَت بهِ العِلَلُ التي قد شاهدَت

شَغَفَ القُلوبِ بهِ وحُبَّ الأنفُسِ

لو كانَ يَستْشفِي العليلُ بنفسِهِ

أغناهُ لُطفُ صِفاتِهِ عن رُوفُسِ

هذا ابنُ مُوسَى الخالِدِ الذِّكر الذي

في كلِّ سِفرٍ ذكرُهُ لم يُطَمسِ

أثرٌ تَيَمَّنا بهِ من بعدِهِ

كالبعضِ من آثارِ بيتِ المَقدِسِ

يا أيُّها الرجُلُ السليمُ فُؤَادُهُ

أنتَ السليمُ فلم تَزلْ في مَحْرَسِ

لا زلتَ مُعجزةَ لكلِّ كريهةٍ

مثلَ الكلام على لِسانِ الأخرَسِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ناصيف اليازجي

avatar

ناصيف اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-nasif-al-yaziji@

479

قصيدة

5

الاقتباسات

161

متابعين

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، الشهير باليازجي. شاعر، من كبار الأدباء في عصره. أصله من حمص (بسورية) ومولده في (كفر شيما) بلبنان، ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير ...

المزيد عن ناصيف اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة