الديوان » لبنان » ناصيف اليازجي » إذا ذهب الكثير من الكثير

عدد الابيات : 19

طباعة

إذا ذهبَ الكثيرُ من الكثيرِ

فقد عَزَمَ القليلُ على المَسيرِ

وإن ذهبَ الكبيرُ ولم يُؤَثِرْ

فليسَ نخافُ مِن أثَرِ الصَّغيرِ

إذا سَلِمَتْ من النِّيرانِ نفسٌ

فلا ترتاعُ من حرِّ الهجيرِ

ومَن لم يَفترسِهُ ظُفْرُ لَيْثٍ

فليس يَدُوسهُ خُفُّ البعيرِ

يهونُ على يسيرٍ منكَ صَبْرٌ

لأنَّكَ قد صَبَرتَ على العسيرِ

وهل يرْتاعُ مِن خَوضِ السَّواقي

فتىً قد خاضَ في البحرِ الكبيرِ

عليكَ بطيبِ نَفْسٍ وارتياحٍ

وتسليمٍ إلى المَلِكِ القديرِ

فإنَّ الخوفَ داءٌ فَوْقَ داءٍ

يُذِيبُ إذا تَعلَّقَ بالضميرِ

وفِعْلُ اللهِ يُبطِلُ كُلَّ فِعلٍ

ويَغلِبُ طِبَّ داودَ البصيرِ

حياةُ النَّاسِ في الدُّنيا مَنامٌ

ويَقظتُهم لدَى النَّوْمِ الأخيرِ

وكلُّ العمرِ يومٌ أنتَ فيهِ

فما فَرْقُ الطويلِ عن القصيرِ

وبعضُ الحيِّ فَوْقَ البعضِ حتى

يموتَ فكُلُّ عبدٍ كالأميرِ

وبيتُ العَنْكبوتِ إذا رحلنا

يُعادَلُ بالخَوَرْنَقِ والسَّديرِ

ونفسُ المرءِ في الدُّنيا أسيرٌ

ومَوْتُ الجسمِ إطلاقُ الأسيرِ

فلا أسفٌ على الدُّنيا ولكنْ

على ما بعدَ ذاكَ من المصيرِ

ينامُ المجرِمونَ على قَتَادٍ

ونومُ الصالحينَ على حريرِ

وأندَمُ غافلٍ من صَمَّ سمعاً

قُبيلَ البينِ عن صوتِ النَّذيرِ

وإنَّ النُّصحَ في الحُكَماءِ يجري

كَجْريِ الماءِ في الرَّوضِ النَّضيرِ

وفي أُذُنِ الجَهولِ يضيعُ هَدْراً

كضَوءِ الصُّبحِ في عينِ الضَّريرِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ناصيف اليازجي

avatar

ناصيف اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-nasif-al-yaziji@

479

قصيدة

5

الاقتباسات

161

متابعين

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، الشهير باليازجي. شاعر، من كبار الأدباء في عصره. أصله من حمص (بسورية) ومولده في (كفر شيما) بلبنان، ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير ...

المزيد عن ناصيف اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة