الديوان » لبنان » ناصيف اليازجي » أسحرا كان شغلي في هواكا

عدد الابيات : 40

طباعة

أسِحْراً كان شُغلي في هَواكا

لَقد تُهِمَتْ بسحِرٍ مُقلتاكا

شَرِبتُ وما عَرَفتُ الكأسَ حتى

سَكرِتُ فما استطعتُ لهُ دِراكا

حَواكَ وقد حَلَلْتَ بكل قلبٍ

فُؤادٌ لم يَحِلَّ بهِ سِواكا

نَزَلتَ بهِ على طَلَلٍ تَفانَى

ولَستَ بمن على طَلَلٍ تَبَاكَى

أطَعتَ العاذِلينَ بقتلِ صَبٍّ

يُريدُ القتلَ لكن عن رِضاكا

تَعِزُّ كَرامةً ويَهُونُ ذُلاً

فتأنَفُ أن يَقولَ دمي فِداكا

صَبابةُ عاشقٍ مَلَكَتْ فؤَاداً

فما تَرَكتْ لمملكةٍ مِلاكا

يُحاوِلُ أن يَحِلَّ الصَّبرُ فيهِ

ولكنْ لا مكانَ لهُ هُناكا

ألا يا قاتلي باللّحظِ عَمْداً

أرَى عمْدي يُقصِّرُ عن خَطاكا

إذا أمضَى ذُبابُ السَّيفِ حُكماً

غَدَتْ حُجَجُ الوَرِيدِ لهُ رِكاكا

نَهاني الشَّيبُ عن خُلُقٍ قديمٍ

وما بَلَغَ المَشيبَ فقد عصاكا

لَقد شابَ الأميرُ على العَطايا

فحيثُ نَهَيتَهُ عنها نَهاكا

عوائدُ آل رَسْلانَ اللواتي

كوضعِ طباعِهِم تأبي انفِكاكا

رَبينَ بحجْرِ إسماعيلَ حتى

دعاهُنَّ الأمينُ فَقُلنَ هاكا

وَجَدتُكَ أصلَ دَوحةِ رَهطِ قَيْسٍ

وإنْ تَكُ فَرْعَها فيما نَراكا

وقد يَرِدُ الكريمُ على انفرادٍ

وإن أعطاكَ مَولِدهُ اشتراكا

وما ذَبَلَتْ غُصونٌ من تَنُوخٍ

سَقى ماءُ السَّماءِ بها ثَراكا

لَئن عَرَفَتْ لكَ الأعرابُ فضلاً

فقد عَرَفَ الأعاجمُ ما كفاكا

صَفَتْ لكَ هذهِ الأيّامُ وِرداً

ولكن بعدَ ما قَرَعَتْ صَفاكا

عَرَضتَ لها فما طالتْ يَداها

وقُمتَ بها فما قَصُرَتْ يَداكا

أهَمُّ الناسِ في أمرٍ ولكنْ

أقَلُّ الناسِ في الأمرِ ارتباكا

سَبقَتَ إلى الفَعالِ فما تُحاكِي

وجاوَزتَ النّظيرَ فما تُحاكى

وَقَفتَ على صِراطٍ مستقيمٍ

كأنَّ أمامَ عَينِكَ ما وَراكا

تُقَلِّبُ في صروفِ الدَّهرِ طَرْفاً

رَمَيتَ بهِ فما أخطا السِّماكا

فَقَدتَ أخاكَ في الأوصافِ حتى

فَقَدتَ اليومَ في نَسَبٍ أخاكا

وما فَقَدَ اليتيمُ أباً كريماً

إذا غطَّاهُ فَضلٌ من رِداكا

تَعوَّدتَ الجميلَ المَحْضَ حتَّى

منَ الصَبرِ المُجاورِ في حَشاكا

وإنَّكَ لا تُبالي بالمنايا

فتصغُرُ أن يهيج لها بكاكا

إذا نصَبَتْ لكَ الشَرك الليالي

فما قَطَعَت لنَعلَيْكَ الشِراكا

تَشُلُّ يمينَها يُسراكَ جَبْراً

وتَقطَعُ سيفَ نَجْدتِها عَصاكا

تَفنَّنَ في الثَّناءِ عليك قومٌ

سَهِرْتَ لهم ونامُوا في حِماكا

وما كانَ الثَّناءُ عليكَ زُوراً

وقد شَهِدتَ بسِحتّهِ عِداكا

على العهدِ القديم أتَى مُحِبٌّ

قديمُ العهدِ لا ينَسى وَلاكا

لَئِنْ ترَكَتْكَ هِمَّتُهُ لضُعفٍ

فإنّ أباهُ لم يَترُك أباكا

على ذُرِّيَّةِ الرَجُلينِ وَقفٌ

وليسَ بهِ التَّصَرُّفُ من قَضاكا

تُراثٌ نَدَّعيهِ ولو تَمادى

عليهِ الدَّهرُ لا يخَشى الهَلاكا

لَكُمْ حَقُّ الرُّعاةِ على رِجالٍ

لهم حَقُّ الرَعيَّةِ مثلَ ذاكا

مَدَدُتمْ نِعمةً كانت بِحاراً

ومَدُّوا خِدمةً كانت شِباكا

رأيتُكَ في الدُّجَى نَجماً مَطيراً

فما ميَّزتُ أرضَكَ من سماكا

إذا سَافَرتُ كانَ رَجاكَ زادي

وحيثُ نَزَلتُ ظَلّلَني لِواكا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ناصيف اليازجي

avatar

ناصيف اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-nasif-al-yaziji@

479

قصيدة

5

الاقتباسات

161

متابعين

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، الشهير باليازجي. شاعر، من كبار الأدباء في عصره. أصله من حمص (بسورية) ومولده في (كفر شيما) بلبنان، ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير ...

المزيد عن ناصيف اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة