الديوان » العصر المملوكي » ابن زمرك » نفسي الفداء لشادن مهما خطر

عدد الابيات : 47

طباعة

نفسي الفداء لشادن مهما خطرْ

فالقلب من سهم الجفون على خطرْ

فضح الغزالة والأقاحة والقنا

مهما تثنَى أو تبسّم أو نظرْ

عجباً لليل ذوائبِ من شعرهِ

والوجه يُسفر عنْ صباح قد سفرْ

عجباً بعِقدِ الثغر منه منظماً

والعِقد من دمعي عليه قد انتثرْ

ما رمتُ أن أجني الأَقاحَ بثغره

إلاّ وقد سلَّ السيوف من الحورْ

لم أنسَهُ ليلَ ارتقاب هلاله

والقلب من شك الظهور على غَررْ

بتنا نراقبه بأول ليلةٍ

فإِذا به قد لاح في نصف الشهرْ

طالعته في روضة كخلاله

والطيب من هذي وتلك قد اشتهرْ

وكلاهما يُبدي محاسن جمة

مِلْءَ التنسّم والمسامع والبصرْ

والكأسُ تطلع شمسها في خدِّهِ

فتكادُ تُعشي بالأشعة والنظرْ

نورية كجبينة وكلاهما

يجلو ظلامَ الليل بالوجه الأغرْ

هي نسخة للشيخ فيها نسبة

ما إن يزالا يرعشان من الكبرْ

أفرغتَ في جسم الزجاجة روحها

فرأيتُ روح الأنس فيها قد بهرْ

لا تسقِ غير الروض فضلة كأسها

فالغصن في ذيل الأزاهر قد عثرْ

ما هبَ خفاق النسيم مع السحرْ

إلا وقد شاق النفوس وقد سحرْ

ناجى القولبَ الخافقات كمثله

ووشى بما تخفي الكِمام مع الزهرْ

وروى عبد الضحاك عن زَهر الربُّى

ما أسند الزهري عنه عن مطرْ

وتحملت عنه حديث صحيحه

رُسُلُ النسيم وصدّق الخُبُرُ الخَبَرْ

يا قصر شنّيل وربعك آهلٌ

والروض منك على الجمال قد اقتصرْ

لله بحرك والصِّبا قد سرَّدْتْ

منه دروعاً تحت أعلام الشجرْ

والآس حفَّ غداره من حوله

عن كلِّ من يهوى العِذارَ قد اعتذرْ

قَبِّلْ بثغر الزهر كفَّ خليفة

يُغنيك صوبُ الجود منه عن المطرْ

وافرشْ خدود الورد تحت نعاله

واجعل بها لون المضاعف عبد خفرْ

وانظمْ غناء الطير فيه مدائحاً

وانثر من الزهر الدراهم والدررْ

المنتقى من جوهر الشرف الذي

في مدحه قد أنزلت آيُ السورْ

والمجتبى من عنصر النور الذي

في مطلع الهَدي المقدس قد ظهرْ

ذو سطوة مهما كفى ذو رحمة

مهما عفا ذو عفة مهما قدرْ

كم سائل للدهر أقسمَ قائلاً

والله ما أيامُهُ إلا غُرَرْ

مولايَ سعدك كالمهنّد في الوغى

لم يُبق من رسم الضلال ولم يَذَرْ

مولاي وجهُك والصباحُ تشابها

وكلاهما في الخافقين قد اشتهرْ

إن الملوك كواكبٌ أخفيتها

وطلعت وَحْدَك في مظاهرها قمرْ

في كل يوم من زمانك موسمٌ

في طَيّهِ للخلق أعيادٌ كُبَرْ

فاستقبل الأيام يندَى روضها

ويرف والنصر العزيز له ثمرْ

قد ذهَبتْ منها العشايا ضعف ما

قد فضَّضَتْ منها المحاسن في السحرْ

يا ابن الذين إذا تُعَدُّ خلالهم

نفِدَ الحسابُ وأعجزت منها القدرْ

إن أوردوا هِيمَ السيوف غدائراً

مصقولةٌ فلطالما حَمِدُوا الصِّدَرْ

سائلْ ببدرٍ عنهمُ بدرَ الهدى

فبهم على حزب الضلال قد انتصرْ

واسألْ مواقفهم بكل مشهّر

واقرَ المغازي في الصحيح وفي السِّيَرْ

تجد الثناء ببأسهم وبجودهم

في مصحف الوحي المنزل مُستطرْ

فبمثل هديك فلتُنِزْ شمس الضحى

وبمثل قومِكَ فليفاخر من فَخَرْ

ماذا أقول وكل وصف معجزٌ

والقول فيك مع الإطالة مختصرْ

تلك المناقب كالثواقب في العلا

من رامها بالحصْرِ أدركه الحَصَرْ

إن غاب عبدُك عن حماك فإنه

بالقلب في تلك المشاهد قد حضرْ

فاذْكُرْهُ إن الذكرَ منك سعادةٌ

وبها على كل النام قد افتخرْ

ورضاك عنه غايةٌ ما بعدها

إلا رضى الله الذي ابتدع البشرْ

فاشكر صنيع الله فيك فإنه

سبحانه ضمن المزيد لمن شكرْ

وعليك من رَوْح الإله تحيةٌ

تهفو إليك مع الأصائل والبُكَرْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن زمرك

avatar

ابن زمرك حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-zamrak@

153

قصيدة

36

متابعين

محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الصريحي، أبو عبد الله، المعروف بابن زمرك. وزير من كبار الشعراء والكتاب في الأندلس. أصله من شرقيها، ومولده بروض البيازين (بغرناطة) تتلمذ للسان ...

المزيد عن ابن زمرك

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة