الديوان » العصر العباسي » مهيار الديلمي » أَصاب أو أخطأني راميا

عدد الابيات : 54

طباعة

أَصابَ أو أخطأني راميا

قد زجرَ السهمَ وسَمَّى بيا

جِراحةٌ مقصودةٌ ما جنتْ

لكنَّه عُدَّ بها جانيا

جُوزِيَ مَن حكَّمَ في لُبِّه

يومَ العذِيبِ الشادنَ الجازيا

يا ربِ خُذ لي أنتَ من مُقلةٍ

حُمرَتُها من دمِ آماقيا

تَضعُف عن حَمل جلاليبها

قاتلةٌ حاملةٌ ثاريا

لو نشَد البدرَ مُضِلٌّ له

ما نشد الناعتُ إنشاديا

لما تواقفنا على زمزمٍ

أشربُ ماءً ليس لي شافيا

بدا لها أن تسألَ الركبَ بي

عارفةٌ تسألُ عمّا بيا

وامتدَّ يعطو عِزَّةً جيدُها

فهل رأيت الرشَأَ العاطيا

ما ضرّ مَن ضنَّ بماعونِهِ

وقد رآه بالمنى وافيا

لو غَرَفتْ راحتُه غَرفةً

فعبَّ فيها ثُمَّ سقَّانيا

سوَّفتُ من جمع فؤادي مِنىً

لو أنّه مِنّي غدا دانيا

كنَّ ثلاثا حُلُما في مِنى

ثم مضى الركبُ وخلّانيا

يا من رأى النَّفْرَ ولمَّا يَمتْ

نجوتَ فأخلُدْ أبدا باقيا

آهِ لأضلاعي وذكرِ الحمى

من نَفَسٍ ينفُضُ أضلاعيا

وزفرةٍ أَعدِي بها عاذلي

كم لسعةٍ قد أعيت الراقيا

ومن غِمارٍ في الهوى خضتُه

مشمِّرا للصبر عن ساقيا

وشبهةٍ في الرأي مجهولةٍ

لا تجدُ النجمَ بها هاديا

تيبَس منها لَهَواتُ الحِجا

لا يبلُغ الريُّ بها الصاديا

خرجتُ منها فارجاً ضِيقها

مخلَّصا أسحبُ سِرباليا

فكالشجا قافية في اللَّها

تماكسُ الحاذِرَ والراقيا

تخدعُ بالتأنيس من رامها

صِلُّ صَفاً لا يرهبُ الحاويا

بعثتُ من فكري لها رائضا

ذَلَّل منها اللَّحِزَ الآبيا

وقُدتُها أُمكِنُ من ظهرها

أُركِبهُ أحسابَ إخوانيا

ينقُلني الودُّ إلى مثلها

والمالُ لا ينقُلُ أخلاقيا

وكم صديق عزَّ داريتُه

لو رُزِقَ الإنصافَ دارانيا

علمتُ شَتَّى من أصابيغِهِ

وهْو يرانِي أبيضاً صافيا

يملُّني من حيثُ كاثرتهُ

ولو تفرَّقنا تمنَّانيا

أطلبُ غَوثا كأبي طالب

وعزَّ أن أَلقى له ثانيا

خلَّصك الدهرُ من الناس لي

من بعدِ تَركاضي وتَطوافيا

لأنعمٍ من حيثُ قابلتُها

يوما بوجهي تتلقانيا

تَمَّت فلم تقعُدْ بها خَلَّةٌ

تنقُصُ منها العددَ الوافيا

من عِترةٍ إن شمتَها كلَّها

واسطةَ العِقد تراها هيا

أُجِلُّها أنك أحرزتَها

إرثاً حَدَا غابرُها الماضيا

لم تخلُ عن فضلك في بعضهم

فضائلٌ ينسبها خاليا

خلَّاك أيوب وآباؤه

تقول مجدي مجدُ آبائيا

إذا الثمارُ أجتُنيتْ حُلوةً

فاشكر لها الغارس والساقيا

اُمدُدْ إلى النجم يداً إنما

يكونُ عن غيركُمُ عاليا

واستَمْ بأخلاقِك ما شئتَ مِن

مالٍ ونفسٍ لا تُبَعْ غاليا

رِشتَ فطارت بِيَ مَحصوصةٌ

تملأ من كسبيَ أوكاريا

من بعدِ ما كنتُ قطاةً بها

قصيصةً لا أُتعبُ البازيا

بك استقامت لِيَ عُوجُ المُنى

وصدَّقتْ عائفتي فاليا

وأرْخت الأيّام عن رِبقتي

أمرَحُ أو أقطعُ أرسانيا

أياديا أعطتْ يدِي قوَّةً

أمدَدْتَنيها بادئا تاليا

فسمِّني الغدّار إن لم أكن

لها شكورا وبها جازيا

في كلِّ متروكٍ لها شوطُها

تسابقُ السائقَ والحاديا

جائلة واصلة ما علتْ

ثَنيَّةً أو هبطَتْ واديا

تكونُ والليلُ بطِيءُ القِرَى

زادا لمن رافقَها كافيا

تُسكِر مِن تسنِيمها صاحياً

وتُطرِبُ الكاتبَ والقاريا

في كلِّ نادٍ لكُمُ ناقدٌ

منها خطيبٌ يملأ النادِيا

كمدحةٍ مِنِّيَ أهديتُها

ولم أسِمْها مِيسَما باديا

لكِنَّها من معدِنٍ لم يكن

بسرِّه ينبُعُ إلا ليا

بديعة حسناء فكري لها

ظِئرٌ وفي صدري رَبَتْ ناشيا

فإن شكرتم مُهدِيا فاشكروا

إهدايَ منها بعضَ أعضائيا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مهيار الديلمي

avatar

مهيار الديلمي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Mihyar-al-daylami@

388

قصيدة

2

الاقتباسات

133

متابعين

مهيار بن مرزويه؛ أبو الحسن (أو أبو الحسين) الديلمي". شاعر كبير؛ في معانيه ابتكار. وفي أسلوبه قوة. قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم. وقال الزبيدي: شاعر ...

المزيد عن مهيار الديلمي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة