الديوان » العصر العباسي » مهيار الديلمي » صديق يداري الحزن عنك مماذق

عدد الابيات : 35

طباعة

صديقٌ يداري الحزنَ عنك مماذقُ

ودمعٌ يُغبُّ العينَ فيك منافقُ

وقلبٌ إذا عانى الأسى طلبَ الأسى

لراحته من رقّ ودّك آبقُ

بكى القاطنون الظاعنون وقوَّضَ ال

حُلولُ وصاحت بالفراق النواعقُ

ولكنني بالأمس لم تسر ناقةٌ

بمختلَس مني ولم يحدُ سائقُ

سلا عنه في أيّ المفاوز فاتني

وطرفي له راعٍ وطِرفِيَ سابقُ

تباغضنا الدنيا على حبّنا وإن

رأت مللاً ظلّت خِداعاً تُوامقُ

سوى أننا نغترُّ يا يومَ وبلها

بعاجلةٍ والآجلاتُ الصواعقُ

تصدّت بزور الحسن تقنصنا وما

زخارفها إلا رُبىً وخنادقُ

تبسَّمُ والثغرُ المقبِّل ناهشٌ

وتحسرُ والكفّ المصافح حابقُ

أتأمل منها حظوةً وهي عانس

ولم يحظ أقوام بها وهي عاتقُ

أمات أخي في الودّ أم غاض زاخرٌ

من العيش عني أم تقوّضَ شاهقُ

أظلَّ غمامٌ ثم طلَّ حِمامُهُ

وقد كنتُ في عمياءَ وهي بوارقُ

أعُدُّ له الأيّامَ أرجو شفاءَه

ولا علمَ لي أنّ المنونَ تسابقُ

وأعدِلُ بالخوف الشكوكَ تعلُّلاً

فيا سوءَ ما جرّت عليّ الحقائقُ

بمن لستُ أنسى من رواحٍ وبُكرةٍ

مضى صابحٌ بالأمس قبلي وغابقُ

دعوت فما لي لم أُجَبْ إنّ عائقاً

أصمَّك عني أن يلبِّي لعائقُ

تخطَّى الدواءُ الداءَ وهو مجرَّبٌ

وفات طبيباً رأيُهُ وهو حاذقُ

خفرناك حقَّ الودّ إذ أنت آمن

وخنّاك يوم الموت إذ أنت واثقُ

وقمنا فأوسعنا إليك طريقَهُ

وحولَك منا جحفلٌ متضايقُ

نخالفك القصدَ اعتماداً وكنت من

تساق إلى أهوائنا فتوافقُ

رحيباً على الطرّاق منا فما لنا

بَعِلنا جميعاً يوم جاءك طارقُ

طوى معشرٌ ذاك التنافسَ واستوى ال

حسودُ المعادي فيك لي والموافقُ

وغاضت مودَّاتٌ أقضَّت وقُطِّعتْ

عُرىً كنت وصّالاً لها وعلائقُ

سروري حبيس في سبيلك وقفهُ

ولذة عيشي بعد يومك طالقُ

تمسَّك بما كنَّا عليه ولا تحُلْ

عهودٌ وإن حال الردى ومواثقُ

وكن لي على ما كنتَ أمسِ معوِّدي

غداً مستعِدّاً إنني بك لاحقُ

أتتك السواري الغادياتُ فأفرغتْ

عليك مِلاءً والجواري الشوارقُ

ولو لم يكن إلا البكاءُ لأنبتت

عليك بما تُجرِي الحِداقُ الحدائقُ

رَثيت بعلمي فيك حتى كأنها

تملِّي عليّ القولَ تلك الخلائقُ

وهل يبلغ القولُ الذي كنت فاعلاً

ولم تسمع الحقَّ الذي أنا ناطقُ

وأُقسم ما أعطتك فضلَ فضيلةٍ

أقولُ بها في مائق وهو فائقُ

وكيف يناجَى نازحُ السمع فائتٌ

عليه مَهيلٌ من ثرىً متطابقُ

إذا الحيّ يوماً كان في الحيّ كاذباً

نِفاقاً فإن الحيّ في الميت صادقٌ

مضى صاحبي عني وقد شاب ودّنا

فيا ليتَ هذا والوداد مُراهقُ

بجهدك لا تألفْ خليلاً فإنها

بقدر مسرّات الألوفِ البوائقُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مهيار الديلمي

avatar

مهيار الديلمي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Mihyar-al-daylami@

388

قصيدة

2

الاقتباسات

133

متابعين

مهيار بن مرزويه؛ أبو الحسن (أو أبو الحسين) الديلمي". شاعر كبير؛ في معانيه ابتكار. وفي أسلوبه قوة. قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم. وقال الزبيدي: شاعر ...

المزيد عن مهيار الديلمي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة