الديوان » العصر العباسي » مهيار الديلمي » بدينك بعد ما انفرق الجميع

عدد الابيات : 77

طباعة

بدينك بعد ما انفرق الجميعُ

أتصبر أم يروعك ما يروعُ

تداعوا بالنوى فسمعت صوتاً

يودّ عليه لو صَمَّ السميعُ

وزمّوها مسنَّمةً بِطاناً

تغصُّ بها النمارقُ والقُطوعُ

حواملَ كلَّ ما شكت المطايا

ولكن كلَّ ما شكر الضجيعُ

تكلِّفها الحُداةُ ببطن خَبتٍ

من الأحداج ما لا تستطيعُ

إذا ما خفَّ أو نهض النواجي

مشت منها الحسيرةُ والظليعُ

وفي الأظعان متَّهمٌ بريءٌ

بنخوته ومحفوظٌ مُضيعُ

ومنتفضٌ كنانتَه بنجدٍ

له بالغور مقتنَص صريعُ

ومن سِرّ العشيرة من مَعَدّ

مكانَ النجم باذلةٌ منوعُ

عصيُّ الرِّدفِ ليّنة التثنّي

تقسَّمَ خصرَها شِبعٌ وجوعُ

إذا سئلت فرامحةٌ زبونٌ

وإن وعدت فخالبةٌ لموعُ

جرى بهمُ أشيُّ فعبّ بحر

حمولُهُمُ سفائنُه القُلوعُ

غوارب فارتجعت إليَّ طَرفي

يناشد ذا الأراكِ متى الطلوعُ

ألا هل والمنَى سفَهٌ وحلمٌ

وصادقةٌ تسرّك أو خَدوعُ

لظمآنٍ ببابلَ من سبيلٍ

إلى الماء الذي كتم البقيعُ

وبانات على إضمٍ رِواء

سقاها كأسَ نُخبته الربيعُ

تقوّدها الصَّبا غصناً لغصنٍ

فتعصي في المَقادة أو تُطيعُ

ترنَّمُ فوقها وُرْق العشايا

لمغتبقٍ سلافتُهُ الدموعُ

يظنّ الغادرون بكاي خُرقاً

وأن وفايَ بعدهُمُ خضوعُ

وليس وإنما زمنٌ تولَّى

بغُرّبَ ما لفائته رجوعُ

وعهد ضاع بين يدي وخصمي

وما يرعاه مثلي لا يضيعُ

وقبلكمُ صعبت على المَلاوِي

فطار عن النزاع بِيَ النزوعُ

ومرَّتْ سلوة بصُدوعِ قلبي

فمات الداء والتأمَ الصدوعُ

وهمٍّ قد قريتُ فبات عندي

له الوجناءُ والعطن الشريعُ

أضمُّ صرامةً جنبيَّ منه

على أضعافِ ما تسعُ الضلوعُ

وقافيةٍ طغت فنهست منها

بفيَّ مكانَ لا يرقَى اللسيعُ

يسوغ الشهدُ منها في لَهاتي

وفيها الصابُ والسمُّ النقيعُ

إذا ما راضها غيري تلوَّتْ

تلوِّي البَكرِ حارفَه القطيعُ

وحاجةِ ماجدِ اليد مستطيلٍ

إلى الغايات يقصرُ أو يبوعُ

حبيبٌ عنده طولُ الليالي

كأنّ سهادَه فيها هجوعُ

ركبت إلى الخِطارِ بها زَماعي

وناجيةً مسابحُها الهزيعُ

إذا زفرتْ من الظمأ المطايا

فليلةُ عِشرِها أبداً شُروعُ

خوارق في أديم الأرضِ طوراً

وأحياناً تُخاط بها الرقوعُ

إذا اختلفت أسامي السير يوماً

فكلّ اسمٍ لمسراها السريعُ

تُيمِّمُ من بني أسَدٍ بيوتاً

ببابلَ جارُها الجبلُ المنيعُ

وتَنشَقُ من ثرى عَوفٍ تراباً

ينمُّ بطيبه الكرمُ الرديعُ

يضعن عليه أعناقاً رِقاقاً

بها من غير ذلّتها خشوعُ

إذا قِيدت بجوٍّ مَزيَدِيٍّ

لواها الخِصبُ والوادي المَريعُ

طوالبُ ثابتٍ حيث اطمأنّت

من المجد الذوائبُ والفروعُ

إذا غُنِّينَ باسم أبي قوامٍ

ترنّحت القوائمُ والنسوعُ

طربن لضاحك العَرصات تَغنى ال

رياضُ به ويبتهج الربيعُ

وَرِيُّ الوجهِ يظهرُ ثم يخفَى

وراء لثامه الفجرُ الصديعُ

إذا اعتقل القناةَ ندىً وبأساً

تلاقى الماءُ فيها والنجيعُ

كريم الأريحيّةِ تطّبيه

رياحُ المجد تُكتَمُ أو تَشيعُ

يروّعه الغنى لم يبن مجداً

وتُبطِرُه الخصاصة والقنوعُ

إذا ابتاع المكارم لم يُسفِّه

من الأعواض ما فيها يبيعُ

أناف به على شرف المعالي

سموُّ النفس والحسبُ الرفيعُ

وبيتٌ بين غاضرةٍ وعوفٍ

تُناصِي عِيصَه الشُّرُفُ الفروعُ

إذا الأنسابُ أظلمت استتبّتْ

لكوكبه الإضاءةُ والنصوعُ

من النفر الذين هم اتحاداً

كَوُسطى العِقد في مضرٍ وقوعُ

تَحضَّنهم حواضنُ مُكرَماتٌ

ففات الكهلَ طفلُهم الرضيعُ

ومدّوا من خُزَيمةَ خير عِرقٍ

إذا لم يكرم الفحل القريعُ

إذا جلسوا تجمّعت المعالي

وإن ركبوا تفرّقت الجموعُ

لهم حَلَبُ الندى وحَيَا المَقارِي

إذا جفَّت من السنة الضروعُ

إذا خمد الوَقودُ ذكت وجوهٌ

تضيء لهم وأعراضٌ تضوعُ

يشُبُّ الحربَ منهم مطفئوها

ويُعطِي الأمنَ فيهم مَن يروعُ

إذا نَبتِ السيوفُ مضت قلوبٌ

وإن قصُر القنا وصلتْه بوعُ

ولم يتدرعوا سقفاً ولكن

جسومٌ تستجنُّ بها الدروعُ

مضَوا سلفاً وجاء أبو قوامٍ

فأقبلَ سرُّ مُعجزِهم يذيعُ

فكان البدرَ تصغُرُ جانبيه ال

كواكبُ وهي ثاقبةٌ طُلوعُ

إذا وُزِنوا به رجَحتْ عليهم

موازينٌ بسودَدِهِ وصوعُ

هو الأسد الوحيدُ إذا أغاروا

وفي الشُّورى هو الرأي الجميعُ

وقاك حذارَك المالُ الملَقَّى

وبلَّغك المنى السيفُ القَطوعُ

وكانت نفسُك المدفوع عنها

بصبرك كلّما جزِع الجزوعُ

وساق لها الغريبَ من المعالي

غريبٌ من خلائقها بديعُ

كما وُقِّيتَ أمسِ وقد تقصَّى

علاقةَ جسمك الداءُ الوجيعُ

محى تلك الكُلومَ العُورَ ماحٍ

وعفَّى ذلك الوسمَ القطيعُ

وكنت السيفَ جوذبَ من صداه

بصقلٍ وهو مخبورٌ صنيعُ

وكان معطَّلاً فغدت عليه

حُليٌّ ما تَثَلَّمُ أو رُصوعُ

وظنَّ بك العدا أن يبلغوها

منىً وأبيك فاركةٌ شَموعُ

فرِدْ حوضَ البقاءِ وهم عطاشٌ

وطِرْ بالمكرُماتِ وهم وُقوعُ

وعِشْ تبلغْك مني شارداتٌ

زوائرُ كلّما هجر القَطوعُ

لها في الحسن ينبوعٌ مديدٌ

وفي الإعجاز جِنِّيٌّ مُطيعُ

تقود إليك أبكارَ المعاني

وفي الشعر المكرَّرُ والرجيعُ

تخازرك العدا حَسَداً عليها

إذا غنَّى بها اللسِنُ الدليعُ

لك الإفراط منها والتغالي

ومنك لها التطوُّلُ والصنيعُ

فلا تقطع لها رَسْماً فأنت ال

ربيعُ ووقتُ نائلكِ الربيعُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مهيار الديلمي

avatar

مهيار الديلمي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Mihyar-al-daylami@

388

قصيدة

2

الاقتباسات

133

متابعين

مهيار بن مرزويه؛ أبو الحسن (أو أبو الحسين) الديلمي". شاعر كبير؛ في معانيه ابتكار. وفي أسلوبه قوة. قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم. وقال الزبيدي: شاعر ...

المزيد عن مهيار الديلمي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة