الديوان » العصر العباسي » مهيار الديلمي » لمن الطلول تراقصت

عدد الابيات : 128

طباعة

لِمَن الطُلولُ تراقصَتْ

نَجْوَى حشاك قِفارُها

قفرٌ نبا بك ودُّها

وتعلَّقتك ديارُها

إن كنتَ أعيُنَها عدم

تَ فهذه آثارُها

دِمَنٌ كمسحبة الأزم

مَةِ مُسحَلاً إمرارُها

ماتت حقائقُها وخُل

لِدَ زُورها ومُعارُها

وامتدَّ ليلُ السافيا

تِ بجوِّها ونَهارُها

عندي لها إن أجدبتْ

وَكَّافةٌ تمتارُها

أَنِستْ بإسبال الدمو

عِ كأنها أشفارُها

ونعم بكيت فهل تبل

لُكَ سائلاً أخبارُها

واهاً لها من حاجةٍ

لو قُضِّيَتْ أوطارُها

يا دارُ تُرْبُكِ والهجي

رُ وأضلعي وأُوارُها

حفظاً برملةَ إن ألط

طَ بذمّةٍ غدَّارُها

لا ضاع ما بيني وبي

نكِ عهدُها وذِمارُها

خلَتِ الليالي من بدو

رِكِ تمُّها وسِرارُها

حتى كأنّ معيشةً

لم يحلُ فيكِ مُرارُها

ومآرباً برباكِ ما اس

ترختْ لنا أستارُها

إذ كلُّ ذي هَدفين في

ك كِناسُها وصُوارُها

ومسائح الأيام بق

لٌ أخضرٌ وعِذارها

وجهيرة في الحسن تُك

تمُ في الهوى أسرارُها

كثرت ضرائرها وقل

لَ بذلك استضرارُها

بلهاء يَرتبِطُ الحلي

مَ من الرجال إسارُها

خبثت أحاديث الوشا

ةِ بها وطاب إِزارُها

خُلِقَتْ معطَّرةً فَخُي

يِبَ كاسداً عطَّارُها

وتَذَكَّرَتْ ألفاظُها

فثَنَى اللثامَ خِمارُها

يا صاحبي والعينُ تغ

نَمُ أو يُظَنَّ عُرارُها

والليلة الطولى يُخَو

وَضُ بالجفون غمارُها

طرقَتْ زميلةُ تجتلي

ظلمَ اللِّوى أنوارُها

وعلى الرحال مُمَلْمَلو

نَ وسادُهم أكوارُها

في ليلةٍ لم يَنْثُ غي

رَ حديثها سُمّارُها

عجباً لها نُفِضتْ إلي

يَ سحيقةً أقطارُها

بالغوطتين جبالُها

وببطن وجرةَ دارُها

باتت تعاطيني بنح

لةَ نحلةٌ أشتارُها

وتبسَّمت عن بَرقةٍ

عسلُ الرُّضابِ قِطارُها

جمدَ الحيا بَرَداً بها

وجرَتْ يذوبُ عُقارها

لم يألُ ناظمُ عِقدِها

نَصحاً ولا خَمَّارُها

طرقَتْ بسهلٍ والمسا

لكُ صعبةٌ أخطارُها

حَلَبَ البكيَّة ثم جَد

دَ من الصباحِ نِفارُها

فإذا يدي لم تَعتلِقْ

بسوى المنىَ أظفارُها

ولقد رفعتُ طلائحاً

جُرْدُ البطون قِصارُها

ضاقت مباركها وجا

لت فوقَها أستارُها

نجداً تُغَرِّبُ والهوَى

بمحجَّرٍ أمّارُها

وعلى الربيئةِ أشعثٌ

سَدٌّ عليه غُبارُها

ذو شَمْلةٍ سَمَلٍ يُخا

لِطُ جلدَهُ أطمارُها

طابتْ له صحراءُ صا

رةَ أَثلُها وعَرارُها

يرعى قلائصَ تُنتقَى

وحصَى الأُبَيرِقِ دارُها

إن ماطلته بغُزْرِها

نهضت بهِ أعيارُها

نظر الربيعَ بجُهَّدٍ

لبقوله أوتارُها

يا راعيَ البَكَراتَ ما

نجدٌ وما أخبارها

أوقِدْ بذي السَّمُراتِ لي

فقد استغمَّ مُنارُها

ولوَ اَنّها بضلوعِيَ ال

عوجاءِ تُذكي نارُها

إن ينتقِضْ كرُّ الخطو

بِ قُواي واستمرارُها

ويردّني نقدُ العيو

نِ تصادفَتْ أبصارُها

وتقومُ لي بيدَيْ مشي

بِ مَفارِقي أعذارُها

فلربَّ نَضرةِ عيشةٍ

لي صفوُها ونُضارُها

وعَزيبةٍ من لذَّةٍ

راحتْ عليَّ عِشَارُها

وقضيَّةٍ في الحبِّ لم

يُملَلْ عليَّ خِيارُها

وصقيلةِ الأنيابِ تُش

رَبُ حُلوةً أَسآرُها

تقع الأماني دون ما

تَثنِي بهِ أسحارُها

باتت وذِكرِي طيِّباً

دونَ الفراشِ شِعارُها

عرَّجتُ عنها مُعرِضاً

وقد استقام مَزارُها

وسلافةٍ كدمِ الغزا

ل تُخال مِسكاً فارُها

ممّا أعانَ عليه طِي

بةَ بابلٍ أنهارُها

غالَى بها السابونَ واف

تقدَ البُدورَ تِجارُها

في بيتِ نَصرانِيّةٍ

باسم المسيح عِيارُها

وَكَتِ القِرافَ بحِجرِها

ووِكاؤُها زُنَّارها

ماكستُ كفَّ مديرِها

وعلى هوايَ مَدارُها

لما حَلتْ رشَفاتُها

لم تحلُ لي أوزارُها

وسوايَ واثِبُ لذّةٍ

تفنَى ويبقَى عارُها

ما للرجال ترومُ أش

واطِي الطِّوالَ قِصارُها

أحفيتُ رُسغَ جيادها

وتنوءُ بي أعيارُها

سل ناخساً إبلي بأي

يِ تدنُّسٍ عَوّارُها

وحِمى بني عبد الرحي

م يحوطُها وجِوارُها

فإذا ذراهم بُزْلُها

مرحولة وبِكارُها

أَهوِنْ بباغي ضيمها

يوماً وهم أنصارُها

والهضبةُ الملساءُ تَم

نعُ أن يداسَ خَبارُها

والدوحةُ العيناءُ تح

لو للجُناةِ ثِمارُها

ما بات يُفقِرها الندَى

إلا وثَمَّ يَسارُها

لولا تُقَى سُؤَّالها

لاستُهوِنَتْ أعمارُها

حلماء والكلمُ القوا

ذِعُ مُغضِبٌ عوَّارُها

ومغامرون إذا الكما

ةُ تواكلتْ أغمارُها

عُرْبُ الأكفِّ نمتهُمُ

من فارسٍ أحرارُها

سالت أناملهم وشا

لت أنفسٌ ونجارُها

فَجَّاكَ آفاقُ المعا

لي منهُمُ وبحارُها

طاروا بمجدِهمُ وقَص

صَر بالنجوم مَطارُها

ركبَ الصعابَ من ابنهم

ركَّاضُها مِغوارُها

وحَمَى حقيقة مجدهم

سَلِسُ القَناةِ مُمارُها

لا تستباحُ مصونةٌ

وأبو المعالي جارُها

يقظانُ أسهرَه إذا

ذَكَرَ العيوبَ حِذارُها

قَلِقُ العزيمةِ إن حَمَى

صِغَرَ النفوسِ قرارُها

حمَّالُ ألويةِ السيا

دةِ ثَبْتُها صَبَّارُها

سبقَ الكهولَ وسِنُّه

ما استُذْرِعتْ أَشبارُها

وجَرَى فقدَّمه على

أقرانِه إقرارُها

عجِبوا وقد لفَّ الجيا

دَ إلى المدى مِضمارُها

أنّ القوارحَ أُخِّرتْ

وتقدّمتْ أمهارُها

لا تعجبنَّ فإنَّه

أمضى النصولِ طِرارُها

أعلى الكواكبِ في المنا

زلِ والعيونِ صِغارُها

هي دوحةُ المجدِ التي

لا يُخلِفُ استثمارُها

غدت الرياسةُ مِعصماً

فيها وأنتَ سِوارُها

هي خيرُ أهلِ زمانِها

بيتاً وأنتَ خِيارُها

إن السماء إذا سرتْ

معدودةً أنوارُها

كثُرَتْ كواكبها ولي

سَ كثيرةً أقمارُها

بك عمّ وَدْقُ سحابِها

جوداً وتمّ فخارُها

وتشبَّثتْ غَيظاً بأع

ناقِ العداة شفارُها

قادحتَها بمحاسنٍ

ما أصلدتْ أيسارُها

وخلائقٍ مَلَكَ الهوى

لك باقياً سَحَّارُها

شقَّتْ قلوبَ الحاسدي

نَ وما يُشَقُّ غُبارُها

كم من يدٍ لك كالغما

م وكالسحابِ غِزارُها

تُرْوَى بها حالي ويُد

رَكُ من زماني ثارُها

وحصينةٍ من حسن رأ

يك لا يُقَضُّ صِدارُها

تضفُو عليَّ ذيولُها

وتضمُّني أزرارُها

ولطيفةٍ باتت وقد

حفَّى الندى آثارُها

أعيتْ إصابتُها وإنْ

لم يُعيني إِكثارُها

والأعطياتُ جمالُها ال

مشكورُ لا أقدارُها

ففِداك مُعْطٍ يبذُلُ ال

نُعمَى ولا يختارُها

ووقتك ريبَ الدهر أي

دٍ عُرفُها إنكارُها

دينارُ جودكِ أو ودا

دك لي ولا قِنطارُها

واستأنفت لك عُونها

ما أسلفَتْ أبكارُها

تطوي البلاد ولم تَرِمْ

فقطينُها سُفَّارُها

من كلّ طائرةِ الشُّعا

عِ إذا استطار شَرارُها

تصلُ الكبيرَ ولا يخا

ف ملالةً زَوَّارُها

عذراء يُخلَع في هوا

ك مع العفاف عِذارُها

في أيّ بيتٍ شئتَ من

ها قلتَ ذا سيَّارُها

سعتِ القوافي خلفَها

وعَنَا لها جبَّارُها

لو ما تقدّم عصرُها

وتردَّدتْ أدوارُها

ودَّتْ فحولُ الجاهلي

يةِ أنّها أشعارُها

لو أُنصِفَتْ فوق الطُّرو

سِ لأُذهِبتْ أعشارُها

في كلّ يومِ هديّةٍ

مستحسَنٌ تَكرارُها

يُروَى لكم بفم التها

ني صفوُها وخيارُها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مهيار الديلمي

avatar

مهيار الديلمي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Mihyar-al-daylami@

388

قصيدة

2

الاقتباسات

133

متابعين

مهيار بن مرزويه؛ أبو الحسن (أو أبو الحسين) الديلمي". شاعر كبير؛ في معانيه ابتكار. وفي أسلوبه قوة. قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم. وقال الزبيدي: شاعر ...

المزيد عن مهيار الديلمي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة