الديوان » العصر العباسي » صردر » نظرت ولم أبغ إلا شفائي

عدد الابيات : 65

طباعة

نظرتُ ولم أبغ إلا شفائي

فداويتُ سُقما بداءٍ عَياءِ

تراءت وبرقُعها كفُّها

لعينٍ مبرقَعةٍ بالبكاءِ

فكانت لنا فتنةً ضوعفت

بحسن المغطَّى وحسنِ الغِطاءِ

تقول وقد لُمتُها في البعا

دِ هل تسكن الشمسُ غيرَ السماءِ

وما زال تَسبى وما إن ترا

كَ قلوبَ الرجال جسومُ النساءِ

وما زلتُ أجزَع من بينهم

فعلَّمنى الصبرَ طولُ الجفاءِ

وإنّىَ من لاعجاتِ الهوى

على مثل صدرِ القناة انثنائى

أصومُ وما ماؤكم للورودِ

وأعشو وما ناركُم للصِّلاءِ

ومن يَصْدَ يخدعْه السرابِ

ويَغرُرْهُ خُلَّب برقٍ خَواءِ

ولله موقفُنا والعتا

بُ يُنبتُ في الخدِّ وَردَ الحياءِ

وقد أترع الحسنُ فيه غديرا

إليه ورود العيون الظمِّاءِ

وطَرِفىَ يتبعُ هُوج الرياحِ

عساهنَّ يرفعن سِجْفَ الحِباءِ

أتنجو بجسمِك فوق الركاب

وتنِبذُ قلبَك بين الظِّباءِ

وعهدى بحملك لا يُستطار

برسمٍ مُحيلٍ وربعٍ قَواءِ

تَلَفَّتُ عن لَعَسٍ بالحمى

وتُعرِضُ عن كَحَلٍ بالجِواءِ

ولولا خيانة لونِ العذارِ

لبعت عُلوق الهوى بالغلاءِ

وربَّ ليالٍ سحبتُ الشبابَ

بأعطافهنَّ كسَحْبى ردائي

فلو كنتُ أملِك أمرى اشتري

تُ ذاك الظلامَ بهذا الضياءِ

وقالوا أصبتَ بعصرِ الصَّبا

ومن لم يشِبْ لم يفُز بالبقاءِ

وما منِبتُ العزّ إلآ ظهورُ

نواعجَ منعَلةٍ بالنَّجاءِ

يخلَّفن خلِفىَ دارَ الهوان

مُناخا ومضْطَرَبا للبِطاءِ

أفرُّ بعرضِىَ عمّن ترى

من النافقاءِ إلى القاصِعاءِ

ولستُ وإن كنتُ ربَّ القريضِ

كمن يستجيب القِرى بالعُواءِ

عدمتُ مَعاشرَ لا يفرِقو

ن بين الصّهيِل وبين الرُّغاءِ

إذا صافحتنى أكفُّ اللئامِ

لطمتُ بهن خَدودَ الرجاءِ

وقِدما عصرتُ وجوهَ الرجالِ

فلم أر فيهنَّ وجها بماءِ

ولولا الجنابُ الزعيمىُّ ما

مشىَ الوعدُ في طُرُقاتِ الوفاءِ

ولكن بجود أبي قاسمٍ

عُمرنَ المكارمَ بعد العفاءِ

له في المعالي انتساب الصريحِ

إذا غيرهُ عُدّ في الأدعياءِ

أغرّ تضىء به المكرماتُ

وتفترُّ عنه ثغورُ العَلاءِ

وترعَى العيونُ إذا لاحظتْ

هُ في روِض رونِقهِ والرُّواءِ

إذا شِمتَ بارقَه فالتِّلا

عُ تشرق مثلَ حلوق الإضاءِ

من القومِ قد طُبعوا في الندى

على سِكّة الغادياتِ الرِّواءِ

يَعُدُّ ابتياعَ بسيرِ الثناء

بجزل العطاء من الكيمياءِ

تدِرّ يداه بلا حالبٍ

إذا التَمس الزُّبدَ مخضُ السِّقاءِ

ويهتزُّ عند هبوبِ السؤال اه

تزازَ الأراكةِ بالجِريباءِ

فتُضحِى مكارمُه كالمطىّ

ونغْمةُ سائله كالحُداءِ

خلائقُ من مندلٍ مُثِّلتْ

وزِيدَ عليها بَخورُ الثَّناءِ

يكاد المدامُ وصفوُ الغما

مِ يُعصَر من طِيبها والصفاءِ

كأنّ الحُبَى يومَ تَعقادِها

عليه على يذبُلٍ أو حِراءِ

يلاقى الخطوبَ إذا مارستْه

بباعٍ رحيبٍ وصدرٍ فضاءِ

وعزمٍ كما صفَّقت بالجَنا

ح شَغواءُ مصبوبةٌ في الهواءِ

تراه فتنظرُ عزما وحزما

وحلما قد ائتلفتْ في وِعاءِ

وما أسرَ الطَّرفَ مثلُ امرىء

يبارزُ لامِحَه بالبهاءِ

عليه شواهدُ منه اغتدتْ

عن الشاهدينِ له في غَناءِ

وفي رونق السيف للناظرين

دليلٌ على حدّه والمَضاءِ

وقد يُفرفُ العِتقُ قبلَ الفرار

ويُحكَم بالسَّبق قبلَ الجِراءِ

وما رغبة الركب يهديهمُ

ضياؤك في رايةٍ أو لواءِ

لك الخيرُ من قائلٍ فاعلٍ

بنَى بالمكارمِ أعلىَ بِناءِ

نذرتَ إذا نلتَ هامَ الأمو

ر أن لا تُوشَّح بالكِبرياءِ

فلو رِزقُ نفسِك أمسى إليك

لما زدتَها فوق هذا السَّناءِ

ففي كلّ شيء وجدنا مِراءً

ولم نر فيك لهم من مِراءِ

لذلك حنَّت ٌَلوصى إلي

ك حتّى أناخت بهذا الفِناءِ

ولولاك كانت كأُرجوحةٍ

تَقلقَلُ بين الضّحَى والمَساءِ

إذا زمَّها نجمُ ذا بالشُّعا

ع تخطُّمها شمسُ ذا بالهَباءِ

وكم لي ببغدادَ من كاشح

يسائل في ربعكم ما ثَوائىّ

فقلت مقيمٌ يجيبُ المنَى

ويجمع بين الغِنى والغَناءِ

لدى ماجدٍ دلُوه في السما

حِ تتْبعُها يدُه في الرَّشاءِ

إذا خاصت النِّقسَ أقلامهُ

كَفَيْن الذوابلَ خوضَ الدّماءِ

دعا الرؤساءُ زعيماً به

فكان لشدّتهم والرَّخاءِ

وبعدَ التجارب قد أحمَدوا

سجاياه والحمدُ بعد البلاءِ

سقَى اللهُ دارَك ماءَ النعيم

وطرَّزها برياض البهاءِ

ودارت عليك كئوسُ السرو

ر يَغرِفنَ من مُترَعاتٍ مِلاءِ

وهُنئتَ بالعيدِ والمِهرجانِ

وسعدُهما سائقٌ بالهناءِ

وجَدناهما فَعَلا ما تحبُّ

وما تبتغي بخُلوصِ الدُّعاءِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صردر

avatar

صردر حساب موثق

العصر العباسي

poet-Sardar@

130

قصيدة

1

الاقتباسات

123

متابعين

علي بن الحسن بن علي بن الفضل البغدادي، أبو منصور. شاعر مجيد، من الكتاب. كان يقال لأبيه (صرّ بَعْر) لبخله، وانتقل إليه اللقب حتى قال له نظام الملك: أنت (صر ...

المزيد عن صردر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة