الديوان » العصر العباسي » صردر » ما ضاع من أيامنا هل يغرم

عدد الابيات : 56

طباعة

ما ضاع من أياّمنا هل يُغرَمُ

هيهات والأزمانُ كيف تقوَّمُ

يومٌ بأرواحٍ يباعُ ويشتَرى

وأخوه ليس يُسامُ فيه دِرهمُ

سيان قلبي في المشيب وفي الصِّبا

لو يستوى شَعرٌ أغرُّ وأسحمُ

لي وقفةٌ في الدار لا رجعت بما

أهوى ولا يأسِى عليها يُقدِمُ

لا تحسب الآثارَ لُعبةَ هازلٍ

نار ادكارِك في المعالم تُضرمُ

أو ما رأيتَ عِمادَها في نؤيها

مثلَ السِّوار يجول فيه المِعصمُ

وكفَاك أنى للنواعبِ عاتبٌ

ولصُمِّ أحجارِ الديار مكلِّم

ومن البلادةِ في الصبابة أنني

مستخبرٌ عنهنَّ من لا يفهمُ

وأنا البليغُ شكا إليها بثَّه

عبثا فما بالُ المطايا تُرزِمُ

كلٌّ كنَى عن شوقِه بلغاتهِ

ولربّما أبكَى الفصيحَ الأعجمُ

ترجُو سُلوَّكَ في رسومٍ بينها ال

أغصانُ سَكرَى والحمامُ متَّيُم

هذى تميلُ إذا تنسَّمت الصَّبا

والوُرق تذكر إلفَها فترَنَّم

فمتى تروع العيسُ غزلانَ النقا

بعصابةٍ سئمَ العواذلُ منهمُ

النُّسكُ عند عفيفهم دينُ الهوى

والنصح عند لبيبهم لا يُفهَمُ

حتّام أرعىَ وردةً لا تُجتنَى

في الخدِّ أو تُفّاحةً لا تُلثمُ

أيُذادُ عن تلك المحاسنِ ناظرى

وتريد مني أن يسَوَّغَها الفمُ

في كلّ يومٍ للعيون وقائعٌ

إنسانُها الطمَّاحُ فيها يُكلَمُ

لو لم تكن جَرْحَى غداةَ لقائهم

ما كان يجرى من مآقيها الدمُ

ولو اقتدرتُ قسمتُها يومَ النوى

عينا تلاحظهم وأخرَى تَسْجُمُ

دع لمحةً إ تستطع عُلَقَ الهوى

فبذاك تعلمُ كيف نام النوَّمُ

ولطالما اعتقب العواذل مسمعى

فزجرنَ منه مُصْعَبا ولا يُخطَمُ

ما كنتُ أولَ من عصاهُ فؤادُه

وجنَى عليه مقَنَّعٌ ومعمَّمُ

لم أدر أنَّ الحبَّ حوَمةُ مأزِقٍ

تُصلىِ ولا أنّ اللواحظَ أسهمُ

أصفُ الأحبّةَ واللسان يقول لي

وصفُ الوزير أبى المعالى أعظمُ

المستجير من المذمَّة بالنَّدَى

والمستجار إذا أظلَّك مَغْرمُ

في كلِّ يوم للمكارم عندَه

سوقٌ عُكاظٌ دونَها والموسِمُ

وكأنّما أموالُه من بَذلها

نَهبٌ بأيدى الغانمين مقسَّمُ

فلو أنها وَجدتْ عليه ناصرا

لرأيتها من كفّهِ تتظلّمُ

أسمعتَ قبلَ يمينه وشماله

بسحائبٍ أو أبحرٍ تتختَّمُ

فيهنَّ من قِصدِ اليراع أراقمٌ

تَقضِى وتَمضِى والقنا يتحطَّمُ

ما هنَّ إلا موردٌ من فوقهِ

طيرُ الرغائبِ والمطالبِ حُوَّمُ

الجِدُّ من عزماتهِ متلقِّنٌ

والمجدُ من أخلاقه متعلِّمُ

متهلّلٌ للوفد يُحسَب أنه

بدرٌ أحاط بجانبيهِ الأنجُمُ

تُثنِى عواذله عليه بعذلهم

ولربّما نشَرَ الثناءَ اللُّوَّمُ

خلعتْ عليه المكرُماتُ ملابسا

ما يزال ينقُشها المديح ويرقُمُ

عِشق المعالىَ فهْو من شغفٍ بها

عند الرقاد بغيرها لا يَحلُمُ

بصوابه في الرأى ثُقِّف القنا

وبعزمه صُقلِ الحسامُ المِخذَمُ

يحمِى بسطوته مسارحَ لحظهِ

فالعزُّ في أبياته مستخدَمُ

وإذا تلمَّح قلت صقرٌ ناظرٌ

وإذا تغاضَى قلت أطرقَ أرقمُ

ثَبْتُ الجَنانِ كأنّما في بُرده

يومَ الزعازع يذبُلٌ ويلَملَمُ

رفَعتْ له هِمّاتُه وزَماعُه

بنيانَ مجدٍ ركنُه لا يُهدَمُ

طَوْلٌ تشرَّد في البلادِ فمنِجدٌ

يَروِى الذي يَرويه آخرُ متهِمُ

لله أنتَ إذا تسلَّبت الرُّبَى

وشكا الأُحاحَ سِماكُها والمِرْزَمُ

لِيرُدَّ مَن جاراك رأسَ طِمِرةٍ

ما كلُّ طِرْفٍ في السّباقِ مطهَّمُ

للمجد أثقالٌ تعِجُّ إفالهُم

منها وينهَزها الفنيقُ المقُرَمُ

حاشاك أن يَثنِى طباعَك في الندى

ثانٍ وينقُضَ من خِلالكَ مُبرِمُ

إن تَصنع الحسنَى فإنك زائدٌ

أو تُسبغ النُّعمَى فأنت متمّمُ

وأنا الذي سيرَّتُ شكرك في الدُّنَى

حتى تلاه مُعرِقٌ أو مُشئمُ

وجلبتُ من بحر الثناءِ لآلئا

في نحرِ ما أو ليتنيه تُنظَّمُ

أوردتُ آمالى غديرَك آمنا

من أن يكون وراءَ شهدٍ عَلقمُ

ورضعتُ ثدىَ نداك من دون الهوى

ثقةً بأنّ رصيعَه لا يُفطَمُ

أهَدى لك النيروزُ في أغصانهِ

زَهرا بأوراقِ العلاء يُكمَّمُ

في كلِّ يومٍ خيلُه وركابُه

جَبَهاتُهنَّ بطيب ذكرك تُوسمُ

لا زالت النَّعماءُ عندك حَلْبُها

ملءُ الإناء وبطنُها لا يُعقَمُ

والدهر مجنوبٌ وراءك كلّما

وأتاك أسعده القضاءُ المبرَمُ

كالنِّقسِ ليلتُه وطِرسٍ يومُهُ

والنُّجحُ يَكتبُ والسعادةُ تختِمُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صردر

avatar

صردر حساب موثق

العصر العباسي

poet-Sardar@

130

قصيدة

1

الاقتباسات

122

متابعين

علي بن الحسن بن علي بن الفضل البغدادي، أبو منصور. شاعر مجيد، من الكتاب. كان يقال لأبيه (صرّ بَعْر) لبخله، وانتقل إليه اللقب حتى قال له نظام الملك: أنت (صر ...

المزيد عن صردر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة