الديوان » العصر العباسي » صردر » ألكم إلى رد الشباب سبيل

عدد الابيات : 53

طباعة

أَلَكم إلى ردِّ الشباب سبيلُ

أم عندكم لمشيبه تأويلُ

نُورٌ من الشعَراتِ ليتَ افولَه

فيها طلوعٌ والطلوعَ أفولُ

ما كان يشفع لى فجدَّد هِجرةً

فِقدانُهُ لكنّه تعليلُ

يا ليته جَنَبَ الغرامَ وراءه

فيقالَ لا غِرٌّ ولا معذولُ

ها تلك أشجانى كما خلَّفتها

لعبَ الزمانُ بها وليس تحولُ

يقتادُنى البرقُ اليمانِ كأنه

من عند إيماضِ الثغور رسولُ

وكأَنَّ قلبي والمهامهُ بيننا

جىٌّ على وادى العِضاهِ حُلولُ

تُفتِى براقِعُهم وما استفتيتُها

أنّ اللِّحاظَ إذا اختُلسنَ غُلولُ

اُنظر خليلى من قَرَارٍ هل ترى

قَطَنا فطَرفُ العامرىِّ كليلُ

وحلفتُ ما بَصِرى بأصدقَ منكما

نظرا ولكنَّ الغرامَ دليلُ

قالوا الديارُ وقد وقفت فزدانى

بثًّا رسومٌ رثَّةٌ وطلولُ

ونَشِقتُ خفّاقَ النسيم فما شفا

دائى وهل يشفِى العليلَ عليلُ

وكَرعتُ سَلسالَ الغدير وليس ما

بُلّ الشفاهُ به يُبَلُّ غليلُ

يا ضالة الوادى أَحُثّ مطيَّتى

أم عند ظبِيِك في الكناسِ مَقيلُ

عيناه أسلمُ لي ويُعجِبُ ناظرى

مُقَلُ كأن لحاظَهنُّ نُصولُ

مُقَلٌ لغِزلانِ الحِجازِ وسِحرُها

من بابلٍ مستجلَبٌ منقولُ

ولقد طرقتُ البيتَ يُكره ربُّه

والشوقُ ليس يَعيبه التطفيلُ

أيظُنُّ من عَقَر النجائبَ قومُه

أ الدماءَ جميعَها مطلولُ

من دون سفكِ مدامعى ما شئت من

حِلْم ودون دمىِ تغولك غولُ

وأنا امرؤٌ لو مُدَّ من غُلوَائه

نطقى لقيل كلامُه تنزيلُ

لا يطمع العظماءُ في مدحى ولا

طمَعى على أبوابهم معقولُ

ولو استطعتُ لما اغتبقتُ بشَربةٍ

مما يَمُدُّ فُراتُهم والنيلُ

وإذا تأملتُ الرجالَ تفاوتت

قِيَما وميَّز بينها التحصيلُ

بعضٌ همُ غُرر الجيادِ وبعضُهم

بين السنابك والصِّفاقِ حُجولُ

مِثل الِّحُلى دمالجٌ وخلاخلٌ

منه ومنه التاجُ والإكليلُ

لولاهُمُ غرَبتْ شموسُ محاسنٍ

وهوَى ببدر المكرمَات أُفُولُ

تبًّا لهذا الدهر لا مِيزانُه

قِسْطٌ ولا في قَسمه تعديلُ

جَوْرٌ يساوى عالما متعالمٌ

فيه ويُشبِهُ فاضلا مفضولُ

لا درَّ دَرُّ المرء يقطعُ دهرَه

رِخوَ الإزارِ وعزمُه مفلولُ

الَبيدُ تزرعُها المناسمُ وهي لا

تدرى أعرضُ شَوطُها أم طولُ

واليَعْمَلاتُ سياطُها وحذاؤها

نسبٌ نماه شَدقُم وجديلُ

فإذا كمالُ الملكِ سَحّ سحابُهُ

نبتَ الرجاءُ وأثمر المأمولُ

سبقت مواهبُه المديحَ فظنَّ مَن

عجِلتْ إليه أنها بِرطيلُ

عجِلٌ إلى المعروف يَحسبَ أنه

ظلٌّ إذا لم يغتنمه يزول

كثُر الكلامُ به وفي أمثالهم

من قبله أ الكرام قليلُ

وإذا جرى في غايةٍ شهِدت له

أن لا مخلِّقَ في مَداه رسيلُ

ضلَّتْ ركائبُ من يؤمُّ طريقَه

إنّ العلاءَ سبيلهُ مجهولُ

يتوارث المجدَ التليدَ بمعشر

أدنَتْ فروعَهمُ إليه أُصولُ

جازوا على عَنَت الحسودِ فلم يجد

عيبا وماذا في النجوم يقولُ

لهمُ إذا كرمُ الطباعِ هززْتَهُ

نصلٌ وأنت الرونقُ المحلولُ

وإذا انتهى نسبٌ إليك فإنه

فَلَقُ الصباح مع الضُّحى موصولُ

ولقد شددتَ وَثَاقَ كلِّ مُلَّمةٍ

يُلوَى عليها مُبَرمٌ وسحيلُ

وحمَيت أوطانَ الأمور وإنما

كانت غماما بالدماء تسيلُ

وإذا التقت حِلَقُ البِطان فإنما

يكفيك ثَمَّ رسالةٌ ورسولُ

بدلا من القُب العِتاق ضوامرٌ

رُقشُ المتونِ صريرُهن صهيلُ

يَنبُتنَ مثل الروض إلا أنّه

ترعاه أسماعٌ لنا وعقولُ

ومن الصِّفاح البِيض كل صحيفةٍ

لنزاعها بالراحتين صليلُ

سحَبت لكَ الأيامُ ردائها

مَرَحا يدوم بقاؤه ويطولُ

وتتابعت حِججٌ يؤرِّخ عصرَها

عُمرٌ به خُلدُ الزمان كفيلُ

ينتابك النوروز يجنُب إِثَرهُ

أعوامَ سعدٍ كلُّهن صقيلُ

هو خطةٌ همَّ المُصيفُ بقصدها

شوقا ونادى بالشتاء رحيلُ

أخذ الربيعُ زمامه حتى استوى

في عارضيه نبتُه المطلولُ

بك أشرقت إيّامه فكأننا

في عصِر كِسرَى يَزْدَجِرْدَ نُزولُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صردر

avatar

صردر حساب موثق

العصر العباسي

poet-Sardar@

130

قصيدة

1

الاقتباسات

122

متابعين

علي بن الحسن بن علي بن الفضل البغدادي، أبو منصور. شاعر مجيد، من الكتاب. كان يقال لأبيه (صرّ بَعْر) لبخله، وانتقل إليه اللقب حتى قال له نظام الملك: أنت (صر ...

المزيد عن صردر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة