الديوان » العصر المملوكي » ابن المُقري » أنحن بهذا الموت أم غيرنا يعنا

عدد الابيات : 37

طباعة

أنحن بهذا الموت أم غيرنا يعنا

وهل نحن في شك فواعجبا منا

نرى بعضنا يتلو به الموت بعضنا

ونحن نيام ما ارعوينا ولا بتنا

وما هذه الأيام إلا مراحل

إلى الموت فالأقصى بها يلحق الأدنا

يحب الفتى منا البقاء وما درى

بأن الذي يهوى البقا بالبقا يفنا

تغالطنا الأيام تدعو بغيرنا

ونحن بما ندعوه أول مانعنا

ألا إنها صماء لا تقبل الرقا

أصابت فعمت بالأسى الأنس والجنا

لقد مات قطب العارفين محمد

فما الناس إلا مثل لفظ بلا معنا

خلا الغاب من ذاك الهزبر وما خلت

قلوب ملاها يوم غيبته حزناً

فمن شاء بعد اليوم فليحيى أو يمت

فما غيشة ترضى ولا ميتة تشنا

لقد كان بطن الأرض يحسد ظهرها

عليه فهذا ظهرها يحسد البطنا

أميلوا أميلوا أوجه العزم والسرى

إلى الفياض واستمطروا المزنا

وارخوا شابيب الدموع وكاثروا

بها الوبل حتى يسكب الحسب الجفنا

بكرهي قد أوفيتك الحق باكيا

أعض عليك الكف أو أقرع السنا

فما كنت إلا جاه من قل جاهه

وما كنت إلا حسن من لم يجد حصنا

وما خص أرض دون أرضك وحشة

فراقك بل عم البلاد وما استثنا

وكان لآمالي بسوحك منهل

ومرعى خصيب لم تزل ثمره تجنا

نعاك لي الناعي فلا در دره

لقد طبق الدنيا وصيرها سجنا

ولو أن أفراط البكاء تهاتكا

إذا لبرينا الدمع والخد والجفنا

ومامات حي روحه عند ربه

ينقل من معنى كريم إِلى معنا

ومامات من أنشى له العمر ثانياً

خلافته المثلى وأفعاله الحسنى

أيا صاحبي هل من سبيل إِلى اللقا

مناما فما أحلى لقاك وما أهنا

سلام على ذاك المحيا ورحمة

من الله تغشى ذلك المنظر الأسنا

لعل أخي يوماً يرد تحيتي

وما هو إلا فاعل فاسح أذنا

أغرك أن الترب قد حال دونه

إلا أنه تحت الثرى حاضر معنا

لقد سرني منه حديث سمعته

قبيل التنائي صار خوفي به أمناً

بمحضر قطب الأوليا ابن محمد

أبي بكر المشهور فضلا فما يكنا

وقد أخذته حالة وهو بيننا

عراه بها أمر فغيبه عنا

وقال اسمعوا قد قيل لي أن أحمداً

لمنكم وأنتم منه فليحسن الظنا

وبشرني بالحفظ حياً وميتاً

فقلت اشهدوا قال أشهدوا أنه منا

وحسبك ما أكسيتنيه مبشراً

بخير وقلت البس رضى الله والأمنا

وأعطيتني من كف يمناك سبحة

مشيراً إليها قد أتت ذمة ضمنا

وقد مسها تلك الأكف فديتها

أكفا فما أحلى مكارمها تجنا

أكف الكرام السادة الغر إنها

شفاء السقيم الجاسم والناحل المضنى

عيانا نرى البشرى من الراحة اليسرى

ويلتمس اليمنى من الراحة اليمنى

فها أنا ذا بالله والوعد منكم

ومنجز شكري لفضلكم فنا

وها أناذا مستنجز الوعد وأثق

بأني في الدارين قد فزت بالجنا

عليه من الله السلام مكرراً

ألوفا ألوفا لا فرادى ولا مثنا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن المُقري

avatar

ابن المُقري حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-al-Maqri@

349

قصيدة

2

الاقتباسات

73

متابعين

إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني. باحث من أهل اليمن. والحسيني، نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها. والشرجي نسبة إلى شرجة (من ...

المزيد عن ابن المُقري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة