الديوان » العصر المملوكي » ابن المُقري » إذا لم يكن للصب من هجركم بد

عدد الابيات : 43

طباعة

إذا لم يكن للصبِّ من هجركم بدُّ

وإن لم يقاربْ ما به يجبُّ الصدُّ

فلا تهجروه هجر من لا يحبكم

ولا هجر من ينسيه حبكم البعدُ

ولا من هواه فيكم مثل غيركم

يروح ويغدو وهو مستمسك خلدُ

سلوا الليل ينبكم وهو صادقٌ

ويحلف ان النوم مالي به عهدُ

وإنَّ جفوني ما تلاقت وراءكم

ولا غمضت إِلا على دمعةٍ تبدو

وإِنَّ جفوني ما تلاقت وراءكم

وغمضت إِلا على دمعةٍ تبدو

هنيئا لمنيملا الجفون من الكرا

وجفني وحدي ملؤه الدمُع والسهدُ

إذا جنَّ هذا الليل قامت قيامتي

وقام بنصر الضد في حربي الضدُّ

فماء دموعي موقدٌ نارَ لوعتي

إذا رمتُ أطفيها به اضطرم الوقدُ

ولو شاهدوا ليلى وطول امتداده

لما قال قوم كلُّ شيء له حدُّ

وبي نهداتٌ حين يجرى حديثُكم

فُرادى ومثنى دون أصغرها الرعدُ

لعمري لقد أوقعتني في حباله

خلاصي منها فيه إن رمته بعدُ

ألنتَ إليَ بالودِّ والرضا

فلان إليك العظم واللحم والجلدُ

وأدنيتني حتى إِذا ما ملكتني

ولم يبق لي حلٌّ بنفسي ولا عقدُ

تجافيتَ عني حين لي قوةٌ

أشدُّ بها قلبي العميد فيشتدُّ

فلا وأخذ الله الأحبةَ إِنهم

يهون عليهم ما بنا يفعل الوجدُ

أَحبتنا هلاَّ النتم قلوبكم

فقد لان لي مما بي الحجر الصلدُ

فوالله ما قارفتُ ذنباً إِليكمُ

يقوم به عذَر إذا أخلف الوعدُ

وإِني على ما تعهدون من الهوى

ومن لي بأن يرعي كرعي له العهدُ

فحبي حبي والهوى ذلك الهوى

لدي وودي فيكم ذلك الودُّ

سلامٌّ على اللذاتِ والأنس بعدكم

فما ليَ فيها صدورٌ ولا وردُ

وما أنا إِلاّ في عويل كأنني

منا وليحيى أستاصلت قومه الجندُ

مليكُ البرايا الطاهر الملك الذي

تكاد الجبال الشم إن صال تنهدُّ

هزبرّ المذالي من يتيه بغابةٍ

إِذا نحن فهنا باسمه الاسد الوردُ

بنفسيَ أفديه وراء عدوه

إذا ما فدوه كنت عنه الفدا بعدُ

ترى كل ملك يطلب السعد جهده

ويحيى امرؤ في الملك يطلبه السعدُ

فلو سار دون الجيش في طلب العلا

لأدوا بهم من سعده القتل والطردُ

وقالوا الاعادي للفسادِ تحَرّكوا

وهل لذبيحٍ في تحركِه جهدُ

فهمَّ بأن يخلو كإخلا جهينةٍ

يقل كل من يسمعه ذا العزم والجدُ

إلهي أدمْ بالعون والعين حفظه

وقل يا الهي ليسَ من نصرِه بدُّ

فأنت عليم بالذي هو مضمرٌ

لنا فيه ارحمنا فرحمتك القصَدُ

فما هو إلا والدٌ لعبيده

ونحن عبيده في مبرته ولدُ

فيا ملكَ الدنيا وخيرَ ملوكِها

تخيّر سجايا ليس يحصى لها عدُّ

ومن هو في الإِحسان والجود آيةٌ

عليها جرى إِجماع من طبعه الجحدُ

وهبتَ وأجزلت العطا وخصصتني

بما ليس يجزيه الثناءُ ولا الحمدُ

إِلى أن رأى زيدٌ بأن حوالتي

لكثرتها سهو جرى منك لا عمدُ

وأيقن مما قد تخيل أنكم

تعودون فيها حين يبرزها النقدُ

فظنَّ بها عني يظن اجتماعها

له موقع في عين يحيى متى يبدو

وردّ رسولي خائباً وأتى بها

إليكم صنيعاً ما على مثله حمدُ

وغيركم من يملأ المال عينه

ويذهب عنه إن رأى الذهب الرَشدُ

فلا تقبلوها منه يعلم بانها

أكفُّ الندى لا تنثنى حين تمتدُّ

ويخجل من تلك الظنون ويرعوى

فيحيى خضمٌ من طبيعته المدُّ

إلهي زدهُ كلَّ يومٍ محبةً

فقد زاد فينا كل يومٍ به الرَفدُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن المُقري

avatar

ابن المُقري حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-al-Maqri@

349

قصيدة

2

الاقتباسات

73

متابعين

إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني. باحث من أهل اليمن. والحسيني، نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها. والشرجي نسبة إلى شرجة (من ...

المزيد عن ابن المُقري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة