الديوان » العصر المملوكي » ابن المُقري » مكانك في الحشا مني مكين

عدد الابيات : 50

طباعة

مكانك في الحشا مني مكين

وودك ذلك الود المصون

وما لسواك في قلبي مكان

فيطمع فيه مال أو بنون

وكس جفاك بالهجران ملء

أجرعها بلا ذنب يكون

أكفكف إن تسيل دموع عيني

إذا نظرت أحبتها العيون

واستر تحت أثوابي هزالا

إذا ابديته شمت السمين

سلوا عني الدجى هل هومت لي

به عين وهل غمضت جفون

لقد عقدت بطرف النجم طرفي

وعود ربهن بها ظنين

أحبتنا وما أشقى محبا

جواه على أحبته يهون

ذوى غرس الهوى فتداركوه

فما تبقى على العطش الغصون

بللت لكي يلين بماء صبري

صفاة من رضاكم لا تلين

وفيت لكم ولا منّ عليكم

فقد عاف الخيانة من يخون

فسائل عنس عن من خان منهم

يجيبك والحديث إذاً شجون

سقاهم أحمد كاس المنايا

فقلت هناك لا شلت يمين

هناك النصر والفتح المبين

وابناء تقر بها العيون

فشكرا ايا ابن إسمعيل شكرا

فقد صدقتك في الله الظنون

وقد ظهرت سعودك للبرايا

ظهورا دونه الصبح المبين

عجبت لمن تخادعه الأماني

عليك وقد جلا الشك اليقين

ويحسب أنه لسطاك أمسى

طليقا وهو في يدها رهين

يغر ببرد سلمك وهو زند

لنيران الحروب به كمين

أتى ليصيد حول فناك جهلا

وشر مقر ذى الصيد العرين

يرى وهو القصير الباع نزوا

إليه الأرض أقرب ما يكون

وخان فجاز أبرنة خداعا

وابرنة هو الحصن الحصين

وأسرع من يعاجله رداه

ظلوم بالخيانة يستعين

ونادي يالعنس مستغيثا

بمن في قلبه داء دفين

فجاوبه مفدى كل أشقى

يعاقب في جناية من يخون

وما عن غرة غاروا ولكن

لا مضاء القضا تعمى العيون

لقد بارت بهم صرعى ظباه

كذا كنا ويوشك أن تكونوا

شياه ناطحت أطواد صخر

تحطم في جوانبها القرون

وظنوا القلعة الشماء منجى

وهل من أحمد تنجى الحصون

فيا ويل أم من عركته منهم

وقد دارت رحى الحرب الطحون

لقد أكلت سيوف الهند لحما

على أن كان أخمصها بطين

فلا الاعشار تحصى من أبادت

ظباه من الكماة ولا المئين

وما يشفى الصدرو سوى المواضي

إذا قضيت بحدتها الديون

فجردها إذا ما ناب خطب

وحرم أن تلم بها الجفون

وصُغ من فعلها تيجان فخر

يضيء بها ويبيض الجبين

واطلع في سماء النقع منها

بوارق وبلهن دم هتون

فما ضحكت ثغور الروض حتى

بكت فيها السحائب وهي جون

حميت ذرى المعالي بالعوالي

ورحت وعرضها عرض مصون

فما بفتى إذا عاداك جهل

وتلك ظباك تقطر بل جنون

أطيعوا يا عصاة فقد أناخت

بكلكلها على العاصي المنون

ولوذوا بالخضوع فقد أظلت

رماح لا يبل لها طعين

في اسخى الملوك علا ومجداً

ويا من كل فوق عنه دون

إذا قيل الأمين فأنت أدرى

بأن محمد الشمسي الأمين

خليلك حيث لا يبقى خليل

وخدنك حيث يضطرب الخدين

يقيك بنفسه من كل سوء

كما وقت القذا العين الجفون

إذا الغلمان بالاعضاء قيست

فان محمد العين اليمين

يلوح عليه منك ضياء سعد

يكاد لمن تأمله يبين

له في ظلك الصافي مقيلٍ

ومن غيداقك الماء المعين

وانت له وللدنيا جميعاً

ومن فيها المثبت والمعين

فدم كفوا تزف له المعالي

وتهدى وهي ابكار وعين

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن المُقري

avatar

ابن المُقري حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-al-Maqri@

349

قصيدة

2

الاقتباسات

73

متابعين

إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني. باحث من أهل اليمن. والحسيني، نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها. والشرجي نسبة إلى شرجة (من ...

المزيد عن ابن المُقري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة