الديوان » العصر المملوكي » ابن المُقري » من كان يكتب ما الأيام تمليه

عدد الابيات : 51

طباعة

من كان يكتب ما الأيام تمليه

يجد مواعظ منها البعض يكفيه

أيبلغ الجهل هذا الجد ويحكمه

ما كنت أحسب هذا كله فيه

يلقى الفتى بيديه للهلاك اما

عين فتبصر أو عقل فيهديه

هو القضاء وقد قالوا لقد صدقوا

ان القضا حين يغشى الطرف يعميه

يا جاهلا فعله المحذور أوقعه

والجهل يوقع في المحذور أهليه

نظمت شعراً تعديت الحدود به

وما عرضت على راى معانيه

ولو رجعت إلى عقل ومعرفة

جعلت ما قلته مما تواريه

أما التصوف نهج أنت سالكه

كما ادعيت ودعوى المرء تخزيه

ما ذا التناقض فيما تنطقون أما

تدرى الذي قال ما يبديه من فيه

أهل التصوف قلتم لا نفوس لهم

ولا بهم من له حظ يراعيه

وأنهم قلتم كالأرض كل اذى

يلقى عليها وكل الخير تبديه

فما لهاف هفا منكم فثقفه

خليفة الله تثقيفا يداويه

مسكنا فتنة ثارت فثار لها

هذا المقال الذي ضلت مساعيه

فكيف لو طاوع السلطان غرته

حاشا له وقضى للملك قاضيه

توبا إلى الله إن كانت بصائركم

سليمة واحذروا ما الحكم يجريه

أين الرضا بالقضا أين الذي اتصفت

أهل الصلاح به لا الفخر والتيه

انتم مليون بالدعوى ولا عجب

من عادم العلم ان تخطى مراميه

دعوت جهلا لمن لا يستجيب ندى

لمن دعاه إلى ما ليس يعنيه

وقت تضرب أمثالا تنكفه

كما ينكف رب الجهل مغريه

ما نال شيخك من ملك لنا ضرر

بل قيل قول فأغضى عن مساويه

من بعد ما ظنه حقا وأكده

دلائل صدقت أقوال راميه

فرده حلمه عنه وألبسه

ثوبا من العفو لا ينضوه كاسيه

إن كان شيخك يرضى ما نطقت به

فبئس ذلك مرضيا لراضيه

وان يكن ساخطا منه فلا حرج

لا يحمل الوزر إلا ظهر جانيه

اتستغيث على من يستغاث به

أم تستغيث على كفو يعاديه

الله اعلم أمر الغيب مستتر

واعرف الناس بالمنوي ناويه

لو كان راسك مما ترتضيه ظبا

للضرب لم يخطه ضربا مواضيه

فاخمد خساسة قدر قد نجوت بها

لوم الفتى من سيوف الحر تنجيه

تقول يا من يرى في حال يقظته

نبيّه ويراه وسط ناديه

كذبت لم يره في يقظة أحد

بعد الممات وسر القول ترويه

فما رآه أبو بكر ولا عمر

ولا علي وعثمان نواليه

ولو وزنتم بظفر من أظافرهم

لما وصلتم إلى شيء يدانيه

ولو رأوه كما قلتم وخاطبهم

لما شكوا فقدما الرحمن يوحيه

ولم يقولوا أحاديث السما انقطعت

وما بقى غير ما القرآن يحكيه

لو كان في يقظة يبدو لما اختلفت

أئمة الدين في حكم تعانيه

وكان مهما رأوه قام يسأله

منهم عن الحكم مستفت فيفتيه

فيبطل النص حكم الاجتهاد فلا

يبقى لمجتهد ظن يجاريه

كم تكذبون على البارى ومرسله

لا كثر الله فيكم يا أعاديه

كذب البرية فيما بينهم ولكم

كذب على الدين لكن ليس يوهيه

فقد تكفل رب العالمين لنا

بحفظه فاصنعوا ما شئتم فيه

وشر ما يبتني المرء القلوب به

كذب يخادع من تصفو أمانيه

عليك بالسنة البيضاء تنج غداً

مما أخو البدعة السودا يقاسيه

والحق فاعلمه ما قال النبي فلا

تخدع بزخرف أقوال وتمويه

فكل قول سوى قول النبي سدى

لا يستقيم ولا تسمو مبانيه

يارب أحمد أيد دين أحمد بالس

لطان أحمد وانصر من يواليه

واحرسه في ملكه واقمع بدولته

عن دينك الحق ذازيغ يناويه

يارب أوسعته حلما ومعرفة

ورحمة وهدى شادت معاليه

إذا ادعى الذنب للمخطين صارمه

دعا لهم عفوه عنهم أياديه

طود من الحلم بحر فاض من كرم

ينجو ويغنم خاشيه وراجيه

ما أبصرت مقلة كلا ولا سمعت

أذن بأُخرى في فضل يضاهيه

فاسخن الله عينا تشتهى بصرا

الى سواه وقلباً غيره فيه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن المُقري

avatar

ابن المُقري حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-al-Maqri@

349

قصيدة

2

الاقتباسات

73

متابعين

إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني. باحث من أهل اليمن. والحسيني، نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها. والشرجي نسبة إلى شرجة (من ...

المزيد عن ابن المُقري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة