الديوان » العصر المملوكي » ابن المُقري » كانت أحادا عند غيرك لا ثنا

عدد الابيات : 44

طباعة

كانت أُحاداً عند غيرك لا ثَنا

هذي الفتوح فصرن عندك ديدَنا

لك كل يَّوم صولةٌ فعل الوفا

بالغدر فيما قد أَقرَّ الأَعينا

ووقائعٌ تشفي غليل صدورِنا

فيهم ويذهب ما يغيظ قلوبَنا

وغصون سمرك كل حين تجتني

لا كلَّ عام من أسنتها القنا

كم أمهلت سطوات سفيك باغياً

رفقا به والبغي بئس المقتنى

عفت سطاك فما تلم بمن أسا

حتى يكون الغدر فيها بيّنا

ولخير ما ظفرَت يداكَ به هوى

جمع الإله الأجر فيه والثنا

ما كنتَ ممن كلما عرضَ الهوى

أرخى العِنان مخلياً ما أَرسنا

لكن تحكّم في الهوى رأيُ الحجا

فتصيب ثغرة كل نحر مُثخنا

ولربما أخطا حسامك مضرماً

يوماً وجانف صْدَرُ رِمحكَ مطعنا

إمّا ليذكرك الإله بصنعهِ

لك أو ليكسرَ عن عُلاك الأَعينا

اخترت واختار الإِله لك الذي

ترضى وما تختار كان الأحسنا

إنّ السعادةَ كلَّها إِن يعتني

ربُّ السما بالعبدِ هذا الاعتنا

فلقد أراك الله ضعفيْ ما أرى

أحبابَه كي تطمئَن وتسكنا

وإذا أحبُّ الله عبداً لم يزل

يُبدي له الآيات حتى يوقنا

ماابن الحسام وما الحبيشي مالهم

أبداً وما والله للسرى عنا

هم دون ذا لا عددت اسماؤهم

قدرُ البعوض اقلُّ من أن يوزنا

لكن اراكَ اللهُ من سُلطانِه

ما يجتني من ثمره حلواً الجنى

والآيةُ الكبرى مواليك الذي

هم منك فيما شطَّ عنك ومادنَا

أبصرت كيف أدار فيهم حكمهُ

فأضاع كلٌّ عقله وتجننا

ما قدر عباسٍ لهذا كلهِ

هوأَوهم والله ما هم هاهنا

ما أقعوا في الهلك أنفسهم عمىٍ

لكن قضاء الله غطّى الأعينا

أعماهم ليبين حلماً واسعاً

لكَ عن جهالتهم وفضلاً بيّنا

فأحمد مسيئاً قد أبان محاسِناً

لكَ لم يكن ليبينها لو أحسنا

ولقد رأيتك والصوارم تنتضى

والموت بادٍ قد تسمى واكتنا

وأتيت بالأسرى وفيهم من بغا

جهلاً ومن قد رام أن يتسلطنا

وقد استشاظ الغيظ ناراً والأسى

تذكى وجرح شبابه قد اثخنا

والجيشِ مضطربٌ وجأشك ساكنٌ

فيه كمن لاقى حديثاً هينّا

فنظرتَّ فيهم ثم قلتَ لبعضهم

أَما أبوه فليس يرضى ما جنى

جرمٌ عظيمٌ هان بالحلم الذي

وزن الجبال فكان منها أرسنا

ورددت بيضك في الجفون تغاضياً

عنهم وما ظن أمرؤ أَن يحقنا

وعلمتُ أَن الله ملكك الورى

لتقيل من أخطا وتجزى المحسنا

فأتيت ما يرضى فلا وجلاله

ما أودع الحسنات فيك لتحزنا

أبقيت فيها عنك ذكراً باقياً

ملأ المسامع حمده والألسنا

يرويه بعدك آخرٌ عن أولٍ

متعجبين ومن نأى عمن دنا

تاريخ فخر ليس يخجل ذكره

أبناء من يبني أبوهم ذا البنا

الناصرُ السلطان والملك الذي

يلقي الكماة إِذا تشاجرت القنا

فيردهم كرهاً على أَعقابهم

رد الغيور المحصنات عن الخنا

بين الملوك وبين أحمد في العلى

فرق كما بين القراءة والغنا

نفسي فداؤك قد خلقت كما تشا

كرماً وأفضالاً وخلقاً ليّنا

وسطاً تكفكفها وحلماً واسعاً

للمذنبين وعفةً وتدُّينا

يا رب زده من الذي خولته

واحفظ بصارمه علينا ديننا

وانصر به الإِسلام واجعل ملكَهُ

للدين تعظيماً وللدنيا هَنا

حتى يحكّم سيف شرعك عدله

في رأس من قال الألوهة جعلنا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن المُقري

avatar

ابن المُقري حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-al-Maqri@

349

قصيدة

2

الاقتباسات

73

متابعين

إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني. باحث من أهل اليمن. والحسيني، نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها. والشرجي نسبة إلى شرجة (من ...

المزيد عن ابن المُقري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة