الديوان » العصر المملوكي » ابن المُقري » عيد حظى بك والأعياد تقتتل

عدد الابيات : 41

طباعة

عيد حظى بك والأَعياد تقتتلُ

على وصالك والمحظوظ من يصلُ

ففاز بالوصل هذا الآن دونهم

ولم يخبه رجىً فيكم ولا أمل

وافاك بالنصر والفتح المبين معاً

هذا وذاك مقيم وهو مرتحلُ

وعاينت مقلتاه ما خبأت له

مما تحير في أوصأَفه المِقِلُ

فها له منك مرأى فوق مسمعه

وكاد يخرجهُ من عقله الجذلُ

مثلت فيه عليك التاجُ ممتطياً

كرسيىّ مملكةٍ تزهو بها الدول

والإِذن يبرز في أَهل الفياح بأَن

يؤتى بهم رجل من بعده رجُلُ

يكادُ كل مليك أو هزبر وغىً

كما تقاد وتنضى الأنيقُ الذُلُلُ

يقبلّون الثرى خوفاً وأسعدهم

من أسقطت تاجه قدامك القُبَلُ

ويرغمون أُنوفا طال ما شمخت

تيهاً ولاولا السطا والسيف ما فعلوا

وأرعبت صيحةُ الجاووش أَفئدة

منهم وقد راعها ما راع إذ دخلوا

يوم عظيم كساه من محاسنه

ملك به في البرايا يُضربَ المَثِلُ

أَظهرت من عزةِ الملك العقيم به

ما زيّن العيد منه الحليُ والحللُ

والبيض والسمر الدقاق زكت

والجيش تملي الفضا والخيل والخِول

والأرض ترتجُّ وطياً من حوافرها

وللصهيل وأَصوات الورى زَجَلُ

والناسُ تخبط منهم في الخروج به

هذا يخبر ذا عنه وذا يَسَلُ

وللمصلّى اشتياق لو أَطاق به

سعياً لكان إِلى لقياك ينتقلُ

حتى إِذا قيل هذا أُحمدُ انقشعت

من القساطل عن من تحتها كللُ

وافترَّ كالثغر عنه الجمعُ واتّضحت

من بعد ظُلمتها للسالِك السُبُلُ

ولاح نورُ محياهُ فأذهلهم

لما رأوه ولا لوم إِذا ذهلو

بدا لهم ملكٌ تنبي شمائله

بأَن في السرج منه ضيغمٌ بطلُ

يمشى به الطَرْفُ مما قد يؤربه

مشيَ الغمامة لا ريبٌ ولا عَجلُ

فما يُشار إِليه هيبة بيدٍ

ولا يكرر فيه لحظُه الرجُلُ

والشمس أكسفُ ما كانت بطلعِته

كما تجلّى عليها النور يشتعلُ

وبان للمنكرى كون الكسوف جرا

للشمس في يوم عيد إِنهم جهلوا

أَقبلت والخيل في الميدان عاكفةٌ

للطعنِ في حلق حوكي بها المقلُ

يمضون فيه على ما رتّبوا أَسفاً

والوحَيُ منتظر والأُمر مَمتثِلُ

هذا يصيبُ وذا يخطى بطعنتهِ

وأَنت تضَحكُ ممن مسَّهُ الخجلُ

وجئتَ نحو المصلّى سَيّداً ملكاً

بقلبِ عبدٍ لرب العرش يبتذلُ

تمشى الهويني وأيدي الخلق قد رفعت

تدعو لك الله عن حبٍّ وتبتهلُ

حبٌّ يزيد على الإِحسان موقعُهُ

ينبي بأَن عليه الخلق قد جُبلوا

وقمتَ لله تدعوه وتذكرهُ

ذكر امرىءٍ حبله بالله متصلُ

وعدت للنحر كي تحيى شعائره

عود الحلي لجيد مسه عطلُ

نحرتها بدراً تغني العُفاة بها

فما الشياه وما الأَبقار والإِبلُ

وليهنِكَ العيد واليوم الذي انتظمتْ

لك المحاسنُ فيه واكتفى الاملُ

وليهنهِ منك هذا الاحتفال به

مما يصدِّقُ فيه قولَك العملُ

أَثنى صباحا على الأَفلاك سائرة

وذمَّها حين دانى سمته الطَّفلُ

وهل يلامُ على شكوى فراقكمُ

والقربُ منك حياةٌ والنوى أَجل

خذها عروساً بغير الحسن ما جُليت

والكحل في العين أَمر فوقه الكحلُ

فقد غنيت بكم عن علقة بفتى

يلفق القول في وصفي وينتحلُ

استغفر الله فالأَقدارُ جاريةٌ

بما قضى الله لا تغنى الفتى الحيلُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن المُقري

avatar

ابن المُقري حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-al-Maqri@

349

قصيدة

2

الاقتباسات

73

متابعين

إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني. باحث من أهل اليمن. والحسيني، نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها. والشرجي نسبة إلى شرجة (من ...

المزيد عن ابن المُقري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة