الديوان » العصر المملوكي » ابن المُقري » إذا جادت الروض الحديث غمائمه

عدد الابيات : 39

طباعة

إذا جادت الروض الحديث غمائمه

تشققن عن نور الزهور كمائمه

وللحظ إن يسعف لسان ذليقة

يبن بها في النطق عربا أعاجمه

ولولا تباشير الرياض وطيبها

لما اضطربت شدواً بايك حمائمه

إذا لم يعاضد كامل القوم حظه

تثعلبن في يوم الجلاد ضراغمه

ومن أسلمته في المكر رجاله

فما أحد ممن يعاديه راحمه

وما الليث لولا برثناه وغابه

وما الصقر لولا ظفره وقوادمه

إذا حص ريش الباز أوقص ظفره

فكل بغاث الطير كفو يقاومه

وما ينفع القصر المشيد ارتفاعه

إذا سلمته للخراب دعائمه

وقالوا ألست الندب قل لهم بلى

أنا الندب لكن ضيعته أقاومه

وما هيبة الصمصام في الجفن مغمدا

كهيبته صلتا وفي الكف قائمة

ولو لم يشا واستنسرت ببلاده

بغاث بلاد غيره وأباومه

ولا بات يدني نصحه لي من بدا

على نطقه من غشه ما يكاتمه

يقول انتقل فالتبر ترب بأرضه

وما ساد من لا تزدهيه عزائمه

فأضربت علما إنه بخداعه

يحاول تجهيلي بما أنا عالمه

أارضي بملح من قليب اكده

عن العذب تياراً تموج خضارمه

أذا الذود لم يسمن بما أخضر مرتعا

من العشب لم تسمنه منه هشائمه

إذا ما جفتني هذه الأرض لم أجد

لقلبي بأرض غيرها ما يلائمه

وهب أن أرضا من أرض فكيف لي

بمولى كمولى حلمه ومراحمه

سلالة إسمعيل هل سمع امرء

بثان له في المكرمات يزاحمه

سليل ملوك يسند الملك فيهم

أبا عن أب لا عن شقيق يقاسمه

أتوا نسقا فيه يلي الوالد ابنه

كما نسق المنظوم في السلك ناظمه

يرصع تاج الملك للطفل منهم

وليدا ولم توضع عليه تمائمه

وتضحى حواليه المعالي ثباثباً

فهذى تناغيه وهذي تلاثمه

تعلمه كيف الصعود إلى العلا

وقد نصبت كيما ترقا سلالمه

وكم ظهرت في أحمد من مخائل

على مهده والسعد تبدو علائمه

والبس طفلا نفسه خير ملبس

من الحمد يسديه لها ويلاحمه

وشب فشب الدهر عند شبابه

وعادت قواه واستقلت قوائمه

فها هو من بعد اشتعال مشيبه

نظير المحيا أسود الشعر فاحمه

فلا يعجبوا والخير أبقى لأهله

إذا ماغدى أو راح والدهر خادمه

فبالسيف والإحسان يستعبد الورى

ولكن عند السيف تبقى سخائمه

من العجز ملك الجسم والقلب ممكن

فرغب وارهب تقتني من تسالمه

كأحمد نعماه تسابق سيفه

فان فاتها بالسبق فهي مراهمه

له قوة لا تزدهي بخديعة

فخذ في الكلام الحذر يامن يكالمه

ويا أيها المغرور بالميل نحوه

ورا ما تراه غير ما أنت عالمه

أتعرف من تدعو وماذا دعا له

دعوت إلى الغيظ امرء أو هو كاظمه

وما فيه لا والله مثقال ذرة

وحاشاه مما أنت في النوم حالمه

فأحمد بحر لا تكدره الدلا

ولا ينتهى فيه إلى الحد عائمه

فسلم إليه الأمر فيك وخله

وارآؤه يرضيك ما هو قاسمه

ومد يداً واسئل من الله حفظه

على الدين كي لا تستحل محارمه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن المُقري

avatar

ابن المُقري حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-al-Maqri@

349

قصيدة

2

الاقتباسات

73

متابعين

إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني. باحث من أهل اليمن. والحسيني، نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها. والشرجي نسبة إلى شرجة (من ...

المزيد عن ابن المُقري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة