يا تُرابَ الحُسَينْ
نحنُ عَوَّدَنا كلُّ تاريخِنا
أن يكونَ بأعناقِنا الموتُ دَينْ
ما جرى الماءُ في الرّافدَينْ !
ولأولادنا فوقَ هذا
مروءتُنا
ونبوءتُنا
أنَّ آخرَ شمس ٍستُشرقُ من أرض ِبابلْ
بَعدَها يُرفَعُ المَلَكوتْ
فإذا استُشْهِدوا
فَكما يَعتَلي النَّسرُ قِمَّتَه ُليَموتْ
لا كما تَفطَسُ العَنكَبوتْ
ولهذا استَتَبُّوا
أنَّهم بَدْءُ كلِّ البدايات
ونهاية ُكلِّ النهايات
ومِن بَعدِهِم
سوفَ تُقفِرُ كلُّ البيوتْ..!
ولِذا سأقول ،
وللمَرَّة ِالألف ،
والسَّنَة ِالسّابعَه
بَعدَنا تَقَعُ الواقِعَه
ما لَها عن مَنازلِكم دافِعَه
وسَتُقلَعُ حتى مَحاجرُها
هذه ِ الأمَُّة ُالضّائِعه !
سأقولُ بأنّا صَبَرنا إلى حَدِّ ضَجَّ بنا الصَّبرُ
واجتازَ صحراءه ُالشّاسِعه !
وأقولُ بَنَينا
أقولُ وَفَينا
وَأجَلْ.. قد فَعَلنا
ولكنّني أتَلَفَّتُ حولي
فأ ُبصِرُ مِلْءَ المَدى ألفَ عين ٍعلى خَد ِّها
دامِعَه !
أيُّها العَرَبُ اللايَعون
بأنَّ المَنون
تَتَرَصَّد ُهُم واحداً واحداً
في ديارِهِم ِالخانِعَه !
وسأبقى أ ُسائِلُ :
مِن أين تأتي القَصيدَ ه ؟
مِن فَجيعَتِنا في فلسطين ؟
أم من تَشَتُّتِنا في البلادِ البَعيدَ ه ؟
وَلَعَمْرُكَ ما ضِقتَ يا وطني
َبل نفوسُ الرجال ِوأخلاقُهُم
ضِقْنَ
حتى غَدَونا نُفَتِّشُ عن أيِّما سببٍ
لِنَفرَّ إلى أيِّ أرض ٍ جديدَه!
يا بلادي التي أصبَحَتْ
وهي بينَ بنيها
وحيده !
هل أوصَلنا صَرخَتَنا يا وطني ؟؟
هل أتقَنّا أن نُعلِنَ من أجلِكَ
نِصفَ الغَضَبِ الأعلَنّاه ُ صغاراً
من أجل ِجميع ِشعوبِ الأرض ِ
المَقهورَه ؟؟
أتَغَيَّرَت الصّوره ؟
أم نحنُ تَغَيَّرنا يا وطني ؟
كنا نهتفُ مِلْءَ حناجرِنا لفيتنام..لكوريّا..كوبا
لشعوب الهندِ الصينيّة ِ
للسّودِ المَظلومينْ
هل أحسَنّا أن نصرخَ نفسَ الصَّرخة ِمن أجل
فلسطينْ ؟!
هل نادَينا الشَّعبَ الليبيَّ كما نادَينا شعبَ
الصينْ ؟؟
و لا ، لن أقولَ العراقْ
لأنَّ جريمتَه ُلا تُطاقْ ..!
حَسَناً ،
سَتُقايضُ أمريكا دَمَنا بالنفطِ
ولن تَنجَحْ
وتُقايضُ عزَّتَنا وكرامَتَنا بالخبز
ولن نَسمَحْ
وسَنرفضُ يا عنوانَ كرامَتِنا أن تُوطأَ ،
أو تُجرَحْ
يا عَلَماً لا نُسْلِمُه ُللريح ِ
ولو كلُّ عراقيٍّ يُذ بَحْ !
وسَأفهَمُ أن يَظلِمَنا الأغرابْ
وسأفهَمُ أن توصَدَ في أوجُهِنا الأبوابْ
أن نُؤكَلَ .. ما دامَتْ للعالم ِ أنيابْ
وشَريعَة ُ غابْ
لكنْ لَن أفهَمَ أن يُصبحَ أوَّلَ مَن يأكلُنا
إخوَتُنا الأعرابْ ..!
الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد (1 تموز 1930 - 8 تشرين الثاني 2015) شاعر عراقي ولد في بغداد، وانتقلت عائلته من بعد ولادته إلى محافظة ميسان جنوب العراق حيث عاش ...