الديوان » العصر الأندلسي » الأرجاني » صدر الرعاء وما سقيت ظمائي

عدد الابيات : 19

طباعة

صدَرَ الرِّعاءُ وما سَقَيْتُ ظَمائي

أفلا يَخورُ جَنانُ هذا الماءِ

يا ماءُ ها أنا عن فِنائك راحِلٌ

فلقد أطَلْتُ ولم يَنَلْكَ رِشائي

حتّى متى صَدَري وَوِرْدي واحدٌ

وإلامَ أشكو حُرقةَ الأحشاء

مِن جَمْعِ قَطْرِ حياً أراك مُصوَّراً

أفليس يُوجَد فيك قَطْرُ حَياء

تُروِى أخا نَهَلٍ وتَتركُ صادياً

أغديرُ رِيٍّ أم غَديرُ رِياء

إنّي أرَى يا ماءُ وجهَك صافياً

لكنّ نفسَك غيرُ ذاتِ صَفاء

ما الفضلُ فيك لشاربيكَ بمُعْوِزٍ

بل ليس عندَك حُرمةُ الفُضلاء

بَخِلَ الغمامُ عليك بُخْلَك ظالماً

وجفا ذُراك كما أَطلْتَ جَفائي

وإذا تَفروَزَتِ المياهُ بخُضْرةٍ

فَبقيِتَ غيرَ مُدبَّجِ الأرجاء

وإذا الرَّبيعُ كسا البلادَ بُرودَهُ

فتَجاوزَتْك نَسائجُ الأنواء

لأُنادِينَّ بسُوء فِعْلِك مُعلِناً

بالشّرقِ والغربِ القَصي ندائي

ولأنَظِمنَّ أَرقَّ منك لسامعٍ

كَلِماً وأحسَنَ في الكتابِ لراء

ولأمَلأنَّ الأرضَ أنَّ مَزاودي

أُصدِرنَ عنك وهُنّ غيرُ مِلاء

ولأُخْبِرنَّ الناسَ حتّى يعلم الدْ

داني القريبُ معَ البعيدِ النائي

ما كان ضَرَّكَ لو كسبْتَ مدائحي

بل ما انتِفاعُكِ باكتسابِ هجائي

من كُلِّ سائرةٍ بأفواه الورى

تَحدو مطايا الرّكبِ أَيَّ حُداء

أنا أشعَرُ الفُقهاء غيرَ مُدافَعٍ

في العَصْرِ أو أنا أَفقَهُ الشعراء

شِعْري إذا ما قلتُ يَرويه الورى

بالطّبْعِ لا بتَكلفِ الإلقاء

كالصّوتِ في ظُلَلِ الجبالِ إذا علا

للسّمْع هاجَ تجاوبَ الأصداء

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأرجاني

avatar

الأرجاني حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-alarjani@

315

قصيدة

2

الاقتباسات

121

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسين، أبو بكر، ناصح الدين، الأرجاني. شاعر، في شعره رقة وحكمة. ولي القضاء بتستر وعسكر مكرم وكان في صبه بالمدرسة النظامية بأصبهان. جمع ابنه بعض شعره في ...

المزيد عن الأرجاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة