الديوان » مصر » أحمد زكي أبو شادي » مهد الحضارة للعروبة كلها

عدد الابيات : 48

طباعة

مهد الحضارة للعروبة كلها

كيف انتهيت إلى نهاية ذلها

قد كنت سابقة القرون بعلمها

فرجعت في ذيل القرون وجهلها

عجبت تماثيل رفعن جلالة

فهوت لما بلغته خسة مثلها

وكأنما في أمسها قد اشعرت

أفعالهم فتحطمت من هولها

إن كان هذا وحي دين محمد

فعبادة الأوثان نعمة أهلها

حاشا وحاشا تلك نكبة أمة

بالحاكمين القاتلين لنبلها

من كل سيف قد تثلم مجده

في الموبقات ويستعز بفعلها

أو كل أبكم صار يحسب قاضيا

والمومياء أجل منه بأصلها

أو كل زنديق عريق عابد

للمال يحترف الدعارة والها

أو كل من زعم الإمارة حينما

عين الحقارة ما استباح مؤلها

أو كل مندوب تحشرج صوته

مثل الجنادب وهو دون أذلها

أو كل من زعم الإمامة بينما

حكت الذباب بطنها وبظلها

أو كل مأفون يصيح مغالطا

والشخر يتبع ما روى مستألها

وطن تجسمت العروبة نكبة

فيه ولا نكبات صور وبعلها

الناطحات به شمخن سوابقا

واليوم تسحقها الصروف بنعلها

والهندسات وسد مأرب خلفت

لهفى الخرائب في مهانة زملها

والسامقات من المدارس كلها

درست ولم يك مثلها من قبلها

لا ظلم ظلم الدهر عدل صارخ

ما دام أهل الأرض نقمة عدلها

يا منبت الكندي يا من ينتمي

نخب الفوارس والعقول لعقلها

من أدهشت كسرى بحكمة عمروها

من أنجبت بلقيس صورة دلها

من شيدت غمدان من إلهامها

وفحولة الشعراء دون أقلها

من أطلعت صنعاء نجم حضارة

عمت بأنفس روعة وأجلها

من لا نزال نحار في آياتها

إذ تغمر التاريخ سيرة فضلها

كيف استحلت إلى مباءة سوقة

عملوا على هدر الكرامة كلها

جعلوا البلاد وأهلها كبهائم

موبوءة حبست على إسطبلها

القات تمضغه فيجري سمه

فيها فتركع نشوة لمذلها

وإمامنا يحيى يمجد ويله

شعرا ويكنز تبره من ويلها

أسفي العروبة في الضجيج عريقة

الافخرات بخيلها وبرجلها

أمم العروبة في الضجيج عريقة

الفاخرات بخيلها وبرجلها

تشكو الطغاة وحين تهمل أختها

في الغل تصبح من تهش لغلها

إن الحوادث كلها عبر لكم

يا غافلين عن الحياة وقولها

تتستّرون على الفضائح ضلة

ولطالما خانت عهود محلها

فتمكنون لسارق ولمارق

جعلتهما صنعاء غاية شغلها

ليت ابن خلدون وتلك ربوعة

حي ليفصح رأيه عن ختلها

أو ليت لي شعر الزبيري الذي

في النفي ناح لخطبها ولثكلها

أو ليت لي يوما عواصف أحمد

وأبي فراس مزمجرا من أجلها

وأبي العلاء العبقري وغيرهم

من أهلها قد أترعوا من نهلها

المسهمين بعلمهم وبفنهم

في رفعة الإنسان أو في بذلها

أو ليت لي كالشنفرى غضباته

أو كامرىء القيس الوفاء لنصلها

أو شأن مالك من سلالة حمير

في الدين والتقوى لطهر محلها

أو وعظ نجم الدين رن كأنه

قدر يحذر في حماسة خلها

أو باس سيف الدولة العالي الذرى

المستعز بأصله في سهلها

ونهى الفراهيدي الذي أحيا اللغى

بعروضه وبحذقه في شكلها

وسنا البهاء وكم يداوي شعره

مرضى النفوس العانيات بسله

وبروج صرواح التي لما تزل

أطلالها تروي الخلود لطلها

وهياكلا ما زال علقمة بها

يوحي السيادة والجلال لجلها

يا ليت لي هذا وذاك وبضة

من روح علقمة الشهير بفحلها

حتى أهزّ السادرين لعلّهم

يتنبهون إلى عواقب قتلها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد زكي أبو شادي

avatar

أحمد زكي أبو شادي حساب موثق

مصر

poet-Ahmed-Zaki-Abu-Shadi@

224

قصيدة

2

الاقتباسات

499

متابعين

أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي. طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة، بمصر، متنقلا بين معاملها "البكترويولوجية" ...

المزيد عن أحمد زكي أبو شادي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة