الديوان » مصر » أحمد زكي أبو شادي » بثينة لا أرضى الوداع وإن أكن

عدد الابيات : 40

طباعة

بُثينةُ لا أرَضى الوداعَ وإن أكن

لأرَضىَ دمائي أَن تُراق لديكِ

إلى مصرَ أمضى إن تركتكِ فانياً

وما ليَ حُّظ المومياءِ لديها

إذن عذبيني في جوارك فهو لي

نعيمق ولا تُصغى إلى العذلِ والشكوىَ

ففي مصرَ تُحيى الميتين رموسهم

ولكن لمثلى الموتُ كالعيش في البلوى

وأينَ سبيلي يا جميلُ

أفىِ الهوى عزوُفكِ عني

لئن خانَت الدنيا فإني أمينةٌ

على الحبِّ كالأُمِّ الرؤومِ دَوَامَا

وفي الحشرِ أَلقىَ سواك مُخلصي

وليس سِوَى الحبِّ النقيِّ شفيعي

أعيشُ بدينِ الحبّ رغم قطيعتي

على مضضٍ حتى أردّ الأعادَيا

إذن خلصيني من عذابي حبيبتي

ولا ترسليني للفناء شريدا

إذا الشمسُ ألقت نورها لم بضع سُدىً

ولو ماتَ أحياهُ الغرامُ جديدا

اللهُ يعلم أّنني

أفدِّيكَ لا من يرتضيكَ شهيدا

أَجل يا بثينتي

فعارٌ ملامي حين أنتِ إلهي

مقَّدسةٌ في طِّي قلبي وُحبُّها

عطورُ دمٍ حىِّ وُحلمُ شفاهِ

ولكن أيا بُثنُ الحبيبةُ ما الذي

يحول عن التفكير في صُحبتي فورا

ولو شئتِ أودَعتُ القصائد مُهجتي

على الرملِ الواناً وأطلقتها سَكرىَ

وكانت لهذا الحسن أو في ركائبٍ

إلى مصرَ حيث الرملُ أزهرَ وأفترا

وحيثُ مياهُ النيلِ تجرى رواقصاً

يغازلُ بعضٌ بعضها هانئاً حُرَّا

يا جميلُ كفى كفى

أننقذُ بالأحلام حُباً لنا ضاعا

وكيف يضيعُ الحُّب في صدر عاشقٍ

سما فوقَ معنىَ الخلقِ روحاً وإشعاعا

وكيفَ وعهدي كالنسيم الذي سَرىَ

على مَرِّ أجيالٍ نشيدَ خُلوِد

أُأنسيتَ أنِّي زوجَ من لن يفوتنيِ

ولو عشتُ في المريخِ فوقَ جبالِ

فإنَّ بنيها للمرؤةِ قدوةٌ

وإنَّ بنيها بالمحبَّةِ أخلقُ

أحُّن إليها مستجيباً لدعوةٍ

تَغنَّى بها الصبحُ الجميلُ المرقرق

تَعطرَ من أنفاسِ مصرَ ونيلها

ومن وَحيها الغالي لنا يتألقُ

جميلٌ جميلٌ رحمة منك إنني

أعاني من التبريح والحسراتِ

ولكنما الحرمانُ أَشهىَ لمهجتي

من العارِ لا يَرضَاهُ طَبعُ نبيل

وقد يُبدُع الحرمانُ روحاً جميلةً

أحَبَّ وأوَلى في الهوى بجميلِ

وَدَاعاً حبيبي هاهي الشمسُ وُدَعت

ولاحت بأطيافِ المغيبِ شُجوني

وَداعاً فما لي باقياً غيرُ لهفةٍ

تُصاحبني حتَّى لقاءِ مَنوِني

وأنظرهُا حولي مَراِئيَ لوعةٍ

وأنغامَ أشجانِ وصوتَ جُنونِ

وداعاً غرامي أصبحَ اليأسُ مُرشدي

وقد كان قبلاً هاجري وخصيمي

وَداعاً كأنا قد خُلقناِ لفرقةٍ

وأَنَّا دُمىً تشقى بكفِّ لئيمِ

وَدَاعاً حياتي واسمحي لي بلثمةٍ

على قدمٍ يقفو خُطاهُ نعيمي

وَدَاعاً قبيلَ الليلِ فالليلُ قُسوةٌ

وإن كَنتِ شمساً فوق كلّ بهيم

وَدَاعاً حبيبي سوفَ أبقىَ وَفيَّةً

بروحي وفاءَ الزهرِ للغارسِ الحانِي

فما أنا إلا أنت مهما مَضت بِنا

تصاريفُ دُنيا لا تدينُ بإيمانِ

وَدَاعاً حبيبي ولتكن بعضُ أدمعي

دموعَكَ واكفف دمعك الغاليَ العاني

وَدَاعاً فما لي غير صومعة الأسى

عزاءٌ وَداعا يا ملاكي وإنساني

وداعاً حياتي سوف أنظرُ دائماً

إليكِ بمرآةِ السماءِ مرارا

وسوف أناجي كلَّ حُسنٍ يحوطني

لعلَّ به معنىً لديكِ تَوارى

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد زكي أبو شادي

avatar

أحمد زكي أبو شادي حساب موثق

مصر

poet-Ahmed-Zaki-Abu-Shadi@

224

قصيدة

2

الاقتباسات

499

متابعين

أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي. طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة، بمصر، متنقلا بين معاملها "البكترويولوجية" ...

المزيد عن أحمد زكي أبو شادي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة