الديوان » مصر » أحمد زكي أبو شادي » سيدي الفارس المجلى أتأذن

عدد الابيات : 48

طباعة

سيدي الفارس المجلىّ أتأذَن

بعد ترحيب شاعر لا يُمارِي

بحديثٍ أو قصةٍ لم تلقَّن

دون نُبل الحياةِ للأدهارِ

لم تُؤَّلف احداثُها أو تُدوَّن

في القراطيس أو على الأحجارِ

أو حكاها مُحِّدثٌ يتفنن

بل حكاها دمٌ ودمعٌ جارى

منك إلهامُها ومنى نشيدٌ

في ثناياهُ مُنتهى إكباري

وسعيدٌ من يصطفيك سعيدٌ

كاغتباط الأعشابِ بالأزهارش

واهتزازِ الجديبِ وهو شهيدٌ

لوفودِ الحياةِ في الأمطار

وازدهاءِ الخيالِ وهو شريدٌ

باقترانِ اللُّحونِ والأشعار

زعموا أنَّ مُرسَلاً بين قومٍ

يحصدون الروؤٍ للناس عُجباَ

لم يبالوا ربّاً ولم يعرفوا يو

ماً تجاه الأنامِ حُباً وقُربى

كم روؤسٍ كريمةٍ طوّحوها

ثمّ صارت لهم متاحف تُربى

فدعاهم الى الهداية لكن

صدفوا عنه كلما ازداد قُربا

وأخيراً من بعد لأىٍ مديدٍ

وعدوه بأنه سيلبَّى

سائلينَ السماحَ منه بصيدٍ

واحدٍ قبل أن يَعافوا الحربا

قال هل تقسمون ذلك عهدٌ

فأجابوا أجل لساناً وقلبا

قال سمعاً اذن سيآتي غريبٌ

في غدٍ فاقتلوه نحراً وصلبا

ثم جاء الغد المؤّملُ سحراً

مُفصحاً عن عجائبِ الأسرارِ

وتجَّلت فيه الطبيعةُ نوراً

كعروسٍ تختال بين الَّدراري

كُّل شيءٍ يوحُى حُبوراً وشعراً

للهدُاةِ التُّقاةِ والكفارِ

وإذا بالغريبِ يطفحُ بشراً

قادماً دون خشيةٍ أو عثار

فتهاووا عليه ضرباً ونحراً

وتغنوا غناء أهلِ الفخارِ

ثم ثابوا فأدركوا بَعدُ نُكراً

لا يُجارَى ولم تُبحهُ الضوارى

أي إثمٍ فكراً وصخراً

مثلُ قتلِ الصديق ثم افتخاري

قتلوه وقد تنكر سراً

ليفدى الورى من الأشرار

يا صديقي هذى حكايةُ دُنيا

شقيت بالطَّغاةِ والفجَّارِ

هي دُنيا لأهلنا لو ثوها

باقتناصِ الروؤس دون اعتذار

يقتلون النوابغ الصُّفو قتلاً

ويُبارون في أذى الاحرار

كم روؤسٍ عزيزةٍ دوخوها

ثم أحيوا الفوضى بعارٍ وغارٍ

ورايناكَ من يكافح دهراً

ككفاح المبشرِ المغوار

صائحاً نادباً تُقرِّعُ حيناً

وتُربِّى بعقلك الجبار

ويظل الأشرار في الإِثم غادي

نَ مضِّحينَ صفوةَ الأخيار

أي صديقي كفاكَ وعظاً ووعظاً

وحذارِ الفداءَ يوماً حذارِ

انما الناسُ بالشعور الأبى

وبروحِ الإخاءِ فرداً وشعبا

ما عرفنا التاريخَ في وصف حي

مَجَّدَ العابثينَ قتلاً ونهبا

أو شهدنا الإعجازَ وافى نبي

بين قوم آذوهُ ركلاً وضرباً

أو رأينا التحَّرر الذهبي

لعبيدٍ تأبونَ للفكرِ رَبَّا

أو سمعنا عن ضيعةِ العبقري

في بلادٍ تَرى الجهالةَ ذنبا

أو ذكرنا تفُّوقاً للدعى

في شعوبٍ علت جواءً وُسحبا

أو عرفنا حقَّاً طواهُ الرُّقى

أو دعاوى تصونُ زوراً وسلبا

ذاك تعليمك الشريفُ الزكي

ليس يَنساهُ أى حُرٍ تأبَّى

مرحبا بالكمىِّ عادَ إلينا

نحنث أولى بذهنهِ البتَّارِ

مرحباً بالوقار فكراً وعينا

نتملاه باسماً كالنهارِ

مرحباً بالشموخ لا يتدنَّى

مرحباً بالملاذ في الإعصار

مرحباً بالجلال لا يتسنَّى

مُذ تَمنَّى لحاكمٍ جبَّار

مرحباً بالأديب ينصر حقَّا

ملءَ آياتِ حكمةٍ واقتدارِ

مرحباً بالخطيبِ يَرقىَ ويَرقَىَ

بفنون للسمعِ والأبصارِ

مرحباً بالأبىّ يرفض رِقَّا

حين رَسفِ العتاةِ في الأوغارِ

مرحباً بالإمام غرباً وشرقاً

يا فؤادي ومرحباً يا شِعارِي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد زكي أبو شادي

avatar

أحمد زكي أبو شادي حساب موثق

مصر

poet-Ahmed-Zaki-Abu-Shadi@

224

قصيدة

2

الاقتباسات

499

متابعين

أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي. طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة، بمصر، متنقلا بين معاملها "البكترويولوجية" ...

المزيد عن أحمد زكي أبو شادي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة