الديوان » العصر العباسي » ابن الرومي » لا ترج يا بيهقي إفراشي

عدد الابيات : 92

طباعة

لا ترجُ يا بيهقيُّ إفْراشي

لن يَقبلَ الموت رشوة الراشي

أضرمْتني ثم حِلتَ تُطفئني

هلا تضرعتَ قبل إكماشي

يا هارباً والصباحُ فاضحُهُ

هلا ترحّلْتَ تحت إغباشي

لم تَتْرك البغي يا حُذَيْفَتَهُ

حتى أظلّتك خيلُ قِرواش

وألتَ جهلاً من المَراح إلى

هَيجاءَ ليست بذات إفراش

كفاقئٍ عينَه مُواءلةً

من عائرٍ نالها بإعماش

أإن ألمتَ الجراحَ ويحكَ تس

تقتِل لاقيتَ حَرّ أعراش

دعاك خدشٌ إلى استثارة فَرْ

رَاسٍ من الأُسدِ غير خدَّاش

أغْضبك الكسعُ بالهجاء على

خزَّامةٍ للغضاب خشّاش

فاغضبْ على عِرسِكَ التي تركتْ

عِرضكَ عَهْناً لكلِّ نفّاش

ما ضر ناري التي صَلِيتَ بها

يا ابن استِها من فراشِكَ الغاشي

هل كُنتَ فيما حَشَشْت هَاوِيتي

من ذاك إلا كبعض حُشَّاشي

أم كُنتَ إلا كفارةٍ خَرَقَتْ

بَرْزخَ طامي الحِدابِ جيّاش

فعاجَلَتْها بوادرٌ بدَرَتْ

من موج غضبانَ غير بشَّاش

وأصبحتْ يلعبُ العباب بها

في لجّةٍ منه لُعبةَ الدّاشي

طاحت جُباراً وما أضرَّ به

بَثْقٌ ولا ناله بإِتكاش

أغَشَّها البحرُ عن إغاضتِه

بالغتِّ فالغتِّ أيّ إغشاش

بُعداً لتكْش أحانه قدرٌ

في حُيَّنٍ من ذويه أتكاش

غرَّك عقلٌ أراك أنك لا

تُغلَبُ والعقلُ غيرُ غَشَّاش

أأنت يا بيهقيُّ تَشْتمني

ويك لقد طِرت غير مرتاش

مارست شوك القتاد مني بكفْ

فَيك فكُن في احتيال منقاش

يا ابن التي عاهَرت مُجاهرةً

بعد مَشيبٍ وبعد إرعاش

شمطاءُ تزني وخَرقُ مَنخِرها

مُعشِّشٌ فيه ألفُ خُفَّاش

بظراءُ يلقى الزناة عُنْبَلُها

بمخلبٍ للأيور خَدّاش

تجهشُ للموتِ نفسُ نائِكِها

من نتنِ فيها أشدَّ إجهاش

كأن فاها إذا تنسَّمه

تساط فيه فُروث أكراش

يتركُ تقبيلُها مُقَبِّلَها

وهو إلى العود غيرُ منحاش

ترمي خياشيمَه بأسْهُمها

رَمياً كرمي الرماةِ بالشاش

يكثرُ ممَّن ينيكُها عجبي

لم يبق حشٌّ بعير حشّاش

تَفْرقُ فيشُ الزناة عن حَرِها

عُثْنُونَ است كرفش رفّاش

تلقى من القمل والصُّؤاب به

ما شِئتَ من سمسم وخشخاش

مُنيتُها أن تكون أجرتُها

من كسب لِصٍّ وكدح نبّاش

تقصد أن يصفو الحرامُ لها

ما ظَلَمتْها سياط عيَّاش

يُقهقر الفحلُ وهْي باركةٌ

ثم يَصُكُّ استها بإكماش

كأنه الكبشُ في تراجُعهِ

لنطح كبشٍ بحثِّ كبَّاش

كم أكلَ البيهقيُّ أجْرتها

في بطن زوشٍ سليل أزْواش

يا سائلي عنه ما صناعتُه

ناهيكَ من مِقودٍ ونجاش

يقود حَوْلاءَه وينجشُ إن

غنت ليُغرَى بحشوها حاش

فِراشُ غيٍّ يبيتُ يَفْرشه

لكل غاوٍ أخسُّ فرَّاش

يَعْتاش من طَبلها ومن حَرِها

شرَّ معاشٍ لشرِّ مُعْتاش

يا من على نَيكها يُحرِّضُني

لستُ لأشْباهِها بهشّاش

اطلب لفشِّ استها سواي فما

مِثلي لأمْثالها بفشّاش

ما أكرمَ البيهقي من رجلٍ

كم من نديم له ومن غاش

ينيكُ حوْلاءَه بحضرته

غير مُراعٍ له ولا خاش

أسمحُ مني وقد وهبتُ له

مملكةً بعد حالِ كدَّاش

كسَّبتُهُ صحبة الملوك بشت

ميه فَرَاشُوه خيرَ أرياش

أضحى جليساً لسادةٍ نُجب

وإنما كان كلبَ أوباش

وانْتَشْتُه من خمول والده ال

ساقِط فانتشت شر مُنتاش

أستغفرُ اللَّه من مقاومتي

إياه لا من قبيح إفحاشي

أصبحتُ تبَّرتُ مجدَ كل أبٍ

إلى معالي الأمور بهّاش

وضعتُ بالبيهقي من شرفٍ

لم تكُ أبياتُهُ بأحْفاش

يا زوجَ زيّافةٍ مُقَرْقرةٍ

ذات فراخٍ وذاتِ أعشاش

تبيت تحت الظلام ساريةً

إلى المعاصي ربيطةَ الجاش

تحملُ طِيزاً كأن غُلمتَه

لذعُ مكاوٍ ولسعُ أحْناش

قُبحاً لرأسٍ غدوتَ تحملهُ

فيه عَريش لشر عرَّاش

لا تحمدنّ البليغَ في قذعٍ

من عَرك أمتار كل فحّاش

ولا تلمهُ إذا رماك به

سِرُّ مخازيك قبْله فاش

يا أصلم الكُوش هاكَ ضَامِنَةً

جدعَ أنوفٍ وصلم أكواش

شنعاءَ لو جُلِّل النهارُ بها

بُدِّل من ضوئه بإغطاش

شوهاءَ معشُوقةً يُخلِّدها

حِفظ حفيظٍ ورقشُ رقاش

محمولةً لا تزال تَسمعها

من راكب مُنشد ومن ماش

فيها هِجاءٌ إذا صُدِمتَ به

أطرش أذنيْك أيّ إطراش

يلوح في الوجه عَلْبُ مِيسمها

ما أثبتَ الصخرُ نَقشَ نقاش

لا كغُثاء تظل تلفظه

تخليطُ خرقاءَ مَيْش ميّاش

تهجَى فتهجُو فلا تزيدُ على

تكشيف جهلٍ وهدر فَرخاش

تأتي من الشعر في هجائك بال

وخش كما أنت وخش أوخاش

فأنت عون لمن هجاك على

نفسِكَ ظُفرٌ لكل خمّاش

كشارب الآجن الأجاج من ال

ماء فما ازداد غيرَ إعطاش

قد قُمتُ يا بيهقيُّ معتذراً

عنك بشعرٍ بنفسه واش

وقلتُ إذا قيل باردٌ كسدتْ

من بَردِه سوق كل خيّاش

لا تعذلوه فإنه رجل

يروي من الطب ألفَ كُناش

مرّتْ به وَعْكتي فبرّد بال

يقطين عن نفسهِ وبالماش

أطغاك ما نِلتَ بي فدُونَكها

من صائلٍ بالطغاة بطّاش

من مجَّ عفوي وملَّ عافيتي

أمتَعتُه منهما بإيحاش

لو أفضل البيهقيُّ قافيةً

أنهشتُها البينَ أي إنهاش

تعرّق الشِّينَ بل تمشَّشها

ولن ترى الكلبَ غير مشّاش

يا بينُ كُلْ من شوائِهِ رغَداً

فقد شويناه غيرَ رشّاش

لا تَسترث ما أعدَّه لكما

وارضَ لعَيرَينِ نبلَ عِكراش

أنا أميرُ الكلام لا كَذباً

أصدعُ بالفخر غيرَ فيّاش

لا تعدمُ المصمياتِ من نبل بر

رَاءٍ لنبل الهجاءِ ريَّاش

ما يحرش الحارِشون ويلَهُمُ

من أفعوانٍ أصَمَّ نهّاش

ينساب جنح الظلام في سَفنٍ

في جِلده المقشعر نشّاش

له سَحيفٌ لدى مَزَاحِفه

يُجيبُ منه كَشيشَ كشّاش

كأنَّ أذْناهُما لسامعه

صوتُ رحا الجَشِّ منه جشّاش

يُدهشُ قبل الوِثابِ منظرُهُ

ونفثُه السُمَّ أيَّ إدهاش

تُمطِر ناباه عند نَهشتِهِ

وبلاً من الموتِ بعد إرشاش

فلينتَهِ الجاهلون ويْبَهمُ

ليس الأفاعي ضبابَ حرَّاش

وليعلم الناسُ أنني رجل

ورّادُ هيجاءَ غيرُ ورّاش

صَرّاعُ باغ وإنني لأخٌ

للعاثر الجدِّ جدُّ نعّاش

يعصفُ جهلي بمن يُجاهلني

وإن حِلمي لغيرُ طيّاش

أُمطِر مستمطري الصواعقَ وال

غيثَ شآبيبَ غير طشّاش

كم ليَ في مَغْضبٍ وعند رضا

من وابلٍ للأكام حفّاش

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الرومي

avatar

ابن الرومي حساب موثق

العصر العباسي

poet-abn-rumi@

2020

قصيدة

17

الاقتباسات

2139

متابعين

علي ابن العباس بن جريج، أو جورجيس، الرومي، أبو الحسن. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي. روميّ الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً، ...

المزيد عن ابن الرومي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة