1
في طبعك التمثيل
في طبعك التمثيل
ثيابك الغريبة الصارخة الألوان..
وصوتك المفرط في الحنان..
وشعرك الضائع في الزمان والمكان..
والحلق المغامر الطويل
جميعها .. جميعها..
من عدة التمثيل..
2
سيدتي:
إياك أن تستعملي قصائدي
في غرض التجميل
فإنني أكره كل امرأةٍ
تستعمل الرجال للتجميل
لست أنا .. لست أنا..
الشخص الذي تعلقين في الخزانه
ولا طموحي أن أسمى شاعر السلطانه
أو أن أكون قطةً تركيةً
تنام طول الليل تحت شعرك الطويل
فالدور مستحيل
لأنني أرفض كل امرأةٍ..
تحبني .. في غرض التجميل..
3
لا تسحبيني من يدي..
إلى مشاويرك مثل الحمل الوديع.
لا تحسبيني عاشقاً من جملة العشاق في القطيع.
ما عدت أستطيع أن أحتمل الإذلال يا سيدتي،
والريح .. والصقيع..
ما عدت أستطيع..
نصيحتي إليك .. أن لا تصبغي الشفاه من دمائي
نصيحتي إليك .. أن لا تقفزي من فوق كبريائي
نصيحتي إليك .. أن لا تعرضي
رسائلي التي كتبتها إليك كالإماء..
فإنني آخر من يعرض كالخيول في مجالس النساء..
4
نصيحةٌ برئيةٌ إليك .. يا عزيزتي لا تحسبيني وصلةً شعريةً أكون فيها نجم حفلاتك. أو تحسبيني بطلاً من ورق يموت في إحدى رواياتك
أو تشعليني شمعةً لتضمني نجاح سهراتك..
أو تلبسيني معطفاً لتعرفي رأي صديقاتك..
أو تجعليني عادةً يوميةً من بين عاداتك..
5
نصيحةٌ أخيرةٌ إليك .. يا عزيزتي
لا تستغلي الشعر حتى تشبعي إحدى هواياتك
فلن أكون راقصا محترفاً...
يسعى إلى إرضاء نزواتك
وها أنا أقدم استقالتي
من كل جناتك...
لا تحسبيني وصلةً شعريةً أكون فيها نجم حفلاتك.
أو تحسبيني بطلاً من ورق يموت في إحدى رواياتك
عم، هذه الأبيات يمكن أن تُعتبر تشبيهًا منفيًا، حيث يُنفِي الشاعر عن نفسه صورة معينة يتم تصورها من قبل الآخر، ويُظهر الاختلاف الكبير بين ما يُتوقع منه وبين ما هو عليه.
التحليل:
"لا تحسبيني وصلةً شعريةً أكون فيها نجم حفلاتك."
في هذا البيت، الشاعر ينفي أن يكون مجرد وصلة شعرية أو نجمًا في حفلة، بمعنى أنه يرفض أن يُعتبر جزءًا من مسرحية اجتماعية أو عنصرًا استهلاكيًا يُستخدم في حفلة أو مناسبة لتسلية الناس. هو يرفض أن يُختصر دوره أو قيمته في المجتمع إلى مجرد أداء شعري مؤقت أو سطحي.
هنا، التشبيه المنفي يتمثل في نفي أن يكون الشاعر شيئًا يمكن أن يتم استهلاكه في حفلة مثل أي قطعة فنية قصيرة أو عرض يستهلك في مناسبة واحدة.
"أو تحسبيني بطلاً من ورق يموت في إحدى رواياتك."
في هذا البيت، الشاعر ينفي أن يُنظر إليه كـ "بطل من ورق" في رواية، أي شخصية خيالية أو سطحية في رواية تُستخدم لمجرد إحداث تأثير درامي ثم تموت وتختفي. الشاعر يرفض أن يُختصر إلى بطل خيالي ينتهي في القصة، وهو بذلك ينفي التشبيه الذي يتوقعه منه الآخرون.
الشاعر يرفض أن يُنظر إليه على أنه شخصية لا حقيقية أو سطحية، حيث يموت ويختفي مثل شخصيات الروايات التي ليس لها وجود حقيقي ولا تأثير مستمر.
الشرح والتفسير:
هذه الأبيات تعبر عن رفض الشاعر أن يُختزل إلى رمز مؤقت أو شخصية سطحية يمكن أن تُستخدم ثم تُنسى. الشاعر يُظهر رفضه التام لهذا النوع من التصورات ويصر على أصالة وجوده و أهمية شخصيته التي لا يجب أن تُقاس أو تُختزل إلى أدوات ترفيه أو شخصيات خيالية تُقتل في نهاية الحكاية.
إذن، هنا التشبيه المنفي يتمثل في نفي الفكرة أو التمثيل الذي قد يراه الآخرون في الشاعر، حيث التركيز ليس على التشابه مع تلك الصورة، بل على الاختلاف الجذري معها.