الديوان » العصر العباسي » البحتري » علل النفوس قريبة أوطانها

عدد الابيات : 16

طباعة

عِلَلُ النُفوسِ قَريبَةٌ أَوطانُها

وَصَلَت فَمَلَّ وِصالَها جيرانُها

سَهُلَت لِرائِدِها الجِبالُ ثَبيرُها

فَجَليلُها فَشَمامُها فَأَبانُها

فَاُشكُر يَدَ الأَيّامِ في حَسَنٍ فَقَد

عَفّى إِساءَتَها بِهِ إِحسانُها

أَوَ ما تَراهُ تَغَيَّرَت قَمَرِيَّةٌ

في لَونِهِ فَتَغَيَّرَت أَلوانُها

نَفسي فِداؤُكِ أَيُّها النَفسُ الَّتي

لَو خُلِّيَت أَودى بِها خُلّانُها

قَد زِدتَ في مَرَضِ القُلوبِ فَبَرَّحَت

بُرَحاؤُها وَتَضاعَفَت أَشجانُها

ما عِلَّةٌ كَتَمَ التَجَمُّلُ سِرَّها

لَو لَم يُخَبِّرنا بِها إِعلانُها

أُنبِئتُها بِالغَيبِ ثُمَّ رَأَيتُها

تَدنو مَسافَتُها وَيَصغُرُ شانُها

وَسَمِعتُ وَصفَكَها فَقُلتُ لَوَ انَّها

زادَت وَأَكبَرُ بُغيَتي نُقصانُها

لا تَبعَثَنَّ لَها الهُمومَ قَواصِداً

بَعدَ الهُمومِ فَإِنَّها أَعوانُها

أَنّى أَخافُ جِماحَها مِن بَعدِما

ظَهَرَ الدَواءُ وَفي يَدَيهِ عِنانُها

ضَربٌ مِنَ المَكروهِ يَدفَعُ آخَراً

كَالنارِ كُفَّ بِغَرقَدٍ وَقَدانُها

وَالسَيفُ قَد يُنقيهِ مِن كَدَرِ الصَدا

كَدَرُ المَداوِسِ بِكرُها وَعَوانُها

وَالبَدرُ يَكسِفُهُ النَهارُ فَتَبتَدي

ظُلَمُ الدُجى فَتُنيرُهُ أَدجانُها

لاتَعدُمَنكَ عَشيرَةٌ تَسمو إِلى

سَعدِ العَشيرَةِ عَمرُها وَقَنانُها

فَلَأَنتَ يَومَ تَعُدُّ أَحسَنَ مالَها

يَدُها الصَناعُ وَوَجهُها وَلِسانُها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن البحتري

avatar

البحتري حساب موثق

العصر العباسي

poet-albohtry@

931

قصيدة

59

الاقتباسات

2462

متابعين

الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي, أبو عبادة البحتري شاعر كبير، يقال لشعره (سلاسل الذهب). وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم: المتنبي، وأبو تمام، والبحتري. قيل لأبي العلاء ...

المزيد عن البحتري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة