931
قصيدة
59
الاقتباسات
2462
متابعين
خير الخليلين من أغضى لصاحبه
خَيرُ الخَليلَينِ مَن أَغضى لِصاحِبِهِ
وَلَو أَرادَ اِنتِصاراً مِنهُ لَاِنتَصَرا
لنا في الدهر آمال طوال
لَنا في الدَهرِ آمالٌ طِوالٌ
نُرَجّيها وَأَعمارٌ قِصارُ
مع الدهر ظلم ليس يقلع راتبه
طَلَبتُكِ يا دُنيا فَأَعذَرتُ في الطَلَب
فَما نِلتُ إِلّا الهَمَّ وَالغَمَّ وَالنَصَب
يا سعيد والأمر فيك عجيب
يا سَعيدٌ وَالأَمرُ فيكَ عَجيبُ
أَينَ ذاكَ التَأهيلُ وَالتَرحيبُ
نَضَبَت بَينَنا البَشاشَةُ وَالوُ
دُّ وَغارا كَما يَغورُ القَليبُ
كم صديق عرفته بصديق
كَم صَديقٍ عَرَفتُهُ بِصَديقٍ
صارَ أَحظى مِنَ الصَديقِ العَتيقِ
وَرَفيقٍ رافَقتُهُ في طَريقٍ
صارَ بَعدَ الطَريقِ خَيرَ رَفيقِ
فؤاد ملاه الحزن حتى تصدعا
فُؤادٌ مَلاهُ الحُزنُ حَتّى تَصَدَّعا
وَعَينانِ قالَ الشَوقُ جودا مَعاً مَعا
لِمَن طَلَلٌ جَرَّت بِهِ الريحُ ذَيلَها
وَحَنَّت عِشارُ المُزنِ فيهِ فَأَمرَعا
يعجبني في الخليل تكريره النفع
يُعجِبُني في الخَليلِ تَكريرُهُ النَفـ
ـعَ وَخَيرُ الخُلّانِ مَن نَفَعَك
وبعيد مابين وارد رفه
وَبَعيدٌ مابَينَ وارِدِ رِفَهٍ
عَلَلٍ شُربُهُ وَوارِدِ خِمسِ
وَكَأَنَّ الزَمانَ أَصبَحَ مَحمو
لاً هَواهُ مَعَ الأَخَسِّ الأَخَسِّ
وما السيف إلا بز غاد لزينة
وَما السَيفُ إِلّا بَزُّ غادٍ لِزينَةٍ
إِذا لَم يَكُن أَمضى مِنَ السَيفِ حامِلُه
إذا أنت لم تضرب عن الحقد لم تفز
إِذا أَنتَ لَم تُضرِب عَنِ الحِقدِ لَم تَفُز
بِذِكرٍ وَلَم تَسعَد بِتَقريظِ مادِحِ
وَلَن يُرتَجى في مالِكٍ غَيرِ مُسجِحٍ
فَلاحٌ وَلا في قادِرٍ غَيرِ صافِ
أرى الحلم بؤسى في المعيشة للفتى
أَرى الحِلمَ بُؤسى في المَعيشَةِ لِلفَتى
وَلا عَيشَ إِلّا ما حَباكَ بِهِ الجَهلُ
عليك أبا العباس بالصبر طيعا
عَلَيكَ أَبا العَبّاسِ بِالصَبرِ طَيِّعاً
فَإِن لَم تَجِدهُ طَيِّعاً فَتَصَبَّرِ
وَلا بُدَّ أَن يُهراقَ دَمعٌ فَإِنَّما
يُرَجّى اِرتِقاءُ الدَمعِ بَعدَ التَحَدُّرِ
إِذا أَنتَ لَم تَنضَح جَواكَ بِعِبرَةٍ
غَلا في التَمادي أَو قَضى في التَسَعُّرِ
فلولا البعد ما طلب التداني
فَلَولا البُعدُ ما طُلِبَ التَداني
وَلَولا البَينُ ما عُشِقَ التَلاقي
وَخُسرانُ المَوَدَّةِ في السَجايا
كَخُسرانِ التِجارَةِ في الوِراقِ
وأرى النجابة لا يكون تمامها
وَأَرى النَجابَةَ لا يَكونُ تَمامُها
لِنَجيبِ قَومٍ لَيسَ بِاِبنِ نَجيبِ
يعشى عن المجد الغبي ولن ترى
يَعشى عَنِ المَجدِ الغَبِيُّ وَلَن تَرى
في سُؤدُدٍ أَرَباً لِغَيرِ أَريبِ
لا تَغلُ في جودِ الرِجالِ فَإِنَّهُ
لَم أَرضَ جوداً غَيرَ جودِ أَديبِ
والبحر تمنعه مرارته
وَالبَحرُ تَمنَعُهُ مَرارَتُهُ
مِن أَن تَسوغَ لِشارِبٍ جُرَعُه
فلو فهم الناس التلاقي وحسنه
فَلَو فَهِمَ النَاسُ التَلاقِي وَحُسنَهُ
لَحُبِّبَ مِن أَجلِ التَلاقي التَفَرُّقُ
والعيش مافارقته فذكرته
وَالعَيشُ مافارَقتَهُ فَذَكَرتَهُ
لَهَفاً وَلَيسَ العَيشُ ماتَنساهُ
وَلَوَ أَنَّني أُعطي التَجارِبَ حَقَّها
فيما أَرَت لَرَجَوتُ ما أَخشاهُ
رأى التواضع والإنصاف مكرمة
رَأى التَواضُعُ وَالإِنصافَ مَكرُمَةً
وَإِنَّما اللُؤمُ بَينَ العُجبِ وَالتيهِ
فاضل بين الأخوان عسري وعن
فاضَلَ بَينَ الأَخَوانِ عُسري وَعَن
ظَلماءِ لَيلٍ تَفاضَلَت شُهُبُه
وَعُدَّتي لِلهُمومِ إِن طَرَقَت
تَوخيدُ ذاكَ المَطِيِّ أَو خَبَبُه