لِعزّك ذلّت الأُمم

وفيك تعلت الهمم

ونحوك حارت الألبابُ

لا يأسٌ ولا سأم

إذا ما خلَّفت عَلَماً

بدا من خلفها علم

طريق لا انتهاءَ له

وسيرٌ ما به ألم

تعاظم مُلكُ من وجدت

به الأجسامُ والنّسم

وأيقن أنَّه الجبّا

ر هذا الخلق كلُّهم

ولاحت في الوجود له

شهود ليس تُتَّهم

مخاطبةٌ ولا كَلِمٌ

مكاتبة ولا قلم

لقد نادت مصرِّحةً

بأن الله ربكم

فيا عجباً أيَعصي الله

من بُسِطَت له النعم

فلم يسهر له جَفنٌ

ولم يتعب له قدم

فيا من لا يؤدي شك

ره عُربٌ ولا عجم

ومن بهرت دلائله

وقد عمَّ النُّهى عمم

ومن تعصي خليقته

ومنه الستر والكرم

بدت شمس من التوحيد

فانقشعت لها الظُّلم

وجاء خليفةٌ شهدت

بطاعته لك الأمم

جمعت الخافقين له

ولم يسفك لديه دم

وصنت المسلمين له

فلا خوف ولا عَدَم

فأمر الدين والدنيا

بحمد الله منتظم

وكفُّ الفضل واكفةٌ

وثغر العدل مبتسم

لنا منه مع السَّاعات

جود ليس ينصرم

إمامٌ مشرقُ الآثار

ماضي الفكر معتزم

فقد صنعت له الأقدار

ما لا تصنع البهم

إذا عظَّ الورى زمن

فإن فناءه حرم

وإن غشيتهم محن

فطاعة أمره عصم

له نعم على الآوي

إليه وفي العدا نقم

فنور جبينه برق

وجود يمينه ديم

فقل للجاحدين له

وفي آذانهم صمم

أفيقوا إن خلفكم

جيوش سيلها عَرِمُ

بحار غير راكدة

وفيها النار تضطرم

وطائفة موحدة

عراهُ ليس تنفصم

إذا ما الإفكُ قابلها

فإن الإفك منهزم

فيا من غرَّ ناظره

زخارف شادها الحُلُم

أعِد نظراً فإنَّ هواك

في دعواك متهم

وفي الأغماد إن أصرر

ت سر ليس ينكتم

فإنَّ خليفة الرحم

ن بالرحمن معتصم

أمام عدوّه نقمٌ

وخلف وجوده العدم