الديوان » العصر العباسي » ابن سينا » يا ربع نكرك الأحداث والقدم

عدد الابيات : 43

طباعة

يا ربع نَكّرك الأحداث والقدم

فصار عينك كالآثار تتهم

كأنما رسمك السرّ الذي لهم

عندي ونؤيك صبري الدارس الهدم

كأنما سفعة الأثقى باقية

بين الرياض قطاجونية جثم

أو حسرة بقيت في القلب مظلمة

عن حاجة ما اقتضوها أذهم أمم

ألا بكاه سحاب دمعه همع

بالرعد مزدفر بالبرق مبتسم

لم لا يجدها سحاب جودها ديم

من الدموع الهوامي كلهن دم

ليت الطلول أجابت من به أبداً

فى حبهم صحة في بغضهم سقم

أو علّها بلسان الحال ناطقة

قد تفهم الحال ما لا تفهم الكلم

أما ترى شيبتى تنبيك ناطقة

بأنّ حدّى الذى استذلقته ثلم

الشيب يوعد والآمال واعدة

والمرء يغترّ والأيام تنصرم

مالى أرى حكم الأفعال ساقطة

وأسمع الدهر قولا كله حكم

ما لى أرى الفضل فضلا يستهان به

قد أكرم النقص لمّا اتنقض الكرم

جولت في هذه الدنيا وزخرفها

عينى فألفيت داراً ما بها أرم

كجيفة دوّدت والدود منشؤها

منها ومنها ترى الأرزاء والطعم

سيّان عندي أن برّوا وإن فجروا

فليس يجرى على أمثالهم قلم

لا تحسدنهم إن جُدّوا بجَدّهم

فالجِدّ يجدى ولكن ماله عصم

ليسوا وإن نعموا عيشاً سوى نعم

وربّما نعمت في عيشها النعم

الواجدون غنى والعادمون نهى

هل الذي وجدوا مثل الذي عدموا

خلقت فيهم وأيضا قد خلطت بهم

فليس فيهم غنى عنهم ولا بهم

أسكنت بينهم كالليث في الأجم

رأيت ليثاً له من جنسه أجم

إنى وإن كان عنى من بليت به

في عينه كمه في أذنه صمم

مميّز من بنى الدنيا يميزني

أقلّ ما فيّ ليس الجلّ والعظم

بأى مأثرة ينقاس بي أحد

بأى مكرمة تحكينى الأمم

أمثل عنجهة شوكاء يلحق بى

أو مثل شغبر حش عرضه زيم

فذا عجوز ولكن بعد ما قعدت

وذاك جود مشاع الملك مستهم

إنى وإن كانت الأقلام تخدمنى

كذاك يخدم كفى الصارم الخذم

قد أشهد الروع مرتاحاً فأكشفه

إذا تناكص عن تيّاره الهم

الضرب محتدم والطعن منتظم

والدمع مرتكم والبأس مغتلم

والجوّ يافوخه من نقعهم قتر

والأفق فسطاطه من سفكهم قتم

والبيض والسمر حمر تحت غبرته

والموت يحكم والأبطال تختصم

واعدل القسم في حربى وحربهم

منهم لنا غنم منّا لهم غرم

أمّا البلاغة فاسألنى الخبير بها

أنا اللسان قديماً والزمان فم

لا يعلم غيرى معلماً علما

لأهله أنا ذاك المعلم العلم

كانت قناة علوم الحق عاطلة

حتى جلاها بشر البند والعلم

نبيد أرواحهم بالرعب نقذفه

فيهم وأجسادهم بالقضب تلتحم

ماتت أنالة ذا الدهر اللقاح على

عزائمى وأسفت بى لها الهيم

لو شبت كان الذى لو شئت بحت به

مالخوف أسكت بل إن تلزم الحشم

ولو وجدت طلوع الشمس متسعا

لحط رجل غريمى كنت أغترم

ولو بكت غير ما بى دونها الحشم

ولم يغم سبيلى نحوها الغمم

وكانت البيض ظلف للغمودله

وقد تشاغل عرض الحيد والحكم

وظن أن ليس تحجيل سوى شعر

وإن للخيل في ميلادها اللجم

وغشيت صفحات الأرض معدلة

فالأسد تنفر عن مرعى به غنم

لكنّها بقعة حفّ الشتاء بها

فكل صاغ إليها صاغر سدم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن سينا

avatar

ابن سينا حساب موثق

العصر العباسي

poet-ibn-Sina@

49

قصيدة

1

الاقتباسات

706

متابعين

لحسين بن عبد الله بن سينا، أبو علي، شرف الملك. الفيلسوف الرئيس، صاحب التصانيف في الطب والمنطق والطبيعيات والإلهيات. أصله من بلخ، ومولده في إحدى قرى بخارى. نشأ وتعلم في ...

المزيد عن ابن سينا

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة