رأيت عند السَّحَرْ
رؤيا من الوحي المبين
انزالا
على قليبِ أمرٍ
حالاً وقولاً أن يكون
فعالا
لما دعاه الهوى
إلى الذي ذكرته
أوهن مني القوى
ذاك الذي سمعته
من ساكني نينوى
وذوقهم قد ذقته
في نومه قد فر
كمثل ذي النون الأمين
إدغالا
لم يدر عين الخبر
فظن ظّناً واليقين
ما زالا
بالله يا من دعا
قلبي إليه ليرى
أمراً إليه سعى
يطلبه عند السُّرى
فكان نعم الوعا
لما إليه قد سَرى
حلاه دون البر
بحلية السِّرّ المصون
إن جالا
هو القضا والقدر
كأنه الصبحُ المبين
جوّالا
المورشان حكما
عليهما النار التي
تفنيها إذ هما
ضدّان فانظر حكمتي
سيلهما قد طَما
ونارُه من جملتي
ما إن لها من شرر
قد أمنت منها الغصونُ
إشعالا
وفي مجاري العبر
أنْ لها من اليمين
إدلالا
لما أتى طالباً
يبغى الإزار والردا
ولى به هارباً
رب الندى والندا
فجاءه غالباً
تاج على الراس بدا
تاجٌ حشاه الدرر
يلوح من فوق الجبينِ
هلالا
يذهب نور البصر
سناه يُعطي كل حين
أشكالا
بحر العمى في عمى
يدري بذاك المرتدي
وجاء مستفهما
فيما به الوحي بدى
أوضحت ما أبهما
في ناشدٍ أو منشد
إذ الإله نشر
رحمته في العالمين
إرسالا
أزال حكم الغير
وجاء أصحاب اليمين
أرسالا
محمد بن علي بن محمد ابن عربي، أبو بكر الحاتمي الطائي الأندلسي، المعروف بمحيي الدين بن عربي، الملقب بالشيخ الأكبر.
فيلسوف، من أئمة المتكلمين في كل علم. ولد في مرسية (بالأندلس) ...