سرائرُ الأعيان
لاحت على الأكوانِ
للناظرين
والعاشقُ الغيرانُ
من ذاك في بحران
يبدي الأنين
يقول والوجدُ
أضناه والسهد
قد حيّره
لما دنا البعدُ
لم أدر من بعد
مَن غبَّره
وهيّم العبدُ
والواحد الفرد
قد خّيره
في البوحِ والكتمان
والسِّرِّ والإعلان
في العالمين
أنا هو الديَّان
يا عابد الأوثان
أنت الضنين
كلُّ الهوى صَعب
على الذي يشكو
ذل الحجاب
يا مَن له قلب
لو أنه يزكو
عند الشباب
قربه الربُّ
لكنه إفك
فأتوا المتاب
ونادِ يا رحمان
يابَرُّ يا منَّان
إني حزين
أضناني الهجران
ولا حبيب دان
ولا مُعين
فَنيْتُ بالله
عما تراه العَين
من كونه
في موقفِ الجاه
وصحتُ أين الأين
في بينه
فقال يا ساهي
عاينتُ قط
أين بعينه
أما ترى غَيلان
وقَيسَ ومن قد كان
في الغابرين
قالوا الهوى سُلطان
ان سل بالإنسان
أفناه دين
كم مرّه قالا
أنا الذي أهوى
من هو أنا
فلا أرى حالاً
ولا أرى شكوى
إلا الفنا
لست كمن مالا
عن الذي يهوى
بعد الجنى
ودانَ بالسِّلوان
هذا هو البُهتَان
للعارفين
سلوهم ما كان
عن حضرة الرحمن
ولا يكون
دخلت في بستان
الأنس والقرب
لمكنسه
فقام لي الريحان
يختال من عجب
في سندسه
أنا هو يا إنسان
مطيب الصَّب
في مجلسه
جِنان فيا جِنان
أجنى من البستان
الياسمين
وحُلل الرَّيحَان
بحُرمة الرحمن
للعاشقين
محمد بن علي بن محمد ابن عربي، أبو بكر الحاتمي الطائي الأندلسي، المعروف بمحيي الدين بن عربي، الملقب بالشيخ الأكبر.
فيلسوف، من أئمة المتكلمين في كل علم. ولد في مرسية (بالأندلس) ...