الديوان » العصر المملوكي » مالك بن المرحل » استنصر الدين بكم فاقدموا

عدد الابيات : 51

طباعة

استنصر الدينُ بكمْ فاقدمُوا

فإنّه إن تُسلموه يُسْلَمُ

لا تُسلموا الإسلامَ يا إخواننا

وأسرجوا لنصرِه وألجموا

لاذتْ بكم أندلسٌ ناشدةً

برحم الدين ونعمَ الرحمُ

واسترحمتكمْ فارحموها إنه

لا يرحمُ الرحمنُ من لا يَرحَم

ما هي إلا قطعةٌ من أرضكم

وأهلُها منكم وأنتم منهم

لكنها حُدّت بكلِ كافرٍ

فالبحرُ من حدودِها والعجمُ

لهفاً على أندلُسٍ من جَنَّةٍ

دارتْ بها منَ العدا جهنمُ

استخلصَ الكفارُ منها مُدناً

لكلِّ ذي دين عليها ندمُ

قرطبةُ هي التي تبكي لها

مكةُ حزناً والصفا وزمزم

وحمّص وهي اُخت بغداد وما

أيامُها إلا الصبا والحلم

استخلصوها موضعاً فموضعاً

واقتدروا واحتكموا وانتقموا

وقتّلوا ومثّلوا وأسّروا

وأثكلوا وأيتموا وأيّموا

أيام كانَ الخوفُ من أعوانهم

والجوعُ والفتنةُ وهي أعظمُ

حتى إذا لم يبق من حياتها

إلا ذماءٌ تدّعيه الذِممُ

دعوا العهودَ واعتدوا وما دروا

بأنّها بحبلكم تعتصم

ظنّوا وكانَ الظنُّ منهم كاذباً

أنَ ليسَ للّه جنود تقدُمُ

ما صدقوا أن وراءَ البحر مَنْ

يَغْضبُ للإسلام حينَ يظلم

ولا دروا أن لديكم حرمةً

يحفظُها شبابُكم والهرمُ

لو عَرفوا قبائل العدوة ما

عَدَوا على جيرانهم واحترموا

اليومَ يدري كلُّ شيطانٍ بها

أن قد رمتهم بالشعاع الأنجمُ

تقدّمتْ نجومُهم طليعةً

من نحوكم أخطاهم التقدمُ

فانتصفوا للدينِ من أعدائه

واقترعُوا عليهم واقتسموا

وامتلأتْ أيديهم من السبا

وأحسبتهم يَعَمٌ ونعَمُ

يا أهل هذيْ الأرض ما أخركم

عنْهم وأنتمْ في الأمور أحزمُ

تسابق الناسُ إلى مواطنٍ

الأجرُ فيها وافرُ والمغنمُ

فغزوا الكفارَ في ديارهمْ

وعَزَمُوا أن يهزموا فهزموا

فمِنْ سيوفِ في رؤوسٍ تنحني

ومن رماحٍ في ذرى تحطّمُ

وقامتِ الحربُ على ساقٍ فما

زلّتْ لأهل الصدّق منهُم قدمُ

باعوا من اللّه الكريم أنفساً

كريمةً ففاض منها الحكمُ

دعاهُم اللهُ إلى رحمتِه

فاجتمعوا ببابه وازدحموا

ميِّتهم قد قَرَّ في رحمته

وحيّهم بين يديهم يخدمُ

يَضربُ بالسيفِ فيُرضي ربَّه

وفي رضا الربِّ النعيمُ الأدوم

أخرجه من بيته إيمانُه

وحبُّه في فعلِ ما يُقدّم

ما همُّه إلا قتالُ أمةٍ

يُكبر عيسى قولهم ومريم

تشرك باللّه وتدعو معه

خلقاً يصحُّ جسمُه ويسقم

وتدّعي أن له صاحبةً

وابناً ولا صاحبةُ ولا ابنم

لم يُثنهْ عن عزمِه أهلُ ولا

مالُ ولا خوفُ نعيم يُعدم

كيفَ وعدن تحتَ ظلِ سيفه

والحورُ عن يمينه تُسلّم

واللهُ راضٍ عنه والخلقُ له

يدعونَ مهما كبّروا وأحرموا

إخواننا ماذا القعود بعدهم

أفي ضمانِ اللّه مايُتهم

هلْ هيَ إلا جنةٌ مضمونةٌ

أو عودةُ صاحبُها مُكرّم

حدّوا السلاحَ وانفروا وسارعوا

إلى الذي من ربّكم وعُدتم

إن أمامَ البحر من إخوانكم

خلقاً لهم تلفّت إليكم

ونحوكم عيونُهم ناظرةٌ

لا تطعمُ النومَ وكيفَ تطعمُ

والرومُ قد همّت بهمْ وما لهمْ

سواكُم رداً فأين الهمم

كلُّهم ينظرُ في أطفالِه

ودمعُه من الحذار يسجم

أينَ المفرُّ لا مفرّ إنما

هو الغياثُ أو إسار أودم

يا ربِّ وفقنا وألهمنا لما

فيهِ لنا الخيرُ فأنتَ المُلهمُ

يا ربِّ أصلحْ حالَنا وبالنا

أنتَ بما فيه الصلاحُ أعلمُ

يا ربِّ وانصرنا على أعدائنا

يا ربِّ واعصمنا فأنت تعصم

يا ربّنا ما داؤنا شيءُ سوى

ذنوبنا فارحمْ فأنت ترحمُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مالك بن المرحل

avatar

مالك بن المرحل حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Malik-ibn-al-Murahhal@

162

قصيدة

40

متابعين

مالك بن عبد الرحمن بن فرج ابن الأزرق، أبو الحكم، المعروف بابن المرحل. أديب، من الشعراء. من أهل مالقة، ولد بها، وسكن سبتة. وولي القضاء بجهات غرناطة وغيرها. من موالي بني ...

المزيد عن مالك بن المرحل

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة