الديوان » العصر العثماني » أبو بحر الخطي » بعثت طيفها فزار طروقا

عدد الابيات : 65

طباعة

بعثَتْ طَيْفَها فَزَارَ طُرُوقَا

فَشَجَا وَامِقاً وهَاجَ مَشُوقَا

زَوْرةٌ ما شَفَتْ مَرِيضاً شَكَا الهَجْ

رَ زماناً واسْتوحشَ المَطْرُوقَا

حِينَ شَقَّ الصَّباحُ حُزْناً على اللّيْ

لِ وقد مَاتَ جَيْبُهُ والزِّيْقَا

بَزَّ نَوْمي وطَارَ والقَلبُ يقفُو

هُ امتِسَاكاً بذيلِهِ وعُلُوقَا

كَمَدٌ لم يُبَلْ فيُنْكَسْ وَدَاءٌ

لم يُصَادِفْ صَاحِي الجَنَان مُفِيقا

يا سَمِيِّي ولا سَبِيلَ إلى نَصْ

ري ولكنْ يَدْعُو الصديقُ الصديقَا

أَوَلَمْ يَأْنِ للذي أَسْكَرَتْهُ

حَدُقُ البِيضِ ساعةً أن يَفيقا

أَوْقَعَتني الأيامُ في قَبْضَةِ الحُبْ

بِ وما كنتُ للبَلاءِ مُطِيقَا

ضِقتُ ذَرْعاً بحبِّ من لا أُسمّي

هِ وإنْ مَزَّقَ الحشَا تَمزيقا

زفَرَاتٌ لو تَصْطَلي حَرَّها النَّا

رُ لأَضحَى بها الحريقُ حَرِيقا

ودُمُوعٌ لولا اعتِصَاميَ بالسَّبْ

حِ لأَلفيتَني بِهِنَّ غَريقَا

تُسْعِدُ العينُ أُختَها ويُعينُ المُو

قُ في صَبَّهِ الدموعَ المُوْقَا

وبِنَفْسِي خَرِيدةٌ لا أرَى الوَصْ

فَ مُؤدٍّ ممّا حَوَتْهُ حُقُوقا

تَملأُ السُّورَ والخَلاخيلَ أَعْضَا

داً تقضُّ البُرَى مُلاءً وسُوْقا

وتَسُومُ الأُزْرَ المُلاثَةَ سَوْمَ الْ

قَلْبِ ما لا يُطيقُهُ أن يُطيقا

مَنْظَرٌ مُبْهِجٌ أُفيضَ عليهِ الْ

حُسْنُ من كلِّ جَانِبٍ وأُريقَا

لا تَرَى الزَّهْرَ عنده باسِمَ الثَّغْ

رِ وما منظرُ الرياضِ أَنِيقا

يَمْلأُ العينَ لَذَّةً تُعْقِبُ الصَّدْ

رَ شَجاً لا يُسيغُهُ وحَريقا

لَحْظُ عَيْنٍ كالسَّهْمِ رُشْتَ أعَالي

هِ وأصْلحتَ نَصْلَهُ والفُوقَا

فَوقَهُ حَاجِبٌ كما حقَّقَ الكا

تِبُ نُوناً في طِرْسِهِ تحقيقا

وفَمٌ كاستدارةِ الميمِ يُبديْ

لَكَ دُرّاً مُفَصَّلاً وعَقِيقا

وخُدُودٌ شَرِقْنَ بالحُسْنِ حُمْرٌ

لا تَرَى عِندها الشقيقَ شَقيقا

لم تَرِدْ ماءَها النواظرُ إلاّ

أَصدرتْهنَّ بالدمُوعِ شُرُوقا

وإذا استقبلتْكَ أجْدتْكَ طِيباً

سَاطِعاً نَشَرُهُ ومِسْكاً سحيقا

فِطْرةٌ لا لخلطِ طِيبٍ وإنْ لم

تخلُ منهُ وخِلقةٌ لا خُلوقَا

يا أَخَا هَاشمَ بنِ عبدِ مَنَافٍ

طَالَما استصرَخَ الأسيرُ الطَّليقا

مَنْ رَسُولي لها ولو سَامَني الرِقْ

قَ على عِزَّتي لَرحْتُ رَقيقا

بكلامٍ لو بتُّ أستعطفُ الصَّخْ

رَ بهِ كادَ أن يكونَ شقيقا

أيُّها الغَادةُ التي لا أرَى المَرْ

زُوقَ من غيرِ وَصْلِها مَرْزُوقَا

إنَّ عَيناً تَراكِ يوماً منَ الدّهْ

رِ لَعَينٌ لا تَعْدَمُ التوْفِيقا

لِيَ عَينٌ ما أن تفيقَ بُكاءً

وفُؤَاداً ما أَنْ يقِرَّ خَفُوقَا

وبلائي إنِ انتشقْتُ نَسيماً

هَبَّ يهدي أريجَكِ المنشوقا

لا أَنيْ دُونَ أن أذوبَ زَفيراً

قَاتِلاً حَرُّهُ وأهفُو شهيقا

أَفَلا يستمِدُّ قلبُكِ في الرِّقْ

قَةِ لَفْظاً أسمعتِنيهِ رقيقا

لَرَحيقُ المُدامِ فِعلاً لئنْ كا

نَ الذي يسكنُ العقولَ رحيقا

لا أرَى للرجاءِ فيكِ مَجَالاً

لا ولا للسُّلوِّ عَنكِ طريقا

يا جَزى الشّيبَ ما جزاهُ وأثْوا

هُ مَكَاناً من البلادِ سحيقا

سَرَقَ العمرَ من يديَّ اختلاساً

فقُصارايَ أن أقُصَّ السَّرُوقا

شَانَ وَجْهاً ما كانَ في وُسْعِ وَجْهٍ

أنْ يضاهي جمالَهُ أو يفوقا

أبيضٌ شَانَ أبيضاً وسَنا المِصْ

بَاحِ يشكُو ضَوءَ الصباحِ شُرُوقا

يا ليَ اللهُ كمْ يُجرّعُني الدَّهْ

رُ صَبُوحاً من ظُلْمِهِ وغَبُوقا

كلّما قُلتُ آنَ أنْ يقضِيَ الدَّهْ

رُ حُقوقي قَضى عليَّ عُقوقَا

ولَحَا اللَّه مَعشَراً أُشْرِبوا الغَدْ

رَ قُلُوباً وأَوجرُوهُ حُلُوقا

كلُّ مُسْتنكِفٍ عَنِ الوِدِّ لا يَعْ

لِقُ حبلاً من الوَلاءِ وثيقا

إنّ أَولَى الورَى بخالصِ ودّي

جَعْفرٌ قد غَدَا بِذَاكَ خَلِيقا

عَلَويٌّ يعلُو الرجالَ إذا طَا

وَلَهم مَحْتِداً وعِرْقاً عَريقَا

وكريمٌ أعْتَدُّ منه على الَّلأْ

واءِ كفّاً طَلْقاً وَوَجْهاً طَلِيْقا

سَارَ ما سَارَ أَوَّلُوهُ فأعلى السْ

سَمْكَ مِمّا بنَوْا وسَدَّ الفُتُوقَا

وَحَمَى ما حَمَوْا وزَادَ فأعْطَى

فَوقَ ما قد أَعْطَوا وأدَّى الحُقُوقا

وجَرَى خَلفَ مَعْشَرٍ أحرزُوا السَّبْ

قَ وَجِيفاً إلى العُلا وعنيقا

قَسَماً لم يَعُقْهُ شَيءٌ وجَازَ الْ

أُفقَ سَعْياً واستخدمَ العَيُّوقا

صَارِمٌ كلّما هَتَفْتُ بِهِ هَبْ

بَ انْسلالاً لِنُصْرتي وذُلُوقَا

وَجَوَاداً إذا استرشتُ بِهِ مَدْ

دَ بِأمْدَادِهِ وسَاقَ الوُسُوقَا

والكِسَا والحِلْيَ إلى أنْ يعودَ الْ

غُصْنُ غَضّاً بعد القُحُولِ وَرِيْقا

يا ابنَ عبدِالجبّارِ إنْ طبتَ فَرْعاً

فلقد طِبْتَ بَعْدَ ذَاكَ عُرُوقَا

وكريمُ الآباءِ إنْ شَفَعَ الأَصْ

لَ بِفَرْعٍ أَفَادَهُ تَصْديقا

لو مَدَحْنَاكَ بالذي فيكَ سُمْنا

سَعَةَ العمرِ لا القراطيسَ ضِيقا

خُلُقٌ كالنسيمِ لُطْفاً وصَدْرٌ

يشتكي عندَهُ الفضاءُ الضّيقا

لَسْتُ أدري ماذَا أقولُ وإنْ كُنْ

تُ أُعَدُّ المُفَوَّهَ المنطِيقا

وَرَدَ الناسُ قَبلَنَا مَوْرِدَ النَّظْ

مِ فَأَضْحَى مُكَدَّراً مَطْرُوقا

إنْ نَظمْنَا بَيْتاً غَريباً وخِلْنَا

هُ جَدِيداً كَانَ الجَدِيدُ عَتِيقا

أو سَبَقْنا فيما نَظُنُّ لِمعنىً

مُعْجِبٍ كان سَبْقُنا مَسْبوقا

سَبَقُونَا والمرءُ يأنفُ أنْ يُسْ

بَقَ يوماً وإنْ أَطَاقَ لُحُوقا

أيُّ معنىً أَبقُوهُ لم يَسِمُوهُ

سِمَةً تتركُ الصَّرِيحَ لصيقا

فاستمعْها لو أنْشَدُوها أبا الطَّيْ

يِبِ مَا كَادَ أنْ يُسيغَ الرِّيقا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو بحر الخطي

avatar

أبو بحر الخطي حساب موثق

العصر العثماني

poet-abu-abahr-alkhti@

161

قصيدة

1

الاقتباسات

59

متابعين

جعفر بن محمد بن حسن الخطي البحراني العبدي العدناني، أبو البحر. شاعر الخط في عصره، من أهل البحرين، رحل إلى بلاد فارس، وأقام فيها إلى أن توفي. له (ديوان شعر) ...

المزيد عن أبو بحر الخطي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة