الديوان » العصر العثماني » أبو المعالي الطالوي » وفت إذ لوت بالوعد يوم لوى الرمل

عدد الابيات : 48

طباعة

وَفَت إِذ لَوَت بِالوَعدِ يَوم لِوى الرَمل

وَمِن عَهدِها لي المَواعيد بِالمَطلِ

مَها مِن بُروج البَدرِ لاحَت وَدارُها

عَلى المُنحَنى مِن ذي الأَراكة فَالأَثلِ

عِذابُ الثَنايا مِن كَواعبِ غادَةٍ

حِسانُ التَثَنّي قَد ثَمِلنَ مِن الدَلِّ

كَواعِبُ إِلّا أَنَّهنَّ كَواكِبٌ

سَمَت في سَماء الحُسنِ عَن سِمَةِ المِثلِ

كَسَت حِبرَ الوَشيِ البَديعِ مَعاطِفاً

سَقاها الشَبابُ الرُوق سَجلاً عَلى سَجلِ

وَقَلَّدَت الأَجيادُ ما في ثُغورِها

تَقَلُّدَ أَجيادِ الرُبا لُؤلُؤَ الطَلِّ

وَباتَت عَلى الجَرعاء مِن أَيمَنِ الحِمى

حِمى القَلبِ تَرعى لا حِمى البانِ وَالرَملِ

أَلا رَبعَت في دارِها أَربَعِيَّةً

سماكيَّة الأَنواءِ دائِمَة الهَطلِ

مِنَ الضَحِكِ اللاتي يُضاحِكُ وَدقُها

ثُغورَ الأَقاحي في الرِياض بِمُنهَلِّ

فَتَعطِفُ لِيتَ الرَندِ نَحوَ عُرارِهِ

وَيَرنو لَها الحَوذان عَن أَعيُنٍ شُهلِ

تُجدِّدُ مِن تِلكَ الرُسومِ مَعاهِداً

عَهدتُ بِها حُسّانَةَ الجيدِ وَالشَكلِ

وَأَحوَرَ وَسنانَ الجُفون إِذا رَنا

أَدارَ كُؤوس الراحِ بِالحَدَقِ النُجلِ

خَليلي أَقِم بي في الديارِ لَعَلَّنا

نُسائِلُ مَغناها عَنِ الرَشَأ الطفلِ

أَقم عَلّها أَن تُرجع القَولَ أَو عَسى

أُخلِّفُ فيها بَعضَ ما بي مِنَ الخبلِ

فَإِن تَقِفَن مِن أَجلِ نَفسِكَ ساعَةً

فَقِفها عَلى تِلكَ المَعالِمِ مِن أَجلي

فرُبَّ فَتاةٍ مِن مَهاةٍ بُدورُها

تَجَلَّت بِداجي لَيلِ فَرعٍ لَها جَثلِ

وَأَجلَت لَنا عَن أُقحُوان مُفلّجٍ

يَرودُ بَعلِّ المسك في واضح رَتلِ

مِنَ الغيدِ بَيضاءُ التَرائِبِ طفلَة

وَقالَت قَتيلي في الغَرامِ بِلا ذَحلِ

وِصالي بِبَذلِ النَفسِ إِن كُنتَ طامِعاً

وَإِلّا الثُّريّا مِنكَ أَقرَبُ مِن وَصلي

فَقُلتُ لَها وَالعَينُ شكرى بِمائِها

وَفي القَلبِ نارٌ حَرّا بَردُها يَغلي

فَدَيتُكِ يا نَفسي بِملكي وَإِنَّما

تَمَلَّكَها سَعدُ البَريّة مِن قَبلي

إِمامُ الهُدى بَحرُ النَدى قامِعُ العِدا

حَليفُ النَدى لا يَفترُ الدَهرَ عَن بَذلِ

هُوَ العالِمُ الطُهرُ الَّذي بِيَمينهِ

تَقَسَّم ما في العالمين مِن الفَضلِ

هُوَ المُجتَلي سِرّ الخَليقَة وَالَّذي

رَوِيَّتُه رَمزَ الحَقيقَةِ تَستَجلي

هُوَ المُظهِرُ النورَ الَّذي ظَهَرت بِهِ

حَقائِقُ ما يَلقى مِنَ الجنسِ وَالفَصلِ

هُوَ المُصدر الأَحكامَ وَالحِكمَةَ الَّتي

تُرينا طَريقَ الحَقِّ وَاضِحَة السُبلِ

هُوَ الفائِض الأَنوار وَالعَلَمُ الَّذي

بِذكرِ اسمهِ يُستَنزل الغَيثُ في مَحلِ

مُلَقِّن ظِلِّ اللَهِ أَسرارَ غَيبِهِ

كَما هِيَ في أُمّ الكِتابِ مِن الأَصلِ

مُرادٌ مريدُ الحَقِّ لا زالَ مُلكُهُ

يُرى بِقِران السَعدِ مُجتَمعَ الشَملِ

فَوجدانُ سَعدِ الدينِ في مِثلِ عَصرِهِ

شَهيدٌ بِوحدانيّةِ اللَهِ وَالعَدلِ

تَبارَكَ مَن أَولاهُ رَأياً مُسَدَّداً

يَلوحُ عَلَيهِ كَالفِرند مِنَ النَصلِ

وَلَولاكَ يا سَعدَ البَرايا لَما غَدا

مَعاقِدُ هَذا المُلك مُستَصحدُ الفَتلِ

وَهَذا يَراعٌ في يَمينك دُونَهُ

يَقومُ مَقامَ البيض وَالأَسَلِ الذبلِ

وَما المُلكُ إِلّا غادَةٌ بِكَ شَكلُها

وَإِلّا فَما فَضلُ الغَواني بِلا شَكلِ

أَلا أَيُّها السَعدُ الِّذي سارَ ذِكرُهُ

مَسير الصبا في الخافقينِ بِما يُولي

وَمَن دارَتِ الأَفلاك طَوعَ مُرادِهِ

وَمَن كادَتِ الأَفلاكُ تَكتُبُ ما يُملي

لِبابِكَ جاءَت بِالمَديح كَأَنَّما

رَمتها عيونُ الوَحشِ حَدَق قُبلِ

إِلى الشِعر لا تُعزى بِوَصفِكَ بَل غَدَت

على فلك الشِعرى بِمَدحِكَ تَستَعلي

تَحامى فحولُ الشِعرِ وزن عروضِها

كَما تَتحامي مُهجَةٌ نَظرَةَ الصِلِّ

لَها نِسبَة في طَيِّئٍ غَيرَ أَنَّها

نَشَت بَينَ رَوضِ الشام في ذارِف الطَلِّ

رَقيقَة صَفو الطَبعِ إِن هِيَ لُويِنَت

وَإِن خوشِنَت فَالحَدّ مِن نابِها يُفلي

وَكَم مِثلها بِالرومِ لي خِلتُ أَنَّها

وَحاشاكَ مِثلَ القَطرِ في البَلَد المَحلِ

دَعاها إِلَيكَ العِلمُ وَالحلمُ وَالحِجى

وَما تَرتَجي مِن صَوب نائِلك الجَزلِ

أَتَت تَمتَري مِن جودِ راحَتِكَ الغنى

وَتستَنزلُ النعمى لَدَيكَ بِلا مَهلِ

وَلَم يُبقِ مِنها صَبرُها غَيرَ مُهجَةٍ

مُعَلَّقة بَينَ المَواعيدِ وَالمَطلِ

فَمالَكَ لا تَختَصُّها بِشَفاعَةٍ

وَأَمرُكَ كَالمِقدار يَنفذُ في الكُلِّ

فَوَاللَّهِ لَيسَت دونَ ما حاكَ وَشيهُ

صَريعُ الغَواني مُسلم مِن حلى الفَضلِ

وَأَنتَ اِمرُؤٌ مِن فَضلِكَ الفَضلُ وَالَّذي

يَشُكُّ كَمَن قَد شَكّ في اللَّهِ وَالرُسلِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو المعالي الطالوي

avatar

أبو المعالي الطالوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Abu-al-Maali-al-Talawi@

94

قصيدة

22

متابعين

درويش بن محمد بن أحمد الطالويّ الأرتقيّ، أبو المعالي. أديب، له شعر وترسل. من أهل دمشق مولداً ووفاة. جمع أشعاره وترسلاته في كتاب سماه (سانحات دمى القصر في مطارحات بني ...

المزيد عن أبو المعالي الطالوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة