الديوان » العصر الاموي » أبو النجم العجلي » الحمد لله الوهوب المجزل

الحَمدُ لِلَهِ الوَهوبِ المُجزَلِ
أَعطى فَلَم يَبخَل وَلَم يُبَخِّلِ
كومَ الذُري مِن خَوَلِ المَخوِلِ
تَبَقَّلَت مِن أَوَّلِ التَبَقُّلِ
بَينَ رِماحَي مالِكٍ وَنَهشَلِ
يَدفَعُ عَنها العِزُّ جَهلَ الجُهَّلِ
تَحتَ أَهاضيبِ الغُيوثِ الهُطَّلِ
حَتّى تَراعَت في النِعاجِ الخُذَّلِ
مَنها المَطافيلُ وَغَيرُ المُطفِلِ
وَراعَت الرَبداءُ أَمَّ الأَرؤُلِ
وَالنِغضُ مِثلَ الأَجرَبِ المُدَجَّلِ
حَدائِقَ الأَرضِ الَّتي لَم تُحلَلِ
حَتّى تَحَنّى وَهوَ لَمّا يَذبُلِ
مُستَأسِداً ذُبّانُهُ في غَيطَلِ
يَقُلنَ لِلرائِدِ أَعشَبتَ اِنزِلِ
لِعباً كَتَغريدِ النَشاوى المُيَّلِ
إِذ جاوَبوا ذا وَتَرٍ مُشَكَّلِ
يَضرِبُهُ الضارِبُ لِلتَعَلُّلِ
حَتّى إِذا ما اِبيَضَّ جِروُ التَتفُلِ
وَبُدِّلَت وَالدَهرُ ذو تَبَدُّلِ
هَيَفا دَبوراً بِالصَبا وَالشَمأَلِ
وَقَد حَمَلنَ الشَحمَ كُلَّ مَحمَلِ
وَقامَ جَنِّيُّ السَنامِ الأَميَلِ
وَاِمتَهَدَ الغارِبُ فِعلَ الدُمَّلِ
يُجفِلُها كُلُّ سَنامِ مُجفَلِ
لَأياً بِلَأيٍ في المَراغِ المُسهلِ
وَقُمنَ بَعدَ النَوءِ وَالتَحَلحُلِ
وَقَد طَوَت ماءَ الفَنيقِ المُرسَلِ
بَينَ الكُلى مِنها وَبَينَ المَهبَلِ
في حَلَقِ ذات رِتاجٍ مُقفَلِ
ضُمَّت عَلى مَخلوقَةٍ لَم تكمُلِ
مُستَشعِراٍ في كَنَينِ مَعقِلِ
حُمراً كَعَصبِ اليُمنَةِ المُنَخَّلِ
يَسُفنَ عِطفى سَنَمٍ هَمَرجَلِ
لَم يَرعَ مَأزولاً وَلَم يَستَمهِلِ
سوفَ المَعاصيرِ خُزامى المُختَلي
فَحلٌ تِلاد لَيسَ بِالمُستَفحَلِ
مُبَرنسٍ في لَبِدٍ مُسَربَلِ
يَرفُلُ في مِثلِ الدِثارِ المُخمَلِ
لَم يَدرِ ما قَيدٌ وَلَم يُعَقَّلِ
يَنحَطُّ مِن ذِفراه مِثلُ الفُلفُلِ
يَذُبُّ عَنهُ بِأَثيثٍ مُسبَلِ
مِثلَ إِزارِ الشارِبِ المُذَيَّلِ
تَرى يَبيسَ البَولِ فَوقَ المَوصِلِ
مِنهُ بِعَجزُ كَصَفةِ الجَيحَلِ
كَشائِطِ الرُبِّ عَلَيهِ الأَشكَلِ
يُديرُ عَينَي مُصعَبٍ مُستَفيِلِ
تَحتَ حِجاجَي هامَةٍ لَم تُعجَلِ
قَبصاءَ لَم تُفطَح وَلَم تُكَتَّلِ
مُلمومَةٍ لَمّاً كَظَهرِ الجُنبُلِ
يُرعَدُ أَن يُرعَدَ قَلبُ الأَعزَلِ
إِلّا اِمرأً يُعقِدُ خَيطَ الجُلجُلِ
يُؤنِسُها مِن رَوعَةِ التَجَفُّلِ
بِذاتِ أَثناءٍ خَريقِ الأَسفَلِ
تَوازُنُ العُثنونَ إِن لَم تَفضُلِ
بَينَ مَهاريسَ وَنابٍ مِقصَلِ
كَأَنهُ وَهوَ بِهِ كَالأَفكَلِ
مُبَرقَعٌ في كُرسُفٍ لَم يُغزَلِ
مِن زَبَدِ الغَيرَةِ وَالتَدَلُّلِ
حَتّى إِذا الآلُ جَرى بِالأَميَلِ
وَخَبَّ تَخبابَ الذِئابِ العُسَّلِ
وَآضَتِ البُهمى كَنَبلِ الصَيقَلِ
وَاِحتازَتِ الريحُ يَبيسَ القِلقِلِ
وَفارَقَ الجَزءَ ذَوو التَأَبُّلِ
وَماتَ دُعموصُ الغَديرِ المُثمَلِ
وَاِنسابَ حَيّاتُ الكَثيبِ الأَهيَلِ
وَاِنعَدَلَ الفَحلُ وَلَمّا يَعدِلِ
هَيَّجَها بادي الشَقا لَم يَغفُلِ
لَيسَ بِمُلتاثٍ وَلا عَمَيثَلِ
وَلَيسَ بِالفَيّادَةِ المُقَصمِلِ
لَم يَقطَعِ الشَتوَةَ بِالتَزَمُّلِ
يُحسَبُ عُرياناً مِنَ التَبَذُّلِ
ذو خِرَقِ طُلسٍ وَشخصٍ مِذأَلِ
أَشعَثَ سامي الطَرفِ كَالمُسَلسَلِ
لَيسَ بِمعقوصٍ وَلا مُرَجَّلِ
يُزفُّ أَحياناً إِذا لَم يَرمُلِ
تَفلى لَهُ الريحُ وَلَمّا يَقمَلِ
لِمَّةَ قَفرٍ كَشُعاعِ السُنبُلِ
يَأَتي لَها مِن أَيمُنٍ وَأَشمُلِ
وَهيَ حِيالَ الفَرقَدَينِ تَعتَلي
تُغادِرُ الصَمدَ كَظَهرِ الأَجزَلِ
حَتّى إِذا ما بُلنَ مِثلَ الخَردَلِ
كَأَنَّ في أَذنابِهِنَّ الشُوَّلِ
مِن عَبَس الصيفِ قُرونَ الأَيَّلِ
ظَلَّت بِنيرانِ الحَروَرِ تَصطَلي
في حِبَّةِ جَرفٍ وَحَمضٍ هَيكَلِ
يَخُضنَ مُلّاحاً كَذاوي القَرمَلِ
فَهَبَطَت وَالشَمسُ لَم تَرَجَّلِ
حَتّى إِذا الشَمسُ بَدَت لِلقُيَّلِ
بِالنِصفِ مِن حَيثُ غَدَت وَالمَنزِلِ
جاءَت تَسامى الرَعيلِ الأَوَّلِ
وَالظِلُّ عَن أَخفافِها لَم يَفضُلِ
مائِرَةَ الأَيدي طِوالَ الأَرجُلِ
يَهدي بِها كُلُّ نِيافٍ عَندَلِ
طاوِيَةً جَنبَيْ فُراعَ عَثجَلِ
يُخَبِّطُ الذائِدُ إِن لَم يَزحَلِ
تَخشى العَصا وَالزَجِرانِ قالَ حَلِ
يُرسِلُها التَغميضُ إِن لَم تُرسَلِ
خَوصاءَ تَرمي بِاليَتيمِ المُحثَلِ
إِذا دَنَت مِن عَضَدٍ لَم يُشغَلِ
عَنها وَلَو كانَ بِضيقِ مَأزِلِ
أَو كانَ دَفعَ الفيلِ لَم تَحَلحَلِ
تُدني مِنَ الجَدوَلِ مِثلَ الجَدوَلِ
أَجوفَ في غَلصَمَةٍ كَالمِرجَلِ
تَنزو بِعُثنونٍ كَظَهرِ الفُرعُلِ
تَسمَعُ لِلماءِ كَصَوتِ المِسحَلِ
بَينَ وَريدَيها وَبَينَ الجَحفَلِ
تُلقيهِ في طُرقٍ أَتَتها مِن عَلِ
قُذفٍ لَها جُوفٍ وَشِدقٍ أَهدَلِ
كَأَنَّ صَوتَ جَرعِها المُستَعجَلِ
جَندَلَةٌ دَهدَيتَها في جَندَلِ
مَيّاسَةٍ كَالفالِجِ المُجَلَّلِ
تَزينُ لَحيَي لاهِجٍ مُخَلَّلِ
عَن ذي قَراميصَ لَها مُحَجَّلِ
خَيفٍ كَأَثناءِ السَقاءِ المُسمِلِ
كَأَنَّ أَهدامَ النَسيلِ المُنسَلِ
عَلى يَدَيها وَالشِراعِ الأَطوَلِ
أَهدامَ خَرقاءَ تلاحي رَعبَلِ
شَقَّقَ عَنها دَرعُ عامٍ أَوَّلِ
عَن دِرعِ دَيباجٍ عَلَيها مُدخَلِ
تُثيرُ أَيديها عَجاجَ القَسطَلِ
إِذ عَصَبَت بِالعِطنِ المُغَربَلِ
تَدافُعَ الشَيبِ وَلَم تَقَتَّلِ
في لَجَّةٍ أَمسِكْ فُلّانا عَن فُلِ
لَو جُرَّ شَنُّ وَسَطها لَم تَحفُلِ
مِن شَهوَةِ الماءِ وَرَزٍّ مُعضَلِ
وَهيَ عَلى عَذبٍ رِواءِ المَنهَلِ
دَحلِ أَبي المِرقالِ خَيرِ الأَدحُلِ
مِن نَحتِ عادٍ في الزَمانِ الأَوَّلِ
عَلى جَوابٍ وَخَليجٍ مُرسَلِ
وَحبلِ جِلدٍ مِن جُلودِ البُزَّلِ
أَملَسَ لا رَثٍّ وَلا مُوَصَّلِ
عَلى دَموكٍ أَمرُها لِلأَعجَلِ
تَئِطُّ أَحياناً إِذا لَم تَصهَلِ
فَهُم حَصانِ الرَوضَةِ المُطَوَّلِ
في مِسكِ ثَورٍ سَجلُهُ كَالأَسجُلِ
مُوَثَّقِ الصُنعِ قَوِيٍّ سَحبَلِ
يَقصُرُ مِن خُطوِ المُئِلِّ الحُرجُلِ
يُدنى إِذا ناهَزَهُ قالَ اِقبَلِ
لِلأَرضِ مِن أُمِّ القَرادِ الأَطحَلِ
وَقَد جَعَلَنا في وَضينِ الأَحبُلِ
جَوزَ خُفافٍ قَلبُهُ مُثَقَّلِ
أَحزَمَ لا فَوقٍ وَلا حَزَنبَلِ
مُوَثَّقِ الأَعلى أَمينِ الأَسفَلِ
أَقَبَّ مِن تَحتٍ عَريضٍ مِن عَلِ
مُعاوِدٍ كَرَّةَ أَدبِر اِقبِلِ
يَسمَرُّ فَيَستَدُّ إِذا لَم يُرقَلِ
في لَحمِهِ بِالغُربِ كَالتَزَيُّلِ
يَنمازُ عَنهُ دُخَّلٌ عَن دُخَّلِ
كَالجَندَلِ المَطوِيِّ فَوقَ الجَندَلِ
يَأوي إِلى مُلطٍ لَهُ وَكَلكَلِ
وَكاهِلٍ ضَخمٍ وَعُنقٍ عَرطَلِ
صَلاخِمٍ مَفصِلُهُ في المَفصَلِ
سامٍ كَجِذعِ النَخلَةِ الشَمَردَلِ
شَذَّبَ عَنهُ الليفِ هَذُّ المِنجَلِ
ركِّبَ في ضَخمِ الذِفارى قَندَلِ
يَفتَرُّ عَن مَكنونَةٍ لَم تَعصَلِ
عَن كُلِّ ذي حَرفَينِ لَم يُفَلَّلِ
أَخضَرَ صَرّافٍ كَحَدِّ المِعوَلِ
أَفطَحَ قَد كادَ وَلَمّا يَنجَلِ
نَحّى السَديسَ فَاِنتَحى لِلمُعَدَّلِ
عَزلُ الأَميرِ لِلأَميرِ المُبدَلِ
حَتّى إِذا الشَمسُ اِجتَلاها المُجتَلي
بَينَ سِماطَىْ شَفَقٍ مُهَوِّلِ
فَهيَ عَلى الأُفقِ كَعَينِ الأَحوَلِ
صَغواءَ قَد كادَت وَلَمّا تَفعَلِ
نَشَّطَها ذو لِمَّةٍ لَم تُغسَلِ
صلبُ العَصا جافٍ عَن التَغَزُّلِ
مُختَلِطُ المَفرَقِ جَشبُ المَأكَلِ
إِلّا مِن القارِصِ وَالمُمَحَّلِ
يَحلِفُ بِاللَهِ وَإِن لَم يُسأَلِ
ما ذاقَ ثُفلاً بَعدَ عامٍ أَوَّلِ
يَمُرُّ بَينَ الغانِياتِ الجُهَّلِ
كَالصَقرِ يَجفو عَن طِرادَ الدُخَّلِ
فَصَدَرَت بَعدَ أَصيلِ الموصِلِ
تَمشي مِن الرِدَّةِ مَشيَ الحُفَّلِ
مَشيَ الرَوايا بِالمَزادِ الأَثقَلِ
يَرفُلنَ بَينَ الأَدَمِ المُعَدَّلِ
وَالحَشوُ مِن حَفّانِها كَالحَنظَلِ
تُثيرُ صَيفِىَّ الظِباءِ الغُفَّلِ
عَن كُلِّ دَمَّاعِ الثَرى مُظَلَّلِ
مِن أَيمُنِ القَرنَةِ ذاتَ الأَهجُلِ
مَكانِسَ العُفرِ بَوادٍ مُربِلِ
قَفرٍ كَلَونِ الحَجَلِ المُكَلَّلِ
طارَ القَطا عَنهُ بِوادٍ مَجهَلِ
لَيِّنَة الريشِ عِظامَ الحَوصَلِ
تَظَلُّ حُفراهُ مِنَ التَهَدُّلِ
في رَوضِ ذِفراءَ وَرُغلٍ مُخجِلِ
تَعدِلُهُ الأَرواحُ كُلَّ مَعدِلِ
كَأَنَّ ريحَ المِسكِ وَالقُرُنفُلِ
نَباتُهُ بَينَ التِلاعِ السُيَّلِ
وَقَد أَقودُ بِالدَوى المُزَمَّلِ
أَخرَسَ في الرَكبِ بِقاقَ المَنزِلِ
بِحَيثُ تَستَنُّ مَعَ الجِنِّ الغُوَلِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو النجم العجلي

avatar

أبو النجم العجلي حساب موثق

العصر الاموي

poet-Abu-al-Najm-al-Ajli2@

80

قصيدة

44

متابعين

الفضل بن قدامة العجلي، أبو النجم، من بني بكر بن وائل. من أكابر الرجاز ومن أحسن الناس إنشاداً للشعر. نبغ في العصر الأموي، وكان يحضر مجالس عبد الملك بن مروان ...

المزيد عن أبو النجم العجلي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة