الديوان » العصر العباسي » الصنوبري » يا برق ألا عدت ذاك الأبرقا

عدد الابيات : 48

طباعة

يا برقُ ألاّ عُدْتَ ذاك الأبْرَقَا

وأطلْتَ فيه تلألؤاً وتألُّقا

وجمعتَ شملَ المزنِ في الدار التي

ألفيتَ شَمْلَ جميها متفرقا

داراً هَرَفْنَا في معالمها دماً

لمّا توهمنا المعالمَ مُهْرَقا

طفقتْ تجددُ مُخْلَقَ الشوقِ الذي

ترك الجديدَ من التصبرِ مُخْلَقا

ما كان أحسنَ ما يكونُ لقاؤُنا

إذ نلتقي منها بأحْسَنِ ملتقى

أيامَ لا أخشى من الواشي الذي

من عذله يُخشى عليَّ ويُتَّقى

أيامَ ثنى عنه الوصالُ عنانَهُ

وجعلتُ مغربها لعيني مشرقا

أَقْصِرْ فللأيامِ عندي حُكْمها

إذ عُوْدُ ذاك العيشِ فيها مورقا

لا تلْحَني إن أَنْفَذَتْ حُرَقُ الهوى

مساءَ الجفون تهلُّلاً وترقرقا

ما كنتُ أوَّلَ موسرٍ مِنْ عبرةٍ

فقضى بها دَيْنَ الفراقِ وأَملقا

وندى أبي الحسن الذي اعتقدَ الندى

خُلُقاً ولمَّا يعتقدهُ تَخَلُّقا

لقد انتضى منه الأميرُ مهنّداً

عضباً لهاماتِ الخطوبِ مفلِّقا

أضْحَتْ له تلك الرويّةُ قائماً

والعزمُ حدّاً والطلاقةُ رونقا

حصنُ الشآمِ المبتني من رأيه

سوراً على أرضِ الشآم وخندقا

لولا تَيَقُّظُهُ لَمَزَّق بَدْرُهَا

من حَضْرِها ما كان قبل مُفَرَّقا

كلف البنان بأفْعوانٍ مُطْرِقِ

لا بل يفوقُ الأفْعُوانَ المطرقا

عينُ السليمِ إلى الرُّقَى وسليمُهُ

متيقّنٌ أنْ ليس تَنْفَعُهُ الرقى

قلمٌ إذا ما سار يقدمُ موكبَ ال

آراءِ كان له الفضاءُ مطرَّقا

تلقاه أخرسَ ناطقاً وكفى به

أُعجوبةً من اخرسٍ أن ينطقا

يرد القريبَ من الموارد أشهباً

جوناً ويصدرُ حين يصدرُ أبلقا

ومتى تلاحظْهُ العيْونُ مسوَّداً

تحسبْه من حُسْنِ السوادِ مُخَلَّقا

طبٌّ بتنميقِ الكلامِ كأنما

يعطيكَ وشياً في الطروسِ منمَّقا

تِرْبُ الحياةِ وربما فَتَحَتْ به

يقظاتُهُ بابَ الحِمامِ المغلقا

الله وَفَّقَهُ لإدراكِ الذي

تهوى النفوس فما يزالُ مُوَفَّقا

ما ضرَّه في حيث وجَّهَ حزمه

ألاَّ يوجِّه جحفلاً أو فيلقا

سلْ تجنِ عن عَوْدِ السؤالِ وبدئه

أذكى من المسكِ الذكيِّ وأعبقا

مَنْ بثَّ في الآفاقِ من آرائه

جيشاً محيطاً بالرعية مُحْدِقا

وأفاء رجم القرمطي مكذَّباً

عند الذين توهَموهُ مُصَدَّقا

جهلا بأنَّ الحربَ تبدو جدولاً

وتعودُ حين تعودُ بحراً مُتْأقا

حتى إذا رام الذهابَ مولياً

وجد الرحيبَ من المذاهب ضيّقا

هجم الفناءُ على بقيةِ نفسه

فثوى الفناءُ بها أحقَّ من البقا

كم فوقَ قسطَلهِ له من قسطلٍ

ملأت مُلاءَتُهُ الفضاءَ السَّوهقا

وأوان جاشَ الرومُ لم يترك لهم

جأشاً يتاركُ أَفْكَلاً أو أَولَقا

ركبوا الجبالَ الصمَّ فانهالت بهم

من خوفِ وقعته كما انهالَ النَّقا

أَنَجا من الأهوالِ منهم مَفْرقٌ

فتشيِّبُ الأهوالُ ذاك المفرقا

شَرعَ ابن يحيى النفّرِيّ مناقباً

أخذت عليه بالشريعة موثقا

فعلا من الهضَباتِ ما لا يُعتلى

ورقى من الدرجات ما لا يرتقى

متعشقاً حُسنَ الثناءِ مبرّءاً

من أن يكونَ لغيره متعشقاً

لو كان في زمن المرازبةِ الأولى

داوتْ حلومُهُمُ الزمانَ الأخرقا

أَنساهمُ بهرامَ جورَ تدفقاً

عند الخطوبِ ويزجردَ تبعُّقا

يا أيها الباني مراتبَ سؤددٍ

أضحى بأدناها في تعظيمها متأنّقا

هي حُلَّةُ المجدِ التي لو أنَّها

لِلُّبسِ كانت سندساً واستَبرَقا

أَغرقتَ في نُصح الأمير ولم يَقُم

بالنصح من لم يُلْفَ فيه مُغرقا

وهو الذي ملأ الشآمَ بعدله

حتى استنامَ شآمنا واستوسقا

سُمِّي ذكاءً في الحروبَ لأنه

يذكي الحروبَ مصمماً ومحققا

ومحرِّقٌ لو لمْ يُحَرِّقْ بابنهِ

مائةً تماماً لم يُسَمَّ محرِّقا

خُذْها تَحُثُّ إِليكَ أفئدةَ الورى

شوقاً كما حثَّ الحداةُ الأينقا

تذرُ الفرزدقَ وهو شاعرُ خندفٍ

متمنياً ألاَّ يكونَ فرزدقا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الصنوبري

avatar

الصنوبري حساب موثق

العصر العباسي

poet-alsanubri@

693

قصيدة

1

الاقتباسات

121

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي الحلبي الأنطاكي، أبو بكر، المعروف بالصنوبري. شاعر اقتصر أكثر شعره على وصف الرياض والأزهار. وكان ممن يحضر مجالس سيف الدولة. تنقل بين ...

المزيد عن الصنوبري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة