الديوان » العصر العباسي » الصنوبري » إن كنت يوما مبارزا فابرز

عدد الابيات : 54

طباعة

إن كنتَ يوماً مبارزاً فابرزْ

ليس سوى الموتِ حاجزٌ يُحْجِزْ

تعالَ فالبسْ معي وألْبَسُ من

نسجِ السكاكين حُلَّتَيْ قِرْمِز

وذا الفتى الرافقيُّ فهو أخي

والرافقيون أَمْرُهُمْ مُعْجِز

شبْلُهُمُ الليثُ في فُتُوَّتِهِ

حين تَفَاتى وَفَرْخُهُمْ كُرَّز

فَسِرْ إليه عقداً يَسِرْ بلداً

أما تراهُ غضبانَ مُسْتَوفِز

مَنِ الجُلَنْدَى وأنو شروانَ مَن

شَاهَبُورُ مَنْ هرمز

هذا هو الموتُ حين يوجِزُ في

قبضِ جميعِ النفوسِ أو أوجز

مَنْ غيرُ ذا زاحَمَ الجبالَ ومن

زَلْزَلَ أركانها وَمَنْ هَزْهَز

مَنْ في بحار العذابِ يُعْجَنُ مذ

كان وَمَنْ في يحريقِهِ يُخْبَز

مَنْ ضربةُ السيفِ حين تَضْرِبُهُ

في وَجْهِهِ غَرْزُ إِبرةٍ تُغْرَز

فتى إذا مَرَّ مَرَّ مرتدياً

رداءَ بزٍّ بالشرِّ قد طُرِّز

قد حَزَّ ثِقْلُ الحديدِ في جَسَدٍ

منه بوخزِ السياطِ قد خُزِّز

مُكرَّهٌ لو دعا الحِمامَ إلى ال

برازِ خافَ الحِمامُ أَنْ يَبْرُز

يا جائزَ الأمرِ في السجونِ كما

يجوزُ أَمْرُ الأميرِ أو أَجْوَز

قُطْبُ رحى الفتكِ أنت بَرَّزْتَ في ال

فتكِ وذا الفتكُ قيلَ قد برَّز

بحقِّ مَنْ أحرزَ الفتوّة أو

أحرزها عنه بعضُ مَنْ أحرز

مِنْ مُطْلَقٍ جامزٍ بخنجرِهِ

أو مُوثَقٍ في قيودِهِ يَجْمُز

مقارفٍ كلَّ مَنْ يقارفُهُ

سكِّينُهُ من قِرابها تَقْفِز

شأنَكَ فانظرْ ماذا لقيتُ وما

ألقاه من ذا المؤاجرِ المُنْتَز

مؤاجرٌ يدّعي إِليَّ فكم

أُهْمَزُ من أَجله وكم أَلمز

نَفَّقَ بي نَفْسَهُ ألستَ ترى

بأَيِّ إِشفَا إِجارَةٍ يُخْرَز

يا أَسَدُ الشيءُ أنت تملكُهُ

فاذهبْ فبدِّدْ إِن شئتَ أو أَحْرِز

لستَ غلامي فأيّما وَتدٍ

أردتَ قفزاً عليه قُمْ فاقفز

تعالَ حتى تبيعَ في حلبٍ

إن كنت تشكو الكسادَ في كِلِّز

في تحسبنَّ الهوى بحالته

طارَ جرادُ الهوى وما غَرَّز

يا للنَّصارى لما جنى أسَدٌ

هو ابنُ يعقوبَ ذلك الجُرْبُز

أما لأسقُفِّكِمْ وَبَطْرَكِكُمْ

فيمن جَنى مثلَ ما جَنى مَغْمَز

جامُوس ذبحٍ جمَّ المعالِف قد

صُيِّرَ للذبحِ ثم قد لُزِّز

أخْشَنُ من قُنْفُذٍ وأخنزُ من

تيسٍ فبعداً للأَخْشَنِ الأخْنَز

كأَنما اصّدَّقَتْ بحلتها

عليه عَنْزٌ سوادءُ أو أعْنُز

قد حَذِقَ النَّتْفَ فهو إِنْ حُسِبَتْ

سِنُوهُ كَهْلٌ وبعدُ ما لَوَّز

فَقْحَتُهُ تُرْسُهُ فهمَّتُهُ

في رمحِ لحمٍ في تُرْسِهِ يُرْكَز

سلِ الدهاليزَ والخنادقَ كم

خنْدَقَ في دْهرِهِ وكم دَهْلَز

كم مجزرٍ قد رأَيتًَ مصْرَعَه

فيه وكم مطبخٍ وكم مَخْبَز

شَكْزٌ ولكن نشَا عليه فكم

يُشكَزُ يا إخوتي وكم يُلْكَز

لم أر شِبْهاً له وكيف أرى

كنزَ أيورٍ في جَوْفِهِ يكنز

إذا هوى للبساطِ منبسطاً

قدَّرَ من بروزٍ إلى بروز

فهو كصخرِ اللُّكامِ ملْمسُهُ

قد ذُرَّ من فوقه الحصى الأمعز

لو رهزَ الفيلُ فوقه سنةً

لم يدرِ بالفيلِ أنه يرهز

لا أَعجز اللهُ غير رأي أبي

عثمانَ فيه فرأيه الأعجز

ما بالهُ باع نعمةً بشقا

أمَا درى كيفَ ذا ولا مَيَّز

زلَّ ابنُ مروانَ زلَّةً علنت

فأعلنَ الرمزَ فيه منْ أرمز

فأينَ ذاكَ الإِبريزُ من خشَبٍ

دوويَ من دائهِ فقد برز

وصحَّ حتى كأنه هو ما

إن زال يُغْذى بالقِدِّ والعِلهِز

فهو إذا ما سمعتَ لهجته

سمعتَ في البدوِ راجزاً يَرْجُز

يكني عن الخبزِ بالهبيدِ كما

يُكْنى عن اسمِ البطيخِ بالخِرْبِز

كلُّ الرياحينِ عنده حبَقٌ

وضَيْمرانٌ وكلها عَنْقَز

وجارُهُ صخرةٌ على أُحُدٍ

بل تُغْمَزُ الصخرُ وهو لا يُغْمز

فليت شعري إبهامه هوَ في

رَزَّةِ هذا الغلامِ مَنْ رَزَّز

عهدي به المالكُ الحزين فيا

دهرُ لماذا مَسَخْتَهُ وَزْوَز

ها هو ذا المنتمي الصدوق وإن

جَوَّزَ في أمرنا الذي جوَّز

لا درَّ درُّ الذي ينبِّزُهُ

بابنِ الدِّمَقْرى فبئسَ ما نبَّز

يا من إلينا الغداةَ أوعزَ في

أمرِ سعيدٍ بالسوءِ إذ أَوْعَز

أتيتَ في ساعةٍ تُمّزِّقُ ما

رقَّعَ في عمره وما دَرَّز

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الصنوبري

avatar

الصنوبري حساب موثق

العصر العباسي

poet-alsanubri@

693

قصيدة

1

الاقتباسات

121

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي الحلبي الأنطاكي، أبو بكر، المعروف بالصنوبري. شاعر اقتصر أكثر شعره على وصف الرياض والأزهار. وكان ممن يحضر مجالس سيف الدولة. تنقل بين ...

المزيد عن الصنوبري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة