الديوان » العصر العباسي » الصنوبري » ما عن فعال القبيح يحجزه

عدد الابيات : 52

طباعة

ما عَنْ فَعالِ القبيحِ يَحْجِزُهُ

مَنِ الفَعالُ الجميلُ يُعْجِزُهُ

أعْرِزْ على قومه الأعزَّةِ أن

يُضحي على جُلِّهم تَعزُّزه

قومٌ همُ مركزُ الفخارِ إِذا

ما يُسْألُ الفخرُ أَين مركزه

إِنْ يتَّسِعْ حَيِّزُ السَّناءِ فإ

نَّ عَنْهُ يضيقُ حَيِّزه

تهونُ في دورهمْ عداوته

حَسْبُكَ خيرُ الكلامِ أوجزُه

وقلَّ جاني عِذْقٍ يُزهِّدُه

في العِذْقِ سُلاَّءَةٌ تُعزّزُهُ

ما لسعيدِ بنِ مُحرزٍ أَترى

يُحرزه مِنْ أَذايَ مُحْرزُه

أبي السريِّ المغيِّبِ السَّرْو إِذ

أبرزَ سَرْوَ السريِّ مُبرزُه

كم قد تأَنَّيْتُهُ لأُصْلِحَهُ

وكان كالشنِّ حينَ تَخْرِزهُ

وفي صريحِ الإبريزِ لي شُغُلٌ

عن طلبي بَهْرَجاً أُبَرِّزُه

ها أنا ذا موعزٌ إليه بما

يُشفى به مَنْ إليه يُوعزُه

إن يتميّزْ غيظاً فأيسرُ ما

يعرضُ في غيظه تميُّزُه

فلا تَلُمْهُ على التحفُّزِ في

ثلبي فلؤمُ الطباعِ يَحْفِزُه

أما هجائي فإنْ تَفَزَّزه

فليس مستنكراً تَفَزُّزُه

مَنْ كنزُ فيهِ لمن تَنَسَّمَهُ

نظيرُ ما في الكنيفِ يكنزُهُ

لهُ بهِ صولةُ ابنِ ذي يَزَنٍ

بوهزٍ يومَ صالَ وَهْرَزُهُ

إِنْ لقي الجيشَ فهو يَهْزِمُه

أو حاول النهبَ فهو يُحْرزُه

أُغري هجائي به لأَرْفَعَهُ

وَبَخْتُهُ في الهجاءِ يَلْكُزُه

أَجَدُّ ما كنتُ عنده فأنا

أعبثُ شيءٍ به وأَطْنَزُه

أَسْمِجْ به عاشقاً سماجُتُهُ

تبرَّد العشقَ بل تُتَرِّزُه

مستثقلُ النجمِ لا تشمُّرُهُ

يُجدي عليه ولا تَعَلُّزُه

فحظُّه منه حظُّ مَنْ يدُه

في الماء مشغولةٌ تُجَرِّزه

للفيلِ أنيابه وَجُثَّتُه

فأيُّ شيءٍ في الفيل يُعْوِزُه

يَمْشي إذا ما مشى كأنَّ له

قُدَّامَةُ مَنْ يريدُ يَشْكُزُه

لستُ أُسمِّيه أنت تبصرُ ما

وصفتُ من فرسخٍ فَتَفْرِزُه

يبرزُ وجهاً يروعُ منظرُه

نواظرَ الخلقِ حينَ يُبْرِزُه

وجهٌ لبيسٌ أَديمُه خَلَقٌ

يُلْعَنُ مَرْفُوُّهُ وَمُدْرَزُه

أومي إلى لمزه فأقذَرُه

حين أَراهُ فلستُ أَلْمزه

في خَنَزِ التيسِ في سهوكتهِ

أَسهكُ تيسٍ بُري وأَخْنَزُه

ذو نَغَفٍ ما يني مُذَرَّقُهُ

على سِبَالَيْهِ أو مُلَوَّزُه

مُنَبَّزٌ كالذي يُصَغِّرُه

مكبَّرٌ لو درى مُنَبِّزُه

دعني فإن كنت لا أُطَيِّرُه

من ثِقلٍ إِنّني أُقَفِّزه

أَضحى خَبَارُ الهجاءِ يُطْلِعُهُ

فكيف إِنَّ عَزَّ بعدُ أَمْعَزُه

إذا حزازاتُ قلِبه امتحنتْ

كانت شِفاراٍ فيه تُحَزِّزُه

ما قاطنٌ جانبَ السماقِ تَغَ

شّاه شُوَيهاتُه وأَعنُزُه

ولا مُسِيمُ اللقاحِ مِنْ عَقَدٍ

يصوغُ جَرْجَارُه وَعنُقَزه

ولا مُعانٍ قحطَ بالحجازِ يرى

أن العُلا قِدُّه وعِلْهِزه

أَكفُ بالشعرِ ينشده

يريدُ إِيضاحَه فَليُلغزه

لو قلتُ عِدْني متى تُصيب لما

أَنجزَ وعدي وكيفَ يُنجزه

مُحنَّكُ الجهلِ بل محكَّكه

قارحُه منذ كان كُرَّزُه

ثم فطيرٌ فليس من أَحدِ

يَعْجِنه آنفاً ويخبزه

ينقُر من خفّةٍ فتحسبُه

في دُبره دودةٌ تُنقِّزه

لو نُودي الرأز في السَّبيلِ إِذاً

حَجَّتْ إليه الأيدي ترئزه

شَثْنُ القفا عَبْلُه مُضَبَّرُه

ممكورُه ضخمُه مُلزَّزه

إن عفَّ عن صفعةِ مُصَافِعُه

كان قَفاه عليهِ يَغْمِزه

عاليهِ خِزيٌ لم يُنضَ مُعلَمُه

منذ علاه ولا مطرَّزه

كالفَلسِ لو رمتَ أن يجوزَ لما

وجدتَ فيه معنىً يُجَوِّزه

أَقلُّ قدراً من الهباءِ فإن

تغمزْه يَسْهُلْ عليك مَغْمَزُه

كم راغَ من روغةِ فأدركَه

حدٌّ كحدِّ المهمازِ يهمزه

تحيُّزَ الكلبِ حين أخسَأه

كأَنَّه نافِعٌ تحيُّزُه

يظنُّ هذا لا ظنَّ أخشنَ ما

عندي وذا خزُّه وَقِرمِزُه

فلِنْ تراهُ مميّزاً كَلمِي

وهل له ما به يًمَيِّزه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الصنوبري

avatar

الصنوبري حساب موثق

العصر العباسي

poet-alsanubri@

693

قصيدة

1

الاقتباسات

121

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي الحلبي الأنطاكي، أبو بكر، المعروف بالصنوبري. شاعر اقتصر أكثر شعره على وصف الرياض والأزهار. وكان ممن يحضر مجالس سيف الدولة. تنقل بين ...

المزيد عن الصنوبري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة