الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » أوجه أميم ذاك شف به الستر

عدد الابيات : 30

طباعة

أَوَجه أميم ذاك شفّ به السترُ

فَأَوضح منه النور أو ذلك البدرُ

نَعَم ذاكَ وجهٌ من أميم لَنا أضا

بِأنوارهِ فاِجتابَ من حذرٍ الفكرُ

فَيا حبّها في عادةٍ لم تزل على

صَحيفة قَلبي من مودّتها سطرُ

تَشوبُ الرضا بالسخطِ وَالسخط بالرضا

فَلا وَصلها وصلٌ ولا هجرها هجرُ

خَلاخلُها تَشكو نعومة ساقِها

كَما يَشتكي مِن ثقل أردافها الخصرُ

فَلَم أدر إِن رمت اِرتشافَ رُضابها

أَذاك بريقُ الثغرِ أَم ذلك الخمرُ

فَفي فَرعها ليلٌ وفي وجهها ضحىً

وَفي كَشرها درٌّ وفي لحظها سحرُ

أَرى العذر إِلى أَن متُّ يوماً بحبّها

وإِن لم أَمُت بالحبِّ منها فما العذرُ

وَبكرٌ منَ الشِعرِ الصريحِ عرية

تَشوق إِلى أَلحاظها الغادة البكرُ

قَصدت بها الزاكي عراراً لأنّه

حقيقٌ بأن يُهدى إِلى وجههِ الشعرُ

مليك لكسبِ الحمدِ والمجد جامعٌ

ولكنّه لَم يَجتمع عنده وفرُ

إِذا ما جرَت أقلامهُ في كتابهِ

تولّد مِنها الكسرُ للناس والجبرُ

تُساعدهُ الأقدارُ فيما يريدهُ

وَتخدمهُ الدُنيا ويعنو له الدهرُ

وَيومَ لوى لمّا قضى اللّه أَنّه

بِملقى أَعاديهِ سَيجري له النصرُ

أَتتهُ بنو الأعجامِ تزحفُ بالضحى

جيوشاً يضيقُ السهلُ عنهنَّ والوعرُ

وَقَد بَرزت من خدرها كلّ غادةٍ

وَعادتها أَلّا يُفارقها الخدرُ

وَصحن العذارى يا أبا الطيب هل ترى

لنا مِن مفرٍّ حيث ضاق بنا الأمرُ

فَكرّ كما اِنقضّ الشهابُ من السما

وَلَم يُثنِهِ عَن ذاك خوفٌ ولا ذعرُ

وَأَيقنَ وقتَ الطعنِ أَن ليس نافعٌ

هنالك إلّا الحزمُ والعزمُ والصبرُ

فَغادَرهم صَرعى إلى أن سنانه

مِنَ الطَعنِ في فرسانهم خانهُ الكسرُ

وَسلّ حسامَ العضبِ حتّى برى بهِ

أَكابرَ قومٍ لا يُبارحها الكسرُ

وَيا عجباً منهُ يكرّ ودرعهُ

مكسّرة فيها المثقّفةُ السمرُ

وَللنبلِ فيه والبنادق موقفٌ

وَقَد أثّرت فيه المهنّدةُ البترُ

فَولّوا ولا كفٌّ يجرّد ضارباً

لَديهم ولا سهمٌ يزعزعه وترُ

وَقَد قتلوا منهم أُلوفاً وما سوى

حواصل طيرِ البرِّ كان لهم قبرُ

وَآتٍ ونصلُ السيفِ يخضب بالدما

كَما خضبت خود المخدرة العطرُ

وَفرّج عَن أصحابهِ كلّ كربةٍ

فكانَ لَهُ في ذلك المجدُ والفخرُ

وَنادَت لهُ الأقوامُ بالشكرِ والثنا

وَلاحت لَهُ العليا وشاع له الذكرُ

أَبا الطيب طابَ الملكُ منكَ وأشرقت

بِطلعتكَ الدنيا وزانَ لك العصرُ

لَقد كانَتِ الناسُ على كلِّ ليلةٍ

مُسرمدةٍ فالآن أنتَ لها الفخرُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة