الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » أبدور تم كالبدور طوالع

عدد الابيات : 44

طباعة

أَبُدورُ تمٍّ كالبدورِ طوالعُ

يَبدو لَنا منهنَّ نورٌ ساطعُ

أَبصرتهنَّ فخلتُ أَقماراً بَدَت

مِن حيثُ شفّت بِالوجوهِ براقعُ

يا حبّهنّ وحبّذا لَكَ موقفاً

ظلنا نشيّعهم بهِ ونوادعُ

إِذ نحنُ في التوديعِ لَم يرقأ لنا

أَبداً منَ الدمعِ الهتونِ مدامعُ

نَشكو جَوى الفُرقا ودود لحاظنا

منهنَّ في روضِ المحاسن راتعُ

وَعُيوننا منّا لهنّ نواظرٌ

وَقُلوبُنا منّا لهنّ نوازعُ

وَتَرى اِختِلاساتِ الوداعِ مغانماً

يومَ الوداعِ لنا وهو مصارعُ

يا أيُّها السِربُ الّذي آرامهُ

أَبداً نُواصلُ في الهوى ونقاطعُ

مَن يَشتري روحي بقبلةِ مبسمٍ

منها فإنّي أَشتري وأُبايعُ

زارَت أميم بعدَ طول فراقِها

وَالركبُ من بينِ الرواحلِ هاجعُ

جاءَت إِليَّ بِوَصلها أحلامها

سحراً وَلَم يشفَع إِلينا شافعُ

تَفترُّ عن درٍّ يقبّل سمطه

عودُ البشامةِ فهو أبيض ناصعُ

وَتَرى العتابَ يحيلُ حمرةَ خدّها

وقتَ التخجّلِ فهوَ أصفر فاقعُ

أَقوَت مَرابِعُها فَما ضحت الحشا

منّي لَها بعد الربوع مرابعُ

وَلَقد وَقفتُ بدارِها من بعد ما

خفَّ الأحبّة والرسوم بلاقعُ

كَيفَ العَزاءُ وكيفَ سلواني وقد

صدعَ الفؤادَ من الكآبة صادعُ

لا تنتثق بِمواهبِ الدنيا وقد

تَقنُط إِذا عرضت إليك فجايعُ

هنَّ الليالي مُعطيات للفتى

مِن حَيث لا يرجو وهنَّ موانعُ

وَالمرءُ يحذرُ مِن حَوادثها وما

حذرُ اِمرئٍ ممّا يُحاذر نافعُ

وَاِعلم بأنّ الدهرَ للإنسانِ لو

طالَت لَهُ مدد السلامة خادعُ

في كلِّ مرصادٍ تروع المرء من

ريب الزمانِ زواجرٌ وروادعُ

جرّبُت دَهري واِعتبرتُ أُمورهُ

فَرضيتُ قَسراً بالّذي هو صانعُ

وَأَرتني منه التجارب كلّما

هو في القَضا خاف وما هو شائعُ

وَسَمعت من زجرِ الزمانِ ونهيه

ما كانَ لَم يسمعهُ قبلي سامعُ

حتّى أكادُ لِما قَضى أدري بما

هوَ قبل أَن يبدو الحقيقة واقعُ

وَالناسُ ذلكَ مطمئنٌّ بالّذي

يحصي به فرحٌ وذلك جازعُ

لِلخيرِ في الدنيا توابعُ مثل ما

للشرِّ فيها للمُصابِ توابعُ

ما لي وَللأملاكِ ليس بواصلٍ

بِمدائِحي من المواصل قاطعُ

كَم خاطب لبناتِ فِكري لم يزل

أَبداً يُطالِبُني بها ويطالعُ

وَأَرى الصنائعَ مِن مَديحي لم يكن

عوضاً لهنّ منَ النوال صنائعُ

هاذيكَ تُبليها الدهورُ وهذه

لَم تُبلها للحادثات قوارعُ

وَإِذا الصنائع في الورى كَسدت فلم

يَكسُد لِمَدحي في الكرامِ بضائعُ

هَل يَستوي نَظم اِمرئٍ متكلِّفٍ

وَقريضُ مَن هو في البديهة كارعُ

فَمِن النجومِ زواهرٌ وغوامضٌ

وَمِنَ القريضِ جواهرٌ وترايعُ

وَإِلى المليكِ إِلى المعالي أرقلت

بي في القفارِ سواجدٌ ورواكعُ

ملكٌ يجلّ بأن يدنَّس عرضهُ

طمعٌ إِذا دنس الملوك مطامعُ

يَسعى إِلى كسبِ الفضولِ وإنّه

ليحثّ في إِدراكها ويسارعُ

يَكفي صناديدَ الوقائعِ حاسراً

مِن درعهِ وكأنّما هو دارعُ

فهوَ الأماني وَالمَنايا مِثلَما

في الصلِّ ترياقٌ وسمٌّ ناقعُ

أَضحى وإِخوته مجداً للثنا

إنّ الأكارمَ للثناء مواضعُ

هُم ستّةٌ لهم السلامة سابعٌ

وَالمجدُ ثامن والمفاخر تاسعُ

وَكأنّهم وسطَ الدسوتِ كواكبٌ

زهرٌ تلألئه الجلال لوامعُ

يا زهرةَ الأيّام والملك الّذي

شَرَعت لهُ في المكرُمات سرائعُ

بكَ ثبّت اللّه الممالكَ مثلما

قَد ثبّتت في الراحتين الأصابعُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة