الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » يا برق حي الأبرقين فثهمدا

عدد الابيات : 38

طباعة

يا برق حيِّ الأبرقين فَثَهمدا

اِسقِ الغميم غمام قطرِك مرعدا

وَاِنضح بما في شؤنكَ اللّاتي هَمت

عَبراتُها تلك الطلول الهمّدا

وَاِكسُ الرسومَ منَ المعاهدِ حلّةً

خَضراء تُبدي لُؤلؤاً وزَبَرجدا

حتّى يعودَ الروضُ أخضرَ ضاحكاً

نوّاره في حسنهِ رطب الندا

ما بينَ أصفر يانعٍ في أحمرٍ

قانٍ وأبيض ناصعٍ في أسودا

فَترى كمائمها تضاحك فضَّةً

هَذا لدى هذا وهذي عَسجَدا

وَسَرى النسيمُ بها ففضَّ لَطائماً

مِن مِسكها بينَ الرياضِ وبدّدا

وَغَدا يُصافح مِن غصونِ بشامها

فَنناً ورنّح بانها المتأوّدا

دمنٌ مَعاهدُها على عهدي بها

مِن بعدِ رحلة أَهلها لن تعهدا

يا صاحِ عُج للحيِّ واِذكُرني وقل

لِسعادَ ماذا صدّها أن تسعدا

إِنّي عَلى عهدي ولستُ بسامعٍ

مَن لام فيها ما حييتُ وفنَّدا

وَأَنا الفداءُ أنا الفداءُ لها ولا

منّي كثيرٌ أَن أكونَ لها الفدا

ما لو تُبايعني بروحي قبلةً

مِن ثَغرها أَمضي بها متبرّدا

جسمٌ أرقُّ منَ النسيمِ إِذا سرى

سحراً وقلبٌ فيه يحكي الجلمدا

وَإِذا تثنّت في الخطا وتخطّرت

في بردِها حكت القضيبَ الأملدا

يا بضّة الجسمِ اِسمحي بفكاكِ من

في أسرِ حبّك لَا يزال مصفّدا

ما لو مننتِ عليّ منك برشفةٍ

كانَت ألذّ منَ الزلالِ وأبردا

في كلِّ يومٍ موعدٌ لي منك يا

هذي وَما أصدقت عِندي مَوعدا

وَلَقد سلكتُ هواكِ حتّى أنّني

أَصبحت فيه أرى الضلالَ هو الهدى

وَاِستَعذبت نَفسي عذابك في الهوى

فَرضيتُه لي مُصلحاً أو مفسدا

كلّي بكلّي مُستهامٌ لَم أقل

في ذاك منّي ما خلا وما عدا

ما لي وللدهرِ الخؤونِ كأنّني

كُنت المعادَ لحربهِ والمُبتدا

ما خلتهُ بعد الحروبِ مسالماً

إلّا وعادَ إِلى الحروبِ وسدّدا

حتّى قصدتُ إِلى أبي الطيبِ الّذي

بِالجاهِ للجادي يجودُ وبالجدا

فَأَجارني من ريبِ دهرٍ حرّه

قَد كانَ في أوجع حرّ المدا

وَحظيتُ منه بوصلِ عيشٍ ناعمٍ

مِن بعدِ عيشٍ في المعيشةِ أنكدا

الأمجدُ القرم الّذي ورثَ العلا

عَن كلِّ أشوس لوذعيّ أمجدا

مَلكٌ تفرّد في المكارمِ مثل ما

قَد كانَ والدهُ بها متفرّدا

وَجرى فعقّب في ميادين العلا

عَمرو بن هند وشاؤه والأسعدا

وَبنى وشيّد بيت مجدٍ قَد سما

حتّى اِنتهى السبع الطباق مُشيّدا

لَم يَرتكب في نهجِ مذهبهِ إلى

سُبلِ العُلا إلّا الطريقَ الأرشدا

لولا إِقامةُ عدلهِ في أرضهِ

لَغَدت بِساكنها رماداً أرمدا

يا مَن تكوّن سيفه ويمينه

ناراً مؤجّجة وبحراً مُزبدا

إنّي لمجدك قد زَفَفت خرايداً

تُشجي معانيها الحسانَ الخرّدا

وَشهدنَ لي بالودِّ فيك وَهل ترى

برّا سواها شاهداً كي يَشهدا

أَنت الوحيدُ وحيدُ عصرك لم تزل

في كلِّ مرتبةٍ بمجدكَ أوحدا

وَلَقد رقيتَ السبعَ في رتبِ العلا

فَاِربع أبيتَ اللّعنَ قَد حُزتَ المدا

حتّى تكادُ الشهبُ مِن أَفلاكِها

تَهوي إِلى تقبيلِ نعلكَ سُجّدا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة