الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » بريق بأعلى الأبرقين تألقا

عدد الابيات : 39

طباعة

بَريقٌ بِأعلى الأبرقينِ تألّقا

فَهاجَ الجَوى بالقلب منّي وأغلقا

أضاءَ لنا وهنا فَأسعرَ ومضهُ

ضرامَ جوىً بين الأضالعِ مُحرقا

فآهاً لهُ من ضاحك متبسّمٍ

أطارَ الكرى من جفِن عيني وأرّقا

يجدّد لي شوقاً قديماً وهكذا ال

مَسوقُ إِذا شامَ البروق تشوّقا

أراني وأَسما كلّما اِزددتُ لوعةً

تقطّع منّي وصلها وتمزّقا

دَعاني إِلَيها حُسنُها وجمالُها

فَكنتُ مجيباً بِالمسامعِ مُطرقا

أَبا القلب لمّا عجته لِودادها

إلى الصبرِ إِلّا أَن يودّ ويعشقا

تَعلّقها حبّاً وشوقاً ولَم يزل

معَ الوصلِ والفرقا بها مُتعلّقا

فَما غرّبت إلّا وغرّبَ عندها

وَلا شرّقت إلّا وكانَ المشرِّقا

منَ البيضِ ما لاثت بفضلِ إزارها

على ردفها المركوم إلّا تَفتّقا

تحكّم في خلخالها كعبُ ساقِها

وَجادَت بِها تحتَ الإزارِ المنطّقا

دجىً مدلهمٌّ تحتهُ البدرُ بازغٌ

عَلى غصنِ بانٍ فوقَ دعصٍ من النقا

حَكى ريقها في الطعمِ ماء غمامةٍ

يُمازجُ كافوراً وخمراً مُعتّقا

وَأورق تَشدو غدوةً وَمَدامعي

تَظلّ منَ الأطلال يوماً وأورقا

تَنوحُ ومرّ الريح يَجري فكلّما

تَعلّا بهِ الغصنُ القويم تخفّقا

بَكى فَأسال الدمعَ مِن مَدمعي فما

كَففت مسيلَ الدمعِ إلّا تدفّقا

أَرى غيمَ آمالي دنَت وتَرَاكمت

أراعيله واِنفضّ عنّي وما سقى

فَكم عارضٍ مِن غيثهِ أنت خائب

وَإِن شمته لي مرعد المزنِ مُبرقا

فَما رمت يوماً فتحَ باب مطالبٍ

وَعالجته للفتحِ إلّا تغلّقا

ندمتُ عَلى الغيّ الّذي في اِرتكابهِ

وصبّحته قد كنت للعمرِ مُنفقا

وأصبحتُ مذ ولّى الشبابُ وشرخه

لبكر الملاهي واِتّصالي مُطلّقا

حَباني بما أمّلته من رغائبٍ

وَأسمن آمالي إِليهِ وأصدقا

وَلولا الفَتى الزاكي فلاح لما غَدا

وَلا راح يوسي شمله متفرّقا

وَأَعلى محلّي في الأنامِ ورَاشَني

بِنائلهِ مِن بعد ما كنت كاللّقا

فَذاك الّذي دون البريّة أَلتجي

إليهِ إِذا فحلُ النوائبِ شقشقا

مليكٌ بحكمِ العدلِ منه على الورى

تُدارُ بكفّيه السعادة والشقا

فَما حلّ مِن رتبِ المراتبِ رتبةً

وَأَشهر مِن شمسِ النهارِ وأشرقا

وَلا رامَ مِن صعبِ المطالبِ مطلباً

وَحاوله إلّا وكانَ الموفّقا

يدينُ له عمرو بن هند وتبّع

وَقَيصر في العليا وكسرى بن أرتقا

تراهُ من المرّيخ أرفع رتبةً

وَأشهرُ مِن شمسِ النهار وأشرقا

كفيلٌ برزقِ اللَّه مِن بيتِ مالهِ

ليسألهُ من جاءهُ مترزّقا

حسامٌ سداد الحادثاتِ ذبابهُ

أقامَ لهُ التهذيب حدّاً وَأطلقا

إِذا ما القضا أرمى بهِ في ملمّةٍ

سَطا في صدورِ المُشكلاتِ وأطبقا

فَلا تحكين يوماً إِليه اِمرءاً وهل

مسفٌّ يُباري في العلوِّ المحلّقا

أأشرف مَن فاهت بهِ السنّ ومن

بهِ قطّعت قبل المرافقِ سملقا

أمنّا بكَ الأيّام حتّى كأنّنا

أَخذنا منَ الأيّام عهداً وموثقا

وَإنّي لأثني حيثُ سارَت ركائبي

عليك وإن لامَ الحسودُ ولقلقا

وَأشكرُ نُعماك الّتي كادَ حاسدي

على نيلها بالريقِ أن يتشرّقا

وَدُم دام ما ملّكته من ممالكٍ

وَدامت لك الدُنيا ودامَ لكَ البقا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة