الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » هبت تغرد من فوق الأماليد

عدد الابيات : 31

طباعة

هَبَّت تغرِّد من فوقِ الأماليدِ

تُواصل السَّجع تغريداً بتغريدِ

مَخضوبةَ الكفِّ لم تنفكّ نائحةً

تُردّد الصوت منها أَيَّ تَرديدِ

فَأسعَرت نار لوعتها فَبِتُّ لها

مُسهَّد الطرفِ مكحولاً بتسهيدِ

حتّى تَوهّمت أنَّ النار نار أولي ال

أخدود لو بعدهم أصحابُ أخدودِ

يا حادِيَ العيسِ رفقاً إنّها إبلٌ

في الوجدِ رافقة بالخرَّدِ الغيدِ

وَيا لَيلتانا اللاتي سررتُ بها

عودي بما كان من لذَّاتها عودي

أيّام يَجمعنا الحانوت مَشربُنا

ماءُ الغمام وأَدماءُ العناقيدِ

وَالشملُ مجتمعٌ والدهرُ يُسعدنا

مِنهُ وَيَمنحُنا صدقَ المياعيدِ

يَهُزّنا بينَ أقمارِ الدُّجى طرباً

مِن نغمةِ اللَّحن أو من رنَّة العودِ

مِن كُلِّ واضحةِ الخدَّين بهكنة

تشابه الظَّبيَ بِالألحاظِ والجيدِ

وَقد تَغنّى مُغنينا بمدحِ سلي

مانَ المتوَّج ربّ الناس والجودِ

مُمجَّد شادَ بيتاً لا يزال مدى ال

أيّامِ مُحتذياً منه بتشييدِ

يا أيّها الأصيدُ القرم الهمامُ وَمَن

تَأرَّث المجدَ عن آبائه الصيدِ

خُذ من هباء اللَّيالي ما اِصطفيت وقد

أَلقت لكَ اليوم أطواقُ المقاليدِ

بيتٌ يُشاد بكسبِ الحمدِ سامكه

وبالثَّنا لا بآجُرٍّ وجلمودِ

وَاِنعَم بِذا العُرس إنّ العُرس من نعم الد

دُنيا فَخُذ مِنه حظّاً غيرَ محدودِ

وَاِنظر إِلى ربَّة الخلخال نظرةَ ذي

ودٍّ إليها كئيب القلبِ معمودِ

فَإنّها كفؤٌ أَضحت لوجهك يا

من خصَّه اللَه في الدُنيا بتمجيدِ

جاءتكَ مِن دوحةٍ طابت منابتُها

ما بِين عرقٍ وأثمارٍ وأملودِ

جاءَت فكانَت على الإقبالِ قادمةً

بطالعٍ مقبلٍ بالسَّعد مسعودِ

حتّى اِستقرّ بها هذا المقامُ لدى

متوَّجٍ ماجدِ الإِحسان مصمودِ

لمّا رأتكَ على الكرسيِّ مقتعداً

في مَشهدٍ بتخوتِ الملكِ مشهودِ

وَأنت مقتبل غضُّ الشباب ترى

مِنك الذوائبَ تهفو كالعناقيدِ

وَفي يمينك عقد الملك منعقدٌ

بِقدرةِ اللَه خلقاً غير معقودِ

قالَت أهذا سليمان سليلُ أبي ال

منصورِ أم ذا سليمان بن داودِ

وَأكبَرَتك وَقالت حاش ذلك ما

ذا كان من بشرٍ في الخَلقِ معدودِ

وَأَقسمت مِن غير شكٍّ أنّ ذا ملك

يَسعى بنصرٍ من الباري وتأييدِ

وَاِنظر إِليها بطرفٍ ليس ناظرهُ

بِزاهدٍ لا ولا فيها بمزهودِ

وَاِنعَم بِها وَبما أُوتيت من شرفٍ

وَمِن جلالٍ وتوفيقٍ وتمهيدِ

أَنتَ الوحيدُ وحيدُ العصرِ ما لك من

شكل وشكلُكَ فينا غير موجودِ

ما كلُّ سيفٍ صقيلٍ ذو الفقارِ ولا

في فضلها نارُ موسى نار نمرودِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة