الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » قفا واِسألا عن دار سعدى وعن سعدى

عدد الابيات : 43

طباعة

قِفا واِسألا عن دارِ سعدى وعن سعدى

وَعن أعصرٍ كانت لسعدى لنا سعدا

قفا في معانيها الخوالي لعلّنا

نجدّد مِن تذكار أيّامها عهدا

وَمن لي بقلبٍ في الهوى صارَ عندها

رهيناً مدى أيّامه قطّ ما يُفدا

وَالبهكناتُ الخرّدُ البيضُ زيّنت

مَحسانها الخلخال والطوق والعقدا

تشابه ظبي الريم جيداً ومقلةً

وتخجلُ عود البانِ في لينه قدّا

حَكى اللؤلؤ المنظوم لؤلؤ ثغرها

وشابه حُقُّ العاجِ من صدرها النهدا

برهرهة لم يدرِ راشفُ ريقها

أَكانَ رضاباً ما ترشّف أم شهدا

شَكا ساقها خلخالها مثل ما شكت

أَساورها من حيث غطّت به الزندا

أراني أراني كلّما ذُكرَ اِسمها

صعّدت أَنفاساً وهِمت بها وجدا

وَما خَطرت منها على القلبِ خطرةٌ

هنالكَ إلّا ذابَ للوجدِ واِتّقدا

برى حبّها قلبي ولم يُبقِ حبّها

منَ الجسمِ إِلّا العظم في الجسم والجلدا

وَيوم اِلتقينا للوداعِ وقد غدت

غداة النوى أظعانها للنوى تُحدا

ظَللنا وقوفاً للوداعِ وبيننا

سرائرُ تخفى في القلوب ولا تُبدا

نُحاول توديعاً ونخشى مراقباً

كظامٍ يرى نهلاً ولم يستطع وِردا

ترانا صموتاً والنواظر بيننا

تشاكا غراماً لا نُطيق له جحدا

أَلا يا أولي الألبابِ هل رقّة إِلى

وحيدٍ خطوب الدهر أَضحت له وفدا

تغشّمني ريب الزمان وحكّني

فهذّبني حكّاً وأَخلصني نقدا

وفرّق ما بيني وبين أحبّتي

فَبُعداً لما قد جاء من حكمه بُعدا

فيا ليتَ شعري إِذ رماني بصرفهِ

أَكان خطا منه ذلك أم عَمدا

وإنّي وإِن أُعدمت يسراً وثروةً

لرادع نفسي عن مَطامِعها زُهدا

فَلا تحقرن يوماً فتىً أنت جاهلٌ

بهِ واِمتحن بالضدّ في طبعه الضدّا

وَسل عن خلاقِ المرء لا عَن لباسهِ

إِذا جاءَ نصلُ السيف لا تنظر الغِمدا

فَكم مسح صوفٍ كان للّيثِ ملبساً

وَكَم خلعةٍ رقراقةٍ لبّست قردا

وَأرضٌ قطعنا عرضها برواكعٍ

نجوبُ فلاها بالمراحِ وبالمَغدا

إِذا اِشتاقتِ الأوطانُ واِشتدّ وجدُها

رأت بارقاً أَهدى لأكبادِها بردا

وَشامت من الملكِ الهمام مخايلاً

منَ الجودِ لم يخلبنَ برقاً ولا رعدا

مخايل جودٍ من فلاح تفرّقت

شآبيبها من كلّ ناحيةٍ رفدا

فتىً أكذب الإيعاد منه تكرّما

ولكنّه في وعده أصدق الوعدا

أَحاط أقاليم البلادِ جميعها

بأقلامهِ حتّى تملّكها رفدا

وَهامَ بأبكارِ المكارمِ والعلا

وَلم يهو هنداً والرباب ولا دعدا

وَكَم من سبيل المجدِ والحمدِ والثنا

أَفاد وَكم أعطى جزيلاً وكم أسدى

وَلو أنّ صرفَ الدهرِ في حدثانهِ

تَصوّرَ إنساناً لكان له عبدا

وتهنى أبيتَ اللعنَ بالدولةِ الّتي

بَلَغت بِها أعلى نجوم السما مجدا

بَعثت إِلى أَعداكَ كلّ عرمرمٍ

بهِ الجرد تَحدو تحت رايته الجردا

فلمّا اِستحقّوا إِنّما الأمرُ معظلٌ

عليهم وطودُ العزمِ منهم قد اِنهدّا

أَتوا يَطلبون العفوَ منك وَأَيقنوا

بأنّهم ضلّوا وما سلكوا الرشدا

أَتَوك يقودونَ الرِقاب جميعهم

عشيّة إذ من ذاك لم يجدوا بُدّا

وجاؤوا وبحرُ الموتِ يُزبدُ حولهم

إِليك يخوضونَ العساكرَ والجندا

لدى مجلسٍ فيه الملوكُ مطيعةٌ

لأمرِك حيثُ الضأن لا ترهب الأسدا

فَما أَبصروا إلّا الجلالةَ أَشرقت

عَليك وإلّا البيض والبيض والملدا

فكنتَ لما نالوا من الذنبِ غافراً

فقلّدتهم ممّا كسبت به حمدا

وَكنتَ مَحوت الحقدَ إذ كنتَ قادراً

عَليهم وخيرُ الناس مَن قد محا الحقدا

وَكنتَ بأنواعِ السرور مظفّراً

منَ الفخرِ والإجلالِ مُكتسباً بردا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة