الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » ألا هل شجاك الأورق المتغرد

عدد الابيات : 39

طباعة

ألَا هل شجاكَ الأورقُ المتغرِّدُ

غَداة خَلا من نازلِ الحيِّ ثهمدُ

وَهَل بَعد ما بانَت أُميمُ وودَّعت

شَجاك لَها رسمٌ دريسٌ ومعهدُ

تَثنّت بِريعانِ الصِبا وتأوّدت

كَما ماسَ غصنُ البانةِ المتأوّدُ

يَطيش بها الريعانُ عندَ نهوضِها

وَتُثقلها أَردافها حينَ تقعدُ

وللّه منّا وقفة حينَ ودّعت

وَداعاً يضلّ المستهامَ ويرشدُ

ظللتُ أُديرُ اللحظَ يوماً وفي الحشا

منَ الوجدِ جمرٌ مسعر يتوقَّدُ

وَقد لاحَ لي منها بنانٌ ومعصمٌ

وكشرٌ يمانيٌّ وخدٌّ مورّدُ

وَقَفنا على أَقدامنا وزفيرُنا

منَ الوجدِ في أنفاسِنا يَتصعّدُ

صموت ولا نطق سوى فيضِ أدمعٍ

يعبِّرُ عنّا بالغرام ويشهدُ

أَلا فاِزرعِ المعروفَ كي تحصد الثَنا

فَزراعهُ يَجني الثمارَ ويحصدُ

وَكُن صابراً للأقربينَ وغيرهم

فكلُّ أَخى صبرٍ على الصبر يحمدُ

وَلا تَبتئس إِن عشتَ فيهم مُحسّداً

فَذو الفضلِ مِن بين الآنام محسّدُ

وَخُذ حيث إنّ اليسرَ عندكَ نازلٌ

وَفضلكَ مأمولٌ ودهركَ مسعدُ

عَرفتُ الليالي مثل ما هيَ أَيقَنت

بِأنّيَ في علمي لها مُتفرّدُ

وَمارستُها حتّى اِنثَنت وتمايَلَت

مُمارستي منها نحوسٌ وأسعدُ

فَكَم قد صَحبتُ الدهرَ والدهرُ مقبلٌ

لَنا وهوَ في شرخِ الشبيبةِ أغيدُ

وَصاحبته من بعدِ ذا وهو شائخٌ

وَناظره عَن منهجِ الحقِّ أرمدُ

وَما أَنا راضٍ عن زمانٍ ملوكهُ

أكفّهم في موجبِ الجود جلمدُ

تراهم لقلّ الفهمِ يَشتهروا السُهى

لَديهم وَيستخفوا سماك وغرقدُ

وَأَخسرُ خلقِ اللّهِ مَن كان كاذباً

يَبوحُ بسرٍّ لا يبوحُ بما يسدُ

وَأَخسرُ خلقِ اللّه مَن نالَ ثروةً

وَيُسراً وَلَم يَبسط له عندها يدُ

إِليكَ سليمان عتاباً مصرّحاً

يجدّد لي منك الرضا ويؤكّدُ

لَقد طالَ حَبسي وَاِنتِظاري وما قضى

لِجودك لي عَن مترفِ المزنِ مرعدُ

مَضت لي وقَد ولَّت ثلاثةُ أشهرٍ

وَلم يُقضَ لي يا سيّدي منك موعدُ

فَلَم أَدرِ ذا مطلٌ لِتُبعدني بهِ

فَمثلكَ مَن في الناس يُدني ويبعدُ

وَإِن كانَ هذا المطلُ عقباهُ نائلٌ

فَبِئسَ نيلٌ طالَ فيه التلدُّدُ

فَإن كانَ ذا مطل لِتُبعدني بهِ

فَمثلك مَن في الناس يُدني ويبعدُ

أَلَم ترَ أنّ الدهرَ يصرف نابه

عليَّ وسيفُ الحادثاتِ مجرّدُ

أَترضى بأن أمضي إِلى الشام أو إِلى

خُراسانَ في نيلِ الغنى أتردّدُ

وَإِنّي لَكم يا آل نبهان شاعرٌ

مَدائحهُ فيكم تغورُ وتنجدُ

فَوا أسفاً وا لهفَ قلبي وصفقتي

عَلى زمنٍ ماضٍ ولي فيه موردُ

زمانٌ بهِ الأملاكُ تطلبُ ما أنا

أقرّضه في مُحكماتي وأنشدُ

أَبوكَ حَباني بِالمواهبِ مثل ما

نَظمتُ له المدحَ الّذي ليس ينفدُ

وَأعمامهُ راشوا جَناحي بسيبهم

فَمَدحي لَهم في الدهرِ باقٍ مخلَّدُ

فَما كنتُ أَدري أنّ ذا الدهر بعدَهم

يكدِّرُ عَيشي صرفه وينكِّدُ

وَما كنتُ أَدري أَن أرى البعدَ بعدهم

يكدِّر صفوَ العيش فيه وينكدُ

وَلَستُ على الأملاكِ بالشعرِ واغلٌ

وَإِن عظموا أو عزّ غيض ومحتدُ

وَما كنتُ أَدري أَن أخيَّب أو أرى

بَضائعَ شعري عند مثلِك تكسدُ

سَيحظى بِشعري كلُّ حرٍّ مهذَّب

وَيُحرمُهُ في الناس لحزٌ ملدّدُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة