الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » حليف غرام عز منه اصطباره

عدد الابيات : 33

طباعة

حَليفُ غرامٍ عزَّ منه اِصطبارهُ

غَداةَ تولّت هندُهُ ونوارهُ

تَذكّر ودّاً للأحبّةِ واثقاً

منَ البهكناتِ الناعمات جوارهُ

تذكّر عهداً للأحبّةِ ماضياً

فَهاجَ لَهُ وهج الغرامِ اِدّكارهُ

وَلمّا أرادَ الصبرَ أسبل جفنه

بدمعٍ تمادى جريهُ واِنهمارهُ

إِذا فاضَ مِن مزنِ المدامعِ ماؤه

تَلظّت له بينَ الأضالع نارهُ

وَأَغيد ما اِستدنيتهُ ودعوتهُ

إِلى صِلتي إِلّا وشطّ مزارهُ

تقضّي عزاء في هواها وما اِنقضى

لِطولِ الليالي هجرهُ واِزورارهُ

حبيبٌ تَرى في وجههِ الورد رائقاً

يُضاحكه في خدّهِ جلّنارهُ

تلوحُ كمثلِ الشمس خلفَ غمامةٍ

إِذا لاثَ مَسدولاً عليه خمارهُ

وَتسحرُ لبّات القلوب بناظرٍ

جَرى السحر منه حسنه واِحورارهُ

يظلّ اِحمرارُ الخدّ عند عتابهِ

يُطاردهُ توريدهُ واِصفرارهُ

خَلاخلهُ غصّت بفاعمِ ساقهِ

وَضاقَ بِما تحتَ الإزار إزارهُ

شَكا ضَمأً منه الوشاح كما شكا

بهِ شبعاً خلخالهُ وسوارهُ

كأنَّ ثناياهُ إقاحة روضةٍ

سَقاها الحيا مدراره وقطارهُ

تَشابه درّ الثغرِ منه ودرّهُ

وَريقته في رشفها وعقارهُ

توقّ عدوّاً كنت أضعفته ولا

يغرّك منه ضعفه واِحتقارهُ

فإنّ ضرامَ النارِ يخرج سقطه

إِلى الزند منه مرخه وغفارهُ

وبلقيس لم يوشِ بها غير هدهدٍ

وسدّ سبا في أسّهِ عاث فارهُ

وربّ حسامٍ لا يسرّك منظراً

وَيرضيكَ فعلاً في الجسوم عرارهُ

إِذا بَلَغ الراقي إِلى رأس ما اِرتقى

تأمّل قريباً أن يكونَ اِنحدارهُ

أَلا كلّ جارٍ سوفَ تلقى مفاجئاً

كَما قَد تلقّى من حادثِ الدهر جارهُ

هو القدرُ الجاري على الخلقِ كائن

وَلا ينفع الإنسان منه فرارهُ

وَأَعيس مثل الحرف من نسل شدكمٍ

طَوَت نحصه عيطانه وقفارهُ

يظلُّ يجوبُ المجهلات بحاذقٍ

إِذا ما شاء لا يعتريه عثارهُ

تَيمّمه من جود كهلان كعبهُ

يكونُ إِليها حجّه واِعتمارهُ

مَليكٌ يُضاهي الشمس في درجاتها

وَفي نورها إجلالُه وفخارهُ

وَيعلو عَلى أَفلاكها ومدارها

لَدى جريها أفلاكه ومدارهُ

فتىً قطُّ لَم تهزل رجاءُ وفودهِ

وَلَم يرني إلّا يتيماً جوارهُ

رَقى مَنزلاً في سمكهِ متقاعساً

يَسوقُ عَلى نجمِ السماك منارهُ

وَلو أنّ فوقَ السبع للإنسِ مسكناً

لَنافت إِلى أعلى السموات دارهُ

أساحب ذيلَ الفخرِ في فخرهِ ومن

أَحاطَ البرايا عفوُهُ واِقتدارهُ

وَمَن لَم يَزل في كلّ نهج وقبلةٍ

بتاج أياديه ويحمي ذمارهُ

إِليكَ تَمطَّيت الرَّجاء ولم يكن

لغيرك في تهجيره وابتكارهُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة