الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » أسياف نار غرامه تتسعر

عدد الابيات : 37

طباعة

أَسيافُ نارِ غرامهِ تَتسعّرُ

وَشؤونهُ بدموعه تتفجّرُ

وَرَد الهوى ظمأً فَلَم يَروى بهِ

فَتراهُ عَن حوضِ الهوى لا يصدرُ

وَالصحبُ بينَ ملوّمٍ ومعذّرٍ

هَذا يلومه وهذا يعذرُ

يا مُخبري هل غيّرت طللُ النوى

عَن عهدهِ تبكاره والصرصرُ

وَهل العذيبُ عَفت معالمهُ وهل

أَقوى وأَقفر حاجر ومحجّرُ

دمنٌ لَها بينَ الأضالع في الحشا

دمنٌ مدى أيّامها لا تقفرُ

كَم قَد سحبتُ بِها ذيولَ شَبيبتي

وَرَنا إليَّ بِها الغزال الأحورُ

أيّام غُصني في الشبيبةِ مورقٌ

غضٌّ وروضُ اللهوِ أخضر مثمرُ

وَنهارُ عَيشي أَصحويٌّ مشمسٌ

باهٍ وليلُ الحظِّ أبيضُ مقمرُ

وَرياحُ مَن أهواهُ تجري سجسجاً

نَحوي وعارضهُ ملثٌّ ممطرُ

ما لي وما لأميم أطلبُ وَصلها

أَبداً وَعَن وصلي تصدّ وتهجرُ

أَهوى وَتَلقاني على حكمِ الهوى

وَتنامُ هاجعةَ العيونِ وأسهرُ

إِن غيّرت لي عندها عهداً فما

عهدٌ يضيعُ لها ولا يتغيّرُ

فَمَتى أفوزُ بقبلةٍ مِن ثغرِها

وَمَتى وما حاولت منها أظفرُ

كَتَبت كتابات الهوى والحبّ في

قَلبي ففيهِ من هواها أسطرُ

تُبدي ضياءَ الصبحِ قبل طلوعهِ

بِمحاسنٍ منها تضيئُ وتسفرُ

غيداء مايسة القوام شبيهةٌ

بِالخَيزرانِ إذا تثنّت تخطرُ

فَالساقُ قَد غصّت خلاخله بهِ

وَالردفُ مِنها ضاقَ عنه المئزرُ

أَلقى الحياءُ بِوجهها صبغاً فها

هو رائقُ الصفتين أصفر أحمرُ

كادَت تذوبُ لحرّ أنفاسي وفي

وَجناتها نَظري يكادُ يؤثرُ

وَتنوفة فيها المطيُّ تكلُّ وال

حبريتُ في حافاتها يتحيّرُ

كلّفتها حرفاً تروح وتارةً

تَسري وتَغدو تارة وتهجِّرُ

في فتيةٍ شعثِ الوجوهِ منَ السرى

في السيرِ أجلدُ ما يكون وأصبرُ

تَطوي بِهم عرضَ العجاجِ رواحلٌ

خوص العيونِ منَ التعجّرِ ضمّرُ

تَسري وقبلتُها وقبلة من على

أَكنافها الملك المتوّج حميرُ

هو أَمجدُ الأملاكِ إِن ذُكروا بما

فَعلوا منَ الأفعال وهو الأفخرُ

لا ربّ غمدان يُطاوله ولا

هرمٌ ولا نعمانهُ والمنذرُ

أسدٌ مِنَ الآسادِ إلّا أنّه

يَعفو إِذا ظَفرت يداهُ ويظفرُ

يَلقى الفوارسَ حاسراً ما ستره

إلّا العواسلَ والعجاج الأكدرُ

وَيُجيرُ مِن صرفِ الزمانِ إِذا سطا

أَبداً ويكسرُ في الأنام ويجبرُ

ما في مَيادين العلا مُتقدِّمٌ

يوماً يُحاربهُ ولا متأخّرُ

أَعلا وأَرفعُ رتبةً من تبّعٍ

وَأعزُّ نفساً من عصام وأشهرُ

يا مَن له الشرفُ الرفيعُ ومن له

أَضحى مناراً في الفخارِ ومنبرُ

لكَ سيرةٌ لم نظر أملاك الورى

إلّا وأنتَ بها أجلّ وأكبرُ

لم يَسعَ سعيكَ في العلا كِسرى ولا

دارا ولا الملكُ المتوّجُ قيصرُ

كَم نعمة لكَ صافَحت صفحاتها

أَملي وكَم لكَ نعمة لا تكفرُ

وَلَسوفِ أنظمُ فيكَ مدحاً رائقاً

مِن دونِ جوهره النفيس الجوهرُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة