الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » هل ذاك بدر لاح تحت غمام

عدد الابيات : 48

طباعة

هَل ذاكَ بدرٌ لاحَ تحتَ غمامِ

أَم ذاكَ وجه أميم تحت لثامِ

بَل ذاكَ وجهُ أميم لاحَ فخلتهُ

مِن تحتِ برقعها كبدر تمامِ

آهاً لها مِن غادةٍ ما إن رنت

إلّا رَمَت أكبادنا بسهامِ

كَم أَنهلَتني مِن مودّتها وكم

مِنها أعلّتني بكأسِ غرامِ

وَلَقد أغارُ على مَراشِفها إذا

أَجرت على الرشفاتِ خوط بشامِ

وَكأنّما في الطعمِ ريقةُ ثغرها

ماءُ الغمامِ مصفّقاً بمدامِ

ماسَت فأخجلت القضي

ب البان في خطراته بقوام

يا حبّها يومَ الوداعِ وحبّذا

عهداً عَهِدناه أجلّ مقامِ

ظَلنا وقوفاً نَشتكي ألمَ الجوى

في حالَ وقفتنا على الأقدامِ

نَشكو جوى الفُرقا ولم يك بيننا

إلّا اِنسكابُ الدمعِ نطق كلامِ

وَالدمعُ بلَّ الخدّ منها مثل ما

قَد بلّ زهرَ الورد طشُّ رهامِ

لمّا رَأتني قَد عزمتُ على النوى

وَشَددت رحلَ مطيّتي بخزامِ

وَاِستيقنت منّي الرحيلَ غديّةً

مِن بعدِ ما ودّعتها بسلامِ

قالَت وقَد أزفَ الرحيلُ إِلى مَتى

تعتادُ قطعَ دكادكٍ وموامِ

وَإِلى مَتى الغيبات عن وطنٍ وعن

أَهلٍ إليكَ بهم غليل موامُ

أَو ما تَرى الدُنيا وماضي عيشها

إلّا كَأضغاثٍ من الأحلامِ

فَأجبتها والبينُ يوجب بيننا

ما كانَ مِن شرعٍ ومن أحكامِ

لا تكرهي لي غيبةً أَقضي بها

منّي المآربَ قبل وقت حمامِ

وَاِستعصمي صبراً ولا تتألّمي

منّي الوصال لربّما أحكامِ

واِستَعصمي صبراً ولا تتألّمي

إنّ الجَوى ضربٌ من الآلامِ

لابدّ لي مِن أن أكونَ مصابراً

دهري وَما لاقيت من آلامِ

لابدّ لي مِن أَن أفوّض حكمة

تزري بما واشا أبو تمّامِ

وأقلّد الأملاكَ منّي حليةً

مطبوعةً بجواهرِ الأفهامِ

قالت فإن يكُ لَم يكن بدٌّ فلا

يغرركَ من تمّوز شيم جهامِ

وَاِستغنِ عن سِمنٍ تراه وأنّه

في كونهِ ورمٌ من الأورامِ

وَاِقصد إِلى الزاكي فلاح فإنّه

في المكرُمات إمام كلِّ إمامِ

وَاِستصفهِ بالمدحِ تحظى بالخلي

جِ الزاخرِ المُتلاطمِ القمقامِ

بِالبدرِ بالشمس المنيرة بالهتو

نِ الغيث بالمطعان بالمطعامِ

جاءَت بأفخر من وطى وجهَ الحصا

وَالترب من عربٍ ومن أعجامِ

ملكٌ تخرّ لهُ الجبابرُ سجّداً

في هالة الإجلالِ والإكرامِ

مُتطأطئينَ له هناك بأوجهٍ

كانت تُصانُ عنِ الخضوعِ وهامِ

صَعدت به رتبٌ عَلت حتّى عَلت

في شأوِ مبلغها على بهرامِ

غيثٌ وليثٌ في النوالِ وفي الوغا

لِغداة جودٍ أَو غداةِ زحامِ

كَم قَد أحاطَ تصرّفاً في ملكهِ

منهُ عَلى الإقليمِ بالأقلامِ

فَخُرت عمانُ بِه على مصر على

يمنٍ فأرض عراقِها والشامِ

حلّت له الأبكارُ أبكارُ العلا

عقداً فهنَّ عليه غير حرامِ

يا أيّها الملكُ الهمام ومن له

في المكرماتِ يدين كلّ همامِ

اِسمَع فدتكَ نُفوسُنا يا بهجةَ ال

أيّام يا من عصبة الإسلامِ

ليسَ العجيبُ ولا الكثيرُ يكون أن

نفديكَ بالأرواح والأجسامِ

ليتَ الأذى متقبّل عند الفدا

فَيكون لحمي أكله وعظامي

وَالحمدُ للّه الغداة على الشفا

مِن حادثِ الأمراض والأسقامِ

اللّه أكبر إنّ هذا اليوم في

ما قَد رَأينا أفضل الأيّامِ

يومٌ براهُ اللّه خير عنده

مِن ألفِ شهرٍ عند ألفي عامِ

مُذ غبت مُحتجباً كأنّ الدهر قد

غَشيتهُ قدرة غيهبٍ وقتامِ

فَالآن أصبحَ إِذ برئت منَ الأذى

يَبدو بوجهٍ ضاحكٍ بسّامِ

حتّى كأنّ الناسَ مِن فرحٍ به

عَلقوا منَ الدُنيا بحبل ذمامِ

وَتكادُ صامتةُ الجمادِ تلحّ في

تَهليلها للواحد العلّامِ

وَاِلبَث ودُم في نعمةٍ ومعزّةٍ

ومسرّةٍ موصولةٍ بدوامِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة