الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » أأوجه غيد زلن عنها البراقع

عدد الابيات : 43

طباعة

أَأوجهُ غيدٍ زلنَ عنها البراقعُ

تجلّين أَم هاذي بدورٌ طوالعُ

تَجلّين من أسجافِها عَن محاسنٍ

إِلَيها قلوبُ العالمينَ نوازعُ

كَواعبُ غرٍّ بهكنات يَزينُها

منَ الغنجِ والحسنِ البديعِ بدائعُ

ظباءٌ مَراعيها رياضُ قلوبِنا

فَها هنَّ في روضِ القلوبِ رواتعُ

جآذرُ إِلّا إنّما هنّ خرّدٌ

ربايب أنسٍ لم يرعهنّ رايعُ

يرقرقنَ ألحاظاً خلال جفونها

سيوفاً للبّاتِ القلوبِ قواطعُ

تقنّعنَ مِن نسجِ الحريرِ مقاطعاً

فَزانت عَلى أعطافهنّ المقانعُ

نُخالس منهنّ اِلتماحاً وإنّما

لَنا باِختلاساتِ اللحاظِ مصارعُ

وَقفتُ عَلى أَطلالهنَّ وقد بدا

لِعيني نورٌ إِذ دابر المتنِ خاشعُ

وَظلتُ معَ السفعِ الثلاث كأنّني

لِتلك الثلاث السفع في الربعِ رابعُ

وَلولا أميم ما اِستهلّت مدامعي

وَلا ذاعَ منّي بالسرائر ذايعُ

تَفيضُ لِذكراها دُموعي وفي الحشا

جوىً مُحرقٌ في باطِن القلبِ لاذعُ

أَهيمُ اِشتياقاً كلّما إن ذَكرتُها

فَيصدع قَلبي للصبابةِ لاذعُ

وَأَزدادُ وجداً إن شَدت وترنّمت

حمائمُ مِن فوقِ الغصونِ سواجعُ

وَكَم زفرةٍ في الحشا بعد زفرةٍ

يَكادُ لَها تقتضُّ منّي الأضالعُ

وَإنّي لَها ما دمتُ حيّاً لمشترٍ

وَللنفسِ منّي في هواها لبائعُ

ولي في هَواها وَاللَيالي شواهدٌ

مَذهبُ أديانٍ جَرَت وشرائعُ

لَها مِن صفاتِ الحسنِ أحمر رائق

وَأسودُ غربيبٌ وأبيضُ ناصعُ

يَروقُ لِعيني كلّ عين بخدّها

وَوردٌ وتفّاح مِنَ الخدّ يانعُ

إِذا ما لثمتُ الخدّ والخدُّ أحمرٌ

تعرّضه لونٌ منَ الحسنِ فاقعُ

شَكَت شبعاً منها الروادفُ والحشا

شَكا الجوعُ منها فهو ظمآن جائعُ

وَأرض منَ الغيطانِ قفراء هوجل

بنا ذرعت فيها القفار ذواذعُ

فطوراً أَتاني السيرُ فيها وتارةً

تَجدّ السرى في سيرها وتسارعُ

يُجاذبها جدل الأزمّة والدجى

مَعَ الشرخِ لَم يَفجعهُ بالشيب فاجعُ

وَقَد مالَ تهويم الكَرى برؤوسِنا

فَلا طرفَ إلّا وهوَ يقظانُ هاجعُ

إِذا نحنُ طارَحنا الحرون تَطايَرت

مِنَ الأرضِ عن أحفافهنّ البرامعُ

يَجدنَ بنا في كلّ بيداءَ ما بها

هُنالك إلّا طلسها والجوامعُ

وَيَحملنَ مِن سحرِ الكلامِ بضائعاً

يقصّر عَن إدراكهنّ البضائعُ

فَتىً حوضهُ ما شيبَ يوماً بكدرةٍ

وَلا طلحبت للوفدِ منه المشارعُ

تَرى الناسَ أَفواجاً على بابه لهم

دعاءٌ وكلُّ شاخصِ الطرفِ خاضعُ

فَذلكَ للإِنصافِ منتصفٌ به

وَذلكَ معترٌّ وذلك قانعُ

جَوادٌ لشملِ المال منهُ مفرّقٌ

وَلكن لشملِ المجدِ وَالحمد جامعُ

بِرؤيتهِ الأبصار تلتذُّ مثل ما

بِذكر يضحي في السماع المسامعُ

أَلا إِنّه للدين سيفاً وإنّه

مِنَ الحقِّ نورٌ في البريّة ساطعُ

فَما سُئلَ المعروفَ إلّا تَواتَرت

صنائعُ منها تَقتضيها صنائعُ

وَلا أرعفَ الأقلامَ إلّا تَولّدت

بهنّ مضرّات معاً ومنافغُ

حَكى السيل منه إن تغاث مواضعٌ

وَتخرب منهُ في المسيل مواضعُ

أَعاذله في سعيهِ واِرتكابهِ

أُمورٌ لأدناها تخفُّ متالعُ

أَفِق إنّه للسبعةِ الشهبِ ثامنٌ

وَليسَ لَها مِن بعد ذلك تاسعُ

أَبا منعمٍ راحَت إليك وهجّرت

سَواجد مِن عيسِ الرجا ورواكعُ

وَجِئناك نَستسقي غداة مخايلا

سَحائبها وطف الغزالي هامعُ

أَلم تَرَ أنّ اللّه أعطاكَ سورةً

لَها البدرُ في هالاتهِ متواضعُ

وَإِنّ لكَ الأيَام بالنصرِ أقبَلت

عليكَ ونجمُ السعدِ بالسعد طالعُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة